عكار: "منا مزبلة" عاتبة على "طلعت ريحتكم"

وقد كان دخول حملة "طلعت ريحتكم" إلى وزارة البيئة لدفع وزير البيئة محمد المشنوق إلى الإستقالة، عنوان التباين بين مجموعات الحراك في بيروت والشمال. وبحسب عاهد شخيدم الناطق باسم "منا مزبلة": "الحملة تعارض أي حرف للحراك لأهداف سياسية، والحملة لا يمكنها الوقوف مع تحرك لم تستشر فيه".

وهناك وجه آخر للإختلاف بين "عكار منا مزبلة" ومجموعات أخرى في الحراك، هو سقف المطالب. فـ"منذ إطلاق الحملة من العبدة تم تحديد سقف مطالب عكار منا مزبلة، إذ نحن جزء من أي حراك شعبي مطلبي يعمل لمصلحة عكار المحرومة حصراً. فنحن مقهورون أكثر من غيرنا، إذ ليس هناك مستشفيات ولا جامعة لبنانية في عكار".

وحملة "منا مزبلة" عاتبة على "طلعت ريحتكم" التي لم تعاملها على قدم المساواة مع الحملات الأخرى، فـ"نحن نزلنا في أربعة باصات من عكار على نفقتنا الخاصة ولم نذكر".

والخصوصية العكارية مطلب لا يمكن تجاوزه برأي ناشطي الحملة. "عند التواصل مع طلعت ريحتكم، طلبنا منهم في حال مشاركتهم في تحركات حلبا، الإلتزام بالطروحات التي يتقبلها العكاريون منعاً للعب على الأوتار الحساسة"، مضيفاً أن "عكار لا يمكنها القبول بالتعرض للجيش والقوى الأمنية".

والحملة التي تحصر سقفها بالساحة العكارية، لا تقبل طرح إسقاط النظام أو إسقاط الحكومة. ويقر شخيدم بوجود بعض العناصر "الحادة" في الحملة وهي تسيئ إلى مطالبها.

وتعمل الحملة الآن على التحضير لتحرك يشارك فيه مواطنون من كل لبنان، و"نحن بإنتظار اجتماع مجلس الوزراء لنرى كيف سيتم التعامل مع عكار في مسألة النفايات، وفي أي لحظة تفكر الدولة أنّ تغدرنا فنحن جاهزون للتصعيد ودعوة كل اللبنانيين ليرفعوا الزبالة من عكار".


"الرأي العام" بين مد وجزر
ردة الفعل العكارية الرافضة للدخول إلى وزارة البيئة، بدأ إستغلالها في سبيل التأثير على الرأي العام العكاري للقبول المشروط بدخول النفايات إلى المحافظة. وقد كان لافتاً إستقبال وزير الداخلية نهاد المشنوق لوفد من مشايخ دائرة أوقاف عكار، ولوفد من رؤساء البلديات، وقد بدأ الترويج لفكرة أن عكار جزء من الوطن وعليها أن تلعب دوراً في حل أزمة النفايات. وفي هذا السياق يخطط لرفع قدرة مكب "سرار" لإستيعاب حصة من النفايات المنقولة من بيروت وضواحيها مع إحترام "الشروط الصحية والبيئية".

رئيس إتحاد مخاتير عكار زاهر الكسار، وبالرغم من تأكيده على العلاقة الجيدة مع نواب المحافظة، كشف عن تجهيز عريضة لرفض نقل النفايات إلى عكار سيوقعها رؤساء بلديات ومخاتير وناشطون في المجتمع المدني. ويقول: "في البداية كان هناك رفض تام لفكرة المطمر، ولكن لاحقاً حصل بعض التغيير في المواقف"، مؤكداً "كما نريد أن تكون بيروت بخير، نريد عكار بخير، إذا كان هناك ضرر على جاري أساعده لرفعه، ولكن لا أرفعه عنه لأضعه عندي". ويضيف: "نحن مع الحراك السلمي، وإتحاد المخاتير مع مطلب الناس وسنبقى كذلك".

وحسب الكسار فإن وزير الداخلية وعد رؤساء البلديات الذين إلتقاهم مؤخراً، بـ"عدم إرسال النفايات إلى عكار طالما هناك شخص واحد يرفض ذلك"، لافتاً إلى أنه "سيكون هناك معمل ومشاريع وإنماء في عكار قريباً".