الثلاثاء 2015/06/09

آخر تحديث: 13:16 (بيروت)

"المفكرة الصغيرة": القانون في متناول الأطفال

الثلاثاء 2015/06/09
"المفكرة الصغيرة": القانون في متناول الأطفال
يشكل الأطفال أنفسهم مجلس تحرير هذا الملحق
increase حجم الخط decrease

مفكرة صغيرة لـ"المفكرين الصغار"، هي فكرة إضافية تنفذها "جمعية المفكرة القانونية" في إطار عملها على "مد الجسور بين المجتمع والقانون". "المفكرة الصغيرة" إذاً، عبارة عن مجلة قانونية فصلية، تصدر مع "المفكرة القانونية"، تتوجه إلى الأطفال، وتتناول القوانين في لبنان.

أهم ما في هذه التجربة أنها تفتح الباب على تعديل الصورة النمطية للقانون في ذهن الجيل الناشئ، المُكتسبة من المجتمع بشكل عام، ومن المناهج التعليمية المبنية على التلقين بشكل خاص. والحال أن الطفل الذي قد يجد نفسه مضطراً لحفظ مضمون المواد القانونية والحقوقية، من كتاب التربية المدنية المدرسي، بكل ما قد تنطوي عليه من جمود، بات بإمكانه اليوم أن يكتسب معلومات قانونية أوسع منها، وأكثر إلتصاقاً بواقعه عبر "المفكرة الصغيرة".

يناقش العدد الأول من "المفكرة الصغيرة"، أربعة مواضيع اجتماعية من زاوية قانونية. على الغلاف رسم مدينة وتمساح، لـ"أسامة" ذات السنوات العشر. "الحيوانات: من يحميها؟" هو العنوان الذي يأخذ القارئ الى المادة المحورية في العدد. من خلال قصة قصيرة مصورة، يتضح وجود مشروع قانون لحماية الحيوانات يحتاج لإقرار في مجلس النواب. في قسم "سؤال وجواب" تقدم المجلة مجموعة من المعلومات حول مشروع القانون، عن طريق الإجابة على أسئلة الأطفال. فهذا المشروع "يضع قواعد التعامل مع الحيوانات"، و"يمنع كل أشكال القتال بين الحيوانات أو بينها وبين الإنسان". كما يمنع "تربية الحيوانات المعرضة للإنقراض والخطرة داخل المنازل...".

أما زاويتا "من هو؟" و"من هي؟" فتعرضان لحالتين كان بإستطاعة القانون أن يتعامل معهما لو تم إقراره. فلو أقر مشروع قانون حماية الحيوانات، كان بإستطاعة القاضي أن يحكم بحبس "عدنان" الذي أدخل "الشامبانزي" (المعرض للإنقراض) إلى لبنان ووضعه في بيئة لا تناسبه. كما كان بإستطاعة القاضي أن يمنع صاحب "القطة بسبس" من إقتناء الحيوانات بعد أن وضعها في "المايكروويف" ليتسّلى.

الأملاك العامة وحرش بيروت تحديداً، كاميرات المراقبة في الشوارع، لماذا يحمل الأطفال إسم عائلة والدهم وليس والدتهم، هي المواضيع الثلاثة الأخرى التي يناقشها العدد الأول.

تشرح العضو في فريق تحرير "المفكرة الصغيرة" رنا صاغية في حديث مع "المدن" أن المواضيع مستوحاة من تساؤلات الأطفال. والأخيرون، الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و13 سنة، يشكلون بأنفسهم مجلس تحرير هذا الملحق. إعداد العدد الأول تطلب، وفقاً لصاغية، مجموعة من النشاطات التي وضعت الأطفال في خضم التجربة الحقوقية. كأن يذهب الأطفال الى حرش بيروت فيُمنعوا من دخوله. كما تم تنظيم "مجموعة من الاجتماعات مع جمعية حيوانات لبنان، طرح خلالها الأطفال العديد من الأفكار والأسئلة التي شكّلت مادةً لفقرة سؤال وجواب". بالتالي، فإن "المفكرة الصغيرة" عبارة عن "مجلة قانونية للأطفال، يعملون على إتمامها إنطلاقاً من تجاربهم الخاصة"، تقول صاغية.

في القسم المخصص لطرح "فكرة قانون" جديد، حوار بين الأطفال حول سبب حملهم لإسم عائلة والدهم وليس والدتهم. اللافت هنا، هو تأكيد صاغية أن الفكرة بدأت مع "يارا"، وهي واحدة من أطفال مجلس تحرير "المفكرة الصغيرة". أما الحوار، فقد دار بين الأطفال كما هو وارد في العدد. وبعد الإطلاع على الحوار، تقدم المجلة للطفل معلومة قانونية حول السبب العملي الذي جعل إسم العائلة مرتبطاً بالأب دائماً في لبنان. وأسلوب المعلومات القانونية البسيطة والواضحة متبع في نهاية كل صفحة من صفحات المفكرة". وهذا ما يساعد على بلورة الطرح القانوني، بين القانون اللبناني، والإتفاقيات الدولية، والتفاوت بينهما.

"أهم ما في هذه التجربة أن الأطفال ببراءتهم لا يتعاملون مع المواضيع كمحظورات، وهذه ميزة"، تقول صاغية. لذلك لم تجد يارا مانعاً من السؤال عن سبب حملها لعائلة أبيها حصراً، ولم تجد ريان كذلك مانعاً في ابداء تفضيلها لحمل إسمي عائلة أمها وأبيها معاً، على سبيل المثال. الأهم، وهو أحد أهداف "المفكرة الصغيرة"، "التخلي عن فكرة حصر القانون ببعض المهن، فيعتاد الطفل أن فهم القانون أمر ضروري يمس حياتنا اليومية".

"الدور الأساسي يقع على عاتق الأهل في تأمين وصول هذه المجلة إلى أطفالهم"، تقول صاغية. والأهم هو أن "يثق الأهل بقدرة أبنائهم على إستيعاب هذه المعلومات". بالتالي "إما يضعونها بين أيدي أبنائهم، أو يقرأونها لهم في حال كانوا لا يزالون في سن تصعب فيها عليهم القراءة".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها