الأربعاء 2015/10/21

آخر تحديث: 18:04 (بيروت)

حراك "أرفض شعبك بيحميك" الفلسطيني.. في بيروت‬

الأربعاء 2015/10/21
حراك "أرفض شعبك بيحميك" الفلسطيني.. في بيروت‬
يتبنى حراك "أرفض شعبك بيحميك" بقوة قضية رفض التجنيد الإجباري للعرب في الجيش الاسرائيلي (محمود الطويل)
increase حجم الخط decrease
تشهد فلسطين مؤخراً "حراكاً شعبياً"، يعتقد كثيرون أنه قد يؤدي إلى انتفاضة فلسطينية ثالثة، بالرغم من الاختلافات والانقسامات الداخلية حول ماهيته. وتبدو مسألة رفض التجنيد الاجباري للفلسطينيين في جيش الاحتلال الاسرائيلي، خصوصاً عند الدروز، مسألة مركزية في هذا الحراك. في جانب آخر، يعتبر استقبال بيروت لفلسطينيين من الداخل حدثاً استثنائياً نظراً لـ"الإشكالات الأمنية" التي ترافق حضورهم. بين هذين الحدّين، عقدت ندوة، مساء الثلاثاء، في الجامعة الأميركية بدعوة من "مركز الأصفري للمجتمع المدني والمواطنة" و"تاء مربوطة"، شاركت فيها منسقة حراك "#‏أرفض_شعبك_بيحميك‬" ميسان حمدان. على أن المجيء إلى بيروت لا يبدو هيناً على الفلسطينيين أنفسهم أيضاً، اذ عبرت حمدان في أول مداختلها عن تحقيقها لحلمها بزيارة بيروت "التي لا أشعر مطلقاً أنها غريبة". 


والحال إن البلدين، فلسطين ولبنان، يشهدان تزامناً حراكين شعبيين، وإن كان من الصعب المقارنة بينهما، بسبب اختلاف ظروفهما. الا أن بواكير الانتفاضة الثالثة عديدة، ومنها: انسداد الأفق السياسي والانقسام بين حركتي "فتح" و"حماس"، عدم تحقيق المصالحة وتشكيل حكومة وفاق وطني وفقاً لما وعدت به السلطة الفلسطينية، "التي لا تزال ملتزمة بتطبيق الاتفاقيات مع الاحتلال في وقت يتنصل هو منها ولم يعد يطبقها". بالإضافة إلى بناء جدار "الضم والتوسع" الذي يمنع الناس من الوصول الى أعمالهم ومدارسهم، وتزايد اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين.

لكن حراك "أرفض شعبك بيحميك"، الذي كان سابقاً على "الهبة" الحالية، إذ بدأ في العام 2010، وأطلق رسمياً في آذار 2014، يتبنى بقوة قضية رفض التجنيد الإجباري، الذي يفرضه الاحتلال من أجل تعزيز الشرخ بين الفلسطينيين، "ولكننا شعب واحد، ولن نتخلى عمن يرفض بل على العكس"، وفق حمدان. على أن "أرفض شعبك يحميك" هو امتداد لتحركات عديدة رافضة للتجنيد الإجباري. لكن ما يميزه أنه حراك نسائي بقيادة نسائية، ويعمل على خطين متوازيين، هما نشر الوعي وكسر الصورة النمطية. "واليوم في ظل محاولات تجنيد الفلسطينيين المسيحيين يجب توسيع الحراك بصورة أكبر".

وفي حين تزعم الرواية الإسرائيلية أن الفلسطينيين هم من طالبوا بالالتحاق بالخدمة، وأن هنالك وثائق بقبول المشايخ بذلك، إلا أن بروفسوراً في جامعة حيفا نفى وجود هذه الوثائق، وفق حمدان. فـ"الحقيقة أن هذا الادعاء يهدف إلى احداث شرخ بين الدروز والفلسطينيين الآخرين، بالإضافة إلى إجراءات أخرى، كما في فصل الدروز عن مجالس اللجان المحلية وانشاء لجان خاصة بهم لاعداد المناهج المدرسية". وتروي حمدان أنها في مدرستها كان هناك "حصة لغة عربية للدروز ورياضيات للدروز، كل إشي كان للدروز. في حصة التراث كل المش دروز يطلعوا برا، كرمال يعلمونا: يرتدي الدروز ملابس صوفية في فصل الشتاء. على علمي كل الناس بيلبسوا شتوي!". كما تشير حمدان إلى أن عيد الفطر ألغي واستبدل بزيارات إلى أماكن دينية، وبنوا مدارس عسكرية حيث يذهب الطلاب إليها بزي عسكري.

لكن رفض التجنيد ممكن لأسباب عديدة. فالمتدينون غير مجبرين على الخدمة، وهناك الأسباب النفسية، حيث يمكن أن يقدم الشاب أوراقاً طبية تفيد بأنه نفسياً وذهنياً غير صالح لأداء الخدمة، وهذا ما يسمى بـ"البروفايل 21". وهناك من يستطيع الرفض لـ"أسباب ضميرية"، وهي متاحة ولكن غير ممارسة. "لا يرفض الجميع بطبيعة الحال التجنيد، بل هناك من يريده لأسباب كثيرة. فالكذبة تنطلي على الكثير من الشباب بسبب الشائعات التي تُنشر عن الحقوق التي يتمتع بها من يخضع للتجنيد، كرخص العمار وخفض الضرائب وغيرها. ولكن الواقع يشهد أن "أكثر من 50% من المنازل غير مرخصة و80% من أراضي الدروز مصادرة علماً انهم وعدوا بعدم مصادرة أراضيهم. ومن جهة أخرى الانخراط أصبح يعتبر سبيلاً لتسهيل الحياة من ناحية المعاش والمستوى المعيشي اللائق"، وفق حمدان.

"لن أخدم في جيش سرق أرضنا وفرّق شعبنا"، جملة رددها سلطان باشا الأطرش يوماً، واليوم يرددها فلسطينيو 48 وخصوصاً الدروز منهم، وهي الشعار الذي تستمد منه الحملة قوتها.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

الكاتب

مقالات أخرى للكاتب