الخميس 2015/01/29

آخر تحديث: 18:15 (بيروت)

ازدياد السرطان في لبنان.. فتّش عن التلوث والغذاء

الخميس 2015/01/29
ازدياد السرطان في لبنان.. فتّش عن التلوث والغذاء
"كلما كان اكتشاف المرض مبكرا كلما كانت نسبة الشفاء أسرع" (ريشار سمور)
increase حجم الخط decrease

أن يعلن الوزير وائل أبو فاعور أنّ نسبة مرضى السرطان في لبنان تتقدم على الكثير من الدول المجاورة، وأنّ الوزارة تبحث في أسباب هذا الأمر، فذلك يزيد أسئلة اللبنانيين عن سبب ازدياد الإصابة بهذا المرض في لبنان، وعمّا إذا كانت هناك دراسات علمية أجريت في لبنان للكشف عن أسباب إزدياد السرطان، وطرق الوقاية منه؟ وهل من علاجات حديثة للقضاء عليه؟ 


يكشف الإختصاصي في جراحة السرطان الدكتور نجيب جهشان لـ"المدن" أنّ "بين كل 100 ألف لبناني هناك 150 شخصاً مصاباً بالسرطان سنوياً. وأكثر السرطانات التي تزيد عند المرأة هي سرطان الثدي، أما عند الرجال فيتكاثر سرطان الرئة والمبولة والبروستات".

أما عن أسباب إزدياد السرطان فيقول جهشان: "لقد تبين أنّ وراء ارتفاع الإصابات بالسرطان زيادة تلوث الهواء وتناول الأطعمة الدسمة، وخصوصاً التدخين الذي يزيد من ارتفاع الإصابة بالسرطان بنسبة 30%، من دون أن ننسى عامل الوراثة والعلاج الهورموني". ويلفت جهشان إلى أنّه "كلما كان اكتشاف المرض مبكرا كلما كانت نسبة الشفاء أسرع، لأن 50 في المئة من السرطانات وصلت إلى الشفاء الكلي".

والجدير ذكره أنه "من الضروري معرفة أهمية الكشف المبكر للأورام حتى ولو لم تكن سرطانية، لان هناك إمكانية لأن تتحول سرطانية إذا أهملت".

إلى ذلك، يشير الاختصاصي في السرطان الدكتور علي شمس الدين إلى دراسة إحصائية قامت بها الجامعة الأميركية، في العام 2012 تبين أن الاكثر شيوعاً بين السرطانات في لبنان هو سرطان البروستات لدى الرجال، يليه سرطان الرئة وسرطان المثانة، في حين أن الأكثر شيوعاً عند النساء هو سرطان الثدي يليه سرطان القولون ومن ثمّ سرطان الليمفوما، معتبراً أن لبنان يحتل موقعاً متقدما من بين الدول في شأن معدّلات ارتفاع السرطان".
والجدير ذكره أنّ وزارة الصحة لم تجدد إحصاءاتها عن نسبة إزدياد السرطان عبر السجل الوطني للسرطان، منذ العام 2008.


تقدم في العلاج
يقول الاختصاصي بالسرطان الدكتور فادي نصر لـ"المدن" إن الشفاء من السرطان أصبح ممكناً وذلك من طريق العلاج المناعي، حيث باتت اجهزة المناعة في الجسم تحدد الورم وتقضي عليه مباشرة، مشيرا إلى أنها "ثورة طبية في معالجة السرطان وقد بات هذا العلاج متوفراً في لبنان". 
يتوقع نصر أن تصل نسبة الشفاء من السرطان بالعلاج المناعي نحو 30 في المئة خصوصا لدى المصابين بسرطان الجلد والدم الحاد. "فقد بات في الإمكان إيجاد أدوية للمناعة تحدد الخلايا السرطانية وتقتلها في المكان المناسب، من دون أي تاثيرات جانبية، وقد لمسنا تجاوباً من جانب المرضى مع العلاج ولا سيما مرضى سرطان الرئة، إلا أنّ كلفة هذه العلاجات تصل إلى حدود 11 ألف دولار".

من جهته يكشف الاختصاصي بالسرطان الدكتور جوزف قطان أن "هناك تطوراً هائلاً في العلاج السرطاني، خصوصا لناحية العلاج المشخصن، حيث بتنا نداوي كل حالة سرطانية بدقة  بعد كشف نوعها من خلال الفحص المتطور للحمض النووي، وهو شبيه بالكشف المخبري لتحديد المضادات الحيوية لكل نوع من الإلتهابات. وبهذه الطريقة العلاجية الجديدة بتنا نعطي الدواء حسب الحالة السرطانية ونحدد أنواع علاجات السرطان، وبالتالي نسبة الشفاء قد ارتفعت".

يضيف: "فحص الحمض النووي وضعنا أمام لائحة من العلاجات المستهدفة، فمثلا كل ورم عند أي شخص مصاب صار له علاج مستهدف"، مشيراً إلى أنّ" كلفة هذا الفحص الطبي تصل إلى سبعة آلاف دولار، وهو متوفر في 4 مختبرات حول العالم، حيث نقوم بارسال العينات السرطانية إلى أحد المختبرات الأميركية لتحديد أنواع الأورام، خصوصا لدى المصابين بالأورام النادرة والتي لا يتيح علاجها أي خيارات أخرى، وقد تبين لنا أن واحداً من ثلاثة مرضى يشفون عبر هذا العلاج".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها