الجمعة 2015/05/29

آخر تحديث: 13:29 (بيروت)

الطبيب أنطوان خبّاز:"بيئة الأميركية" تتقبل أكثر فكرة العلاج النفسي

الجمعة 2015/05/29
الطبيب أنطوان خبّاز:"بيئة الأميركية" تتقبل أكثر فكرة العلاج النفسي
"هناك عدد لا بأس به من حالات الاكتئاب التي تصيب الطلاب بسبب الجهد الأكاديمي" (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
بعد الاعلان عن حملة "وعي" التي تهدف إلى نشر ثقافة تقبل فكرة العلاج النفسي، والتي اطلقت في "الجامعة الأميركية" في بيروت بمشاركة أربعة من الشباب الذين مرّوا على مركز الارشاد والعلاج النفسي، كان لا بدّ من معرفة أهمية المركز المجّاني الموجود في مبنى "الويست هول" داخل حرم الجامعة. "المدن" التقت الدكتور أنطوان خبّاز، المسؤول عن المركز، وفي الآتي نص الحوار:



ما هي الخدمات التي يقدّمها المركز؟ وما هو عدد الطلاب الذين يزورنه؟
نقدّم خدمات تتعلق بالأوضاع والحاجات النفسية للطلاب بشكل غير محدود أو محصور بظروف معينة، بل ان جميع الصعوبات التي يعاني منها الطلاب، سواء أكانت أكاديمية أو شخصية توضع تحت المجهر. وخدمات المركز تشمل الهيئة التعليمية من أساتذة في الجامعة وموظفين وعاملين وصولاً الى الطلاب. أمّا العدد فيعتبر كبيراً، اذ أنّ برنامجي اليومي ممتلئ عادةً بمعدل حوالي 15 زيارة في اليوم.

هل تتقبل بيئة "الجامعة الأميركية" في بيروت فكرة الذهاب الى طبيب نفسي؟
نعم. الوضع أصبح أفضل بكثير ممّا كان عليه قبل عشرين عاماً. الجميع بات منفتحاً على الفكرة، خصوصاً في ظل وجود سريّة وصدقية بحيث لا يتم الإفصاح عن أي معلومة تخصّ الزائرين. كما نلجأ الى كتابة محاضر الزيارة على الورق ولا نحفظها على أجهزة الكومبيوتر لضمان عدم تسرّب أي ملف عن طريق الخطأ. عدا ذلك، هناك حالتان فقط يتم فيهما الاعلان عن المعلومات الشخصية العائدة للمريض، أي حين يحاول الحاق الأذى بنفسه أو بالآخرين، حيث يفرض علينا إبلاغ المعنيين بذلك حفاظاً على السلامة العامة.

ما هي الخطوات التي تقومون بها في حال شعرتم بأنّ أحد المرضى سيعمد إلى أذية نفسه أو الآخرين؟
أول ما نقوم به هو أخذ المريض الى الطوارئ في مستشفى الجامعة بحجة أن المريض لا يستطيع ضمان مسؤولية سلامته الشخصية التي تكون أول أهدافنا في حالة كهذه. المركز لا يقدّم علاجاً بالأدوية للطلاب لذلك لا نتدخل في الحالات الشديدة مباشرةً بل تصبح من مهام أطباء المركز الطبي التابع للجامعة.

ما هي أكثر الحالات التي يعاني منها طلاب "الأميركية"؟
الاكتئاب والقلق هما أكثر الحالات انتشاراً. ويكونان نتيجة مشاكل عائلية أو شخصية أو أكاديمية، بالاضافة إلى حالات يتعرض فيها المريض لصدمات نفسية نتيجة أحداث من الماضي كتعنيف جنسي أو ادمان على المخدرات والكحول.

هل الضغط الأكاديمي ومستوى الأداء العالي الذي تتطلبه "الأميركية" يسبّبان الكثير من هذه الحالات النفسية؟
هناك عدد لا بأس به من حالات الاكتئاب التي تصيب الطلاب بسبب الجهد الأكاديمي الكبير الذي يبذلونه، خصوصاً حين يتعرض الطلاب لخطر الفصل من كلياتهم. هذا الأمر يمكن أن يكون مدمراً للطالب ولعائلته التي تتكبد أعباء القسط الجامعي الكبير، مما يزيد الضغط على الطلاب. لكن تأخر العلاج يرجع إلى عدم الاعتراف بالوضع النفسي الذي يعاني منه المريض، وطلب البعض لحل سريع، علماً أنّ العلاج النفسي يتم على مراحل زمنية غير متسارعة.

هل هناك خطر على الأشخاص الذين يعانون من أمراض نفسية داخل حرم الجامعة؟
يتعرض هؤلاء للخطر أكثر من غيرهم، فالاكتئاب الشديد قد يؤدي الى الانتحار في بعض الأحيان، لكنّ الأذى يكون موجهاً إلى الذات، وليس إلى الآخرين. لذلك أنصح جميع الطلاب ان يأتوا إلى المركز في حال شعروا بأي عارض يقلقهم.

هل يتم تبليغ الأهل بأوضاع أبنائهم والحالات النفسية التي يعانون منها؟
لا نتكلم مع الأهل من دون موافقة الأبناء حفاظاً على صدقية عدم الإفصاح عن المعلومات الشخصية، ولكنّ الحالات الخطيرة لا يمكن اخفاؤها عن الأهل من أجل مصلحة الطالب.

ما هو تقييمك لوعي المجتمع اللبناني اتجاه تقبّل العلاج النفسي؟
يمكن وصف الحالة التي تسيطر على أذهان اللبنانيين، لجهة تقبلهم فكرة العلاج النفسي، بالشعور بالعار، ويرفق ذلك بالخجل من فكرة أنّ الفرد بحاجة إلى مساعدة الآخرين في مسائله الشخصية. "تسطيع أن تحل مشاكلك بنفسك.. أنت قوي.. لست بحاجة إلى الآخرين.. لماذا أنت ضعيف ولا تسطيع حل مشاكلك البسيطة". هذه تعابير ينقلها الكبار في السنّ إلى الجيل الحالي من دون معرفة آثارها السلبية على نفسيتهم والتخبط الذي سيعيشونه جراء هذه الأفكار. لذلك يمكنني أن أصف المجتمع اللبناني بالمجتمع "الجامد".

هل هناك حاجة لزيارة الطبيب النفسي في الحالات الطبيعية؟
اذا نظرنا الى معدلات الاكتئاب في مراحل الحياة البشرية في العالم، لرأيناها مرتفعة خصوصاً في ظل متطلبات الحياة المعاصرة. أن تعيش في بلد مثل لبنان حيث لا وجود لضمانات أمنية واجتماعية تؤمن مستقبلك من خلالها، سيشعرك ذلك بالقلق الكبير ولن تسطيع الخروج من هذه الحالة الا بمشاركة مخاوفك وهمومك ومسؤولياتك مع غيرك.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها