الأحد 2015/10/04

آخر تحديث: 07:17 (بيروت)

"إخلاء سبيل" في دالية الروشة

الأحد 2015/10/04
"إخلاء سبيل" في دالية الروشة
وجود حشد بهذا العدد في الدالية ليس أمراً اعتياديّاً (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

لم يكن مشهد عربات الجيش أمام مدخل الدالية بعد ظهر السبت مطمئناً، اذ أحدثت زحمة سير لأنها أثارت فضول المارة. ووراء عربات الجيش كان تواجد لعدد من عناصر الأمن، ممّا جعل الأمر مريباً أكثر. إلّا أن كثافة وجود العناصر الأمنية لم تمنع الناس من الوقوف على الدرابزين الحديديّ لإكتشاف سبب تجمّع الناس في الدالية، وحتى النزول للإنضمام إلى التجمّع.

وجود تجمع بهذا العدد في الدالية، وإن كانت أعداده خجولة بعض الشيء، ليس أمراً اعتياديّاً، خصوصاً أن النزول إلى الشاطئ مهمّة صعبة مع عدم وجود أدراج أو سلالم آمنة. ما يدلّ على أن إهمال الدولة لهذه الفسحة العامة ليس عبثياً، بل خطّة ممنهجة لردع الناس من ارتيادها.

وكانت كل من"المفكرة القانونية"، "الحملة الأهلية للحفاظ على دالية الروشة"، مجموعة "الشعب يريد"، وحملة "جايي التغيير"، قد دعت إلى لقاء عام في دالية الروشة، وذلك بمناسبة إخلاء سبيل جميع المتظاهرين الموقوفين لدى المحكمة العسكرية، بالإضافة الى تحرير دالية الروشة من السياج الشائك الذي كان يعيق الوصول اليها، وللتأكيد على حقّي التظاهر والتمتع بالمساحات العامة وتضامناً مع جرحى ومصابي الحراك وعلى رأسهم الشاب محمد قصير.

في كلمة المعتقلين المحرّرين التي ألقاها الشاب إبراهيم عون، تحدّث عن العنف والتعذيب والإذلال الذي تعرّض له المعتقلون في السجّن. وأشار عون إلى أن الضغط الممارس ضدهم كان يهدف لإجبارهم على الإعتراف بجرائم لم يقوموا بها، مثل "الإندساس" في المظاهرات لإحداث الشغب والتخريب. يشرح عون، "بالتحقيق سألوني إذا أنا تبع الـ5$ أو لـ7$"، وأضاف: "بس عرفت أنو أمي عم تتظاهر لحتى تطالب بتحرّيري، غضبت وضربت راسي بالحيط، وغبت عن الوعي، فقام عنصر أمن بكبّ سائل لتنظيف الحمام في عيوني ليرى إن كنت أفتعل غيابي عن الوعي". أنهى عون كلمته بالتأكيد على أنه غير نادم على مشاركته في التظاهرات، كما دعا إلى عدم الخوف، والنزول إلى الشارع من أجل المطالبة بالحقوق المسلوبة.

أمّا الناشط هاني عضاضة، فقد ألقى البيان المشترك لكل من، "المفكرة القانونية"، "الحملة الأهلية للحفاظ على دالية الروشة"، مجموعة "الشعب يريد"، حملة "جايي التغيير"، و"اتحاد المقعدين اللبنانيين". وشرح عضاضة سبب اختيار الدالية من أجل الإحتفال بتحرّير المعتقلين، قائلاً: "إن هذا العنف الأمني المباشر ضد الحريات العامة، يتقاطع مع عنف تاريخي تمارسه السلطة ذاتها ضد المساحات العامة. فالسلطة القائمة على الفساد والمحاصصة هي التي تضرب الحريّات العامة وحريات التظاهر والعمل النقابي، كما تضرب المساحات العامة من أجل تعطيل إمكانيات التجمع الشعبي والعمل السياسي". 

وألقت المحامية غيدا فرنجية كلمة لجنة المحامين، التي شرحت فيها عمل اللجنة في تقديم المساعدة القانونية والمعنوية للمعتقلين، مؤكدة رفض حملات الاعتقال ضد المتظاهرين، ومحاكمة المدنيين أمام القضاء العسكري، وادانة استخدام تهمة "الإندساس" في المظاهرات.

وبعدها، افترش الناس الأرض مع حصرهم و"زوّادتهم". كما بادر المنظّمون إلى إحضار علب كرتون تحتوي على الكعك والزعتر والمعمول والعصير، وتمّ توزيعها على الحاضرين. وعرضت بعض المواهب الفنيّة من إلقاء للشعر، الغناء ولعب الموسيقى الإلكترونية، حتى غياب الشمس.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها