يبدو لافتاً في تقرير الزميل علي علوش اقتصار التماثيل، في بيروت، على السياسيين من مختلف حقبات البلد التاريخية. وكأن تاريخه يُختصر، أو يُمثل، بهم وحدهم. وتسليط الضوء عليهم، بهذا المعنى، لا يقلل من أهميتهم في صناعة السياسات المحلية، لكنه يضع السياسة المحلية نفسها أمام مأزق أحاديتها، فلا مكان للأدب والفن، مثلاً، في صناعة المجال العام.
وفي سياق آخر تبدو المساحات المتاحة لهذه التماثيل ضيقة، أو كأنها هكذا تقف في مكانها، شاهدة جامدة وقليلة الفعالية في تحريك المحيطين المكاني والاجتماعي، على ما يُفترض بالساحات العامة أن تكون. فلا نجد حولها حدائق أو مساحات واسعة يمكن أن تُستغل في تنظيم نشاطات جماعية، تُحيي هذه "المساحات"، وتخفف من رمزيتها السلبية باعتبارها مساحات هيمنة تعبيرية.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها