الإثنين 2015/03/30

آخر تحديث: 17:14 (بيروت)

"يوم الأرض" في "الأميركية": "لا لـNestle"

الإثنين 2015/03/30
increase حجم الخط decrease

إذا كانت المناسبة هي "يوم الأرض"، الذي يصادف اليوم في 30 آذار، فالذكرى لم تعد تحتمل حمل الشعارات نفسها، والتي تذكر بالاحتلال، في كل سنة. انطلاقاً من ذلك وسعياً لاحياء الذكرى من جهة، ومحاولة لإحياء الروح المقاومة في "الجامعة الأميركية" في بيروت من جهة أخرى، نظّمت "مجموعة مقاطعة اسرائيل الطلابية" في الجامعة (AUB BDS) اعتصاماً أمام مقهى "نستلة" الموجود داخل حرم الجامعة. وهذا الاعتصام جاء ليوجه رسائل عديدة، لعل أهمها رفض تعامل ادارة الجامعة مع "نستلة"، لما تمثله الأخيرة من داعم رئيسي للكيان الاسرائيلي وكمحرك بارز في الاقتصاد داخله.


"لا لـNestle" كان الهتاف الموحد. أما اللافتات التي حملها نحو ثلاثين طالباً وطالبة، فكانت واضحة من حيث التعبير عن رفض قاطع لوجود مقهى "نستلة" داخل الجامعة. في رأيهم هذه الصفقة بين ادارة الجامعة و"نستلة"، هي دعم اقتصادي غير مباشر لاسرائيل، وهذا ما يتعارض من حيث المبدأ مع موقف لبنان المعادي للدولة العبرية. اضافة الى البعد الانساني للمقاطعة، في ظل الاعتداءات اليومية على المدنيين الفلسطينيين، حيث وصفت احدى اللافتات منتجات "نستلة" بالقاتلة، في اشارة الى المجازر اليومية الاسرائيلية. وبالرغم من قلة عدد المشاركين، فإن شادي رشيد، عضو "نادي السنديانة الحمراء" في الجامعة وأحد المنظمين اعتبر "التحرك ناجحاً نظراً لضيق مدة التحضير له".

على أن الأهم في هذا الموضوع، ما يمثله الاعتصام من نقطة انطلاق لـ"مجموعة المقاطعة الطلابية"، التي أُعلن عن تأسيسها في منتصف الشهر الجاري. ويؤكد رشيد تحضير المجموعة لـ"تحركات أكبر وأكثر تنوعاً على هذا الصعيد". ويضيف: "المجموعة هي أشبه بتحالف طلابي لنشر ثقافة مقاطعة الشركات الداعمة لإسرائيل". وكما في تنظيم الاعتصام، فإن الطرفين الأساسيين في الحملة هما "النادي الفلسطيني" في الجامعة و"نادي السنديانة الحمراء". بالاضافة الى التنسيق والتعاون مع أساتذة في الجامعة، كسماح ادريس الذي يعد أحد مؤسسي الحملة الدولية للمقاطعة.

يأمل المنظمون أن تخلق الحملة واقعاً جديداً في التعامل مع الشركات الداعمة لأسرائيل، بدءاً من المقاطعة الفردية اليومية لمنتجات شركات كـ"نستلة" و"ستاربكس". يأتي هذا في محاولة لتسليط الضوء على أهمية المقاطعة الاقتصادية للشركات في الجامعة ولبنان، والاستفادة من التجارب الغربية والأجنبية في هذا السياق، والتي تزداد نجاحاً عاماً بعد عام. فالحملة الدولية للمقاطعة حققت الكثير مما يمكن اعتباره انتصارات، مثل تعليق صفقة بين بلدية العاصمة الأرجنتينية، بوينس أيرس، وشركة المياه الاسرائيلية "ميكوروت"، بعد حملات عديدة. تعليق الصفقة سبب خسائر بنحو 170 مليون دولار للشركة الاسرائيلية.

بالإضافة الى ذلك، استطاعت الحملة، التي تأسست في العام 2005، استمالة الكثيرين من رجال الأعمال الأوروبيين، أو حتى تغيير خطط الاستثمار في اسرائيل. ناهيك عن العمل على الاستفادة من ضغط الرأي العام الأجنبي، والذي شكل ضربة قوية لعدد من الشركات الداعمة أو حتى المتعاملة مع اسرائيل، ومثال على ذلك ما حصل مع سلسلة متاجر "Waitrose" البريطانية في السنة الماضية.

على أن البارز في عمل الحملة الدولية هو الجانب الثقافي من المقاطعة. اذ شكلت ضغوطها في مرات سابقة عاملاً أساسياً في الغاء العديد من الحفلات الفنية في اسرائيل. وهذا ما حصل منذ مدة قصيرة عندما ألغى المغني الأميركي Thurston Moore حفلته المقررة في أواخر الشهر المقبل بعد دعوات المقاطعة التي وجهت اليه.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها