الأربعاء 2015/04/22

آخر تحديث: 14:13 (بيروت)

مخيمات اللجوء "الخاصة".. أمان أكثر ولكن

الأربعاء 2015/04/22
مخيمات اللجوء "الخاصة".. أمان أكثر ولكن
الفرض لا يقتصر على اللعب فحسب، بل يتعداه الى التدخل في مسألة إرتداء الحجاب (Getty)
increase حجم الخط decrease
تتشابه معاناة السوريين في مخيمات اللجوء. المشاكل نفسها: غياب الصرف الصحي، سوء التغذية، التدفئة وقلّة المعونات. إلا أن معظم الذين يقطنون في مخيمات تابعة لجمعيات ذات توجه إسلامي، في منطقة البقاع، يؤكدون أنّ الوضع فيها أفضل من المخيمات الأخرى، التي كانوا قد جربوا العيش فيها. فالإستقرار في حالة اللجوء أمر شبه مستحيل. فبين قصف المخميات، وإنذارات الإخلاء، يجد اللاجئون أنفسهم مضطرين إلى التنقل الدائم، فيتنقلون من مخيم إلى آخر منتظرين العودة إلى سوريا. مع ذلك يُفضل أن يبقى اسم هذا المخيم، الذي أخذت منه هذه المشاهدات، غير معلن حماية لسكانه الذين غُيّرت أسماؤهم أيضاً.


"الحياة هنا أفضل، وأصحاب المخيم يقدمون لنا معونات إضافية عن تلك التي تقدمها المنظمات". هذا ما تؤكده أم ياسر، التي تعيش منذ 9 أشهر في أحد المخيمات التابعة لجمعيات إسلاميّة، ثم لا تلبث أن تستطرد وتصف الفرق بين هذا المخيم وغيره: "الحمام هنا، داخل الخيمة، لا نتشاركه مع كل سكان المخيم، الأمراض أقل، ولا حاجة للخروج ليلاً في البرد القارس لقضاء حاجاتنا".

لا تخفي أم عبد شعورها بالأمان في هذا المخيم، اذ لا خوف من الطرد هنا، "بعد أن أمهلونا في المخيم السابق مهلة 48 ساعة لإخلائه".. "الشيخ منيح هون، حتى أننا لا ندفع بدل ايجار الأرض التي نقيم فيها". والحال ان أغلبية سكان هذا المخيم يشكرون الشيخ، ولكن هل فعلاً ما يقدمه الأخير وجماعته بلا مقابل؟ ولماذا تشدد هذه الجمعيات على استقبال اللاجئين الأيتام من دون غيرهم من السوريين؟

سارة أم لخمسة أولاد، تحصل على معونات من الأمم المتحدة وكذلك من الشيخ وجماعته. لكن كرتونتين من المواد الغذائية وبعض الأشياء الأساسية إضافة إلى المازوت لا تكفي. "متطلبات الأولاد كثيرة" تقول سارة وهي تشرح دافعها إلى العمل. ولكن بعد أسبوع على بدئها العمل، استدعاها "الشيخ" وسألها عن غيابها اليومي. "حين عرف أنني وجدت عملاً، قال لي إنه يجدر بي البقاء الى جانب الأولاد، على أن يقوموا هم بتأمين احتياجاتنا". لم تحبذ الأمر في البداية، اذ انها لا تعمل من أجل المال فحسب، بل من أجل نفسها أيضاً. لكن أمام اصرار الشيخ، خضعت لطلبه.

شروط أخرى تفرض في هذه المخيمات، فوجود فتيات يلعبن خارج خيمهن أمر غير محبّذ أيضاً، اذ يجب ألا تلعب الفتيات وان كان عمرهن لا يتجاوز الرابعة عشرة. يقلن أنهن مُنعن من اللعب خارجاً لأنه "عيب". لكن الفرض لا يقتصر على اللعب فحسب، بل يتعداه الى التدخل في مسألة إرتداء الحجاب. "في البدء اكتفوا بالتعليق بأن الفتاتين قد كبرتا ويجدر بهما أن تتسترا. اعتبرنا الأمر في البداية تعليقاً عادياً قد نسمعه من أي أحد. ولكن بعد فترة، قيل لنا إمّا أن تتحجبا أو نُرمى خارج المخيم. لم يكن أمامنا خيار آخر فتحجبنا"، تقول إحدى الفتيات.

أمّا الأطفال الذكور، فالقيود عليهم أقل بطبيعة الحال. اذ يمكنهم اللعب والصراخ، فلا عيب في ذلك. لا أحد يمنعهم عن شيء إلا في وقت الصلاة. "مرات لما نكون عم نلعب وقت الصلاة بيسألونا ليه ما رحنا على الجامع، بس ما بيجبرونا ع شي، بس صلاة الجمعة لازم كلنا نروح"، يقول عيسى، وهو في الثالثة عشرة من عمره.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها