الخميس 2014/11/27

آخر تحديث: 15:33 (بيروت)

"اللبنانية" في الشمال: حلم المبنى الجديد

الخميس 2014/11/27
"اللبنانية" في الشمال: حلم المبنى الجديد
سيضم مجمع طرابلس الجامعي ثماني كليات
increase حجم الخط decrease

يتطلع طلاب "الجامعة اللبنانية" وأساتذتها في الفرع الثالث في الشمال، باهتمام كبير إلى المبنى الجامعي الموحد قيد الإنشاء في محلة "المون ميشال" في منطقة رأس مسقا في الكورة. في اجتماعاتهم معاً يشيدون بأهمية هذا "الصرح التعليمي الجديد الذي من شأنه أن يوقف معاناة أجيال متتالية"، من دون أن يخفوا أن قرار إنشائه انتزع من الحكومة اللبنانية كانتزاع "اللقمة من فم السبع"، بعد جولات وصولات عديدة مع لجنة التنسيق والمتابعة في الجامعة"، وفق تعبير أحدهم.

ينكب أحد الطلاب على تعداد سنوات دراسته، متمنياً أن ينتهي العمل في المبنى قبل تخرجه. يسأل آخر موظفي الإدارة بشكل شبه يومي عن مراحل البناء، ويقول "أحاول أن أتصور شكله. أريد أن أرتاد جامعة حقيقية، فيها قاعات تتسع للجميع، وإنارة، ومقهى صغير. لا أريد ثكنة عسكرية بالقرب منا، ورصاص وقنابل تخترق الجدران والنوافذ". يحلم طلاب "اللبنانية" في القبة-طرابلس بعهد جديد يفصل بين ماضيهم ومستقبلهم، يتسع لأحلامهم ويستوعب قدراتهم.

تريد غنوة مثلاً أن تجد في الجامعة "مختبراً علمياً لا ينقصه شيئ، أطبق فيه نظريات كيميائية من دون أن تنكسر المعدات بين يديّ لشدة قدمها". ويأمل كريم، الطالب في كلية الفنون، أن "أدخل الكلية من دون أن تلاحقني رائحة الدواجن". بينما لجنان حلم أبسط من زملائها، اذ تقول "أريد أن أمضي عاماً دراسياً كاملاً، نتقدم فيه للإمتحانات الفصلية في موعدها على غرار الكليات الأخرى في بيروت. هذا كل ما أطلبه".

يعقد هؤلاء الطلاب آمالاً كثيرةً على المجمع الجديد. وكذلك أساتذتهم. يرى منسق لجنة المتابعة للبناء الجامعي الدكتور مصطفى الحلوة أنه "ستتوفر في المبنى مجمل الشروط الصحية والأكاديمية والتعليمية، فضلاً عن التجهيزات المخبرية والمكتبية. إلى جانب وجود مكتبة تضم أحدث الكتب وتلبي حاجات الطلاب". وسيضم البناء الممول من "البنك الإسلامي للتنمية" ثماني كليات: الفنون، الهندسة، العلوم، الصحة، إدارة الأعمال، الآداب، الحقوق والعلوم الاجتماعية. ولأن موقعه يبعد عن وسط العاصمة طرابلس، يؤكد حلوة أنه "سيساهم في إستقطاب طلاب من مختلف الأقضية، بدءاً من عكار إلى الضنية، وصولاً إلى بشري والكورة وزغرتا، وحتى منطقة جبيل".

وقد كان من المفترض أن يصار إلى بدء التعليم في كليتي الفنون والهندسة في الفصل الثاني من العام الجاري، لكن التأخير جاء لأسباب عديدة، أهمها إكتشاف مغاور تحت الأرض أثناء عملية الحفر، ما إضطر إلى غمرها بالباطون قبل مباشرة العمل. بالإضافة إلى إفلاس المقاول التركي الذي إلتزم البناء. وعليه، كشف الأستاذ في كلية الفنون في الجامعة د. علي العلي في حديث إلى "المدن" أن "الحكومة اللبنانية ممثلة بمجلس الإنماء والإعمار كانت متجهة إلى فسخ العقد مع المقاول ووقف العمل بالمشروع، إلا أننا تمكنا من إيجاد مقاول بديل".

ويشير العلي إلى أن أهمية مشروع المبنى الجامعي الموحد تندرج في قسمين. الأول مادي، بحيث يوفر البناء الجديد مبالغ مالية طائلة على الدولة اللبنانية. فنصف مساحة الأرض هي هبة من الجيش اللبناني (70 ألف متر) والنصف الآخر بات ملكاً للدولة بعد إستملاكه. "في حين أن البناء المعتمد حالياً، وهو عبارة عن كليات متفرقة، تصل تكلفة إستئجاره إلى حدود المليار ليرة سنوياً". أما الشق الثاني فهو أكاديمي/ نفسي، فوضع البناء الحالي من الناحية المعمارية سيئ جداً. "معظم الكليات متهالكة، فهي كانت ثكنات عسكرية أو إسطبلات لتربية الخيول، وهي شاهدة على فظاعة الحرب الأهلية، وحرب الشوارع بين باب التبانة وجبل محسن التي لا تزال مستمرة منذ العام 2008. وبالتالي غير صالحة عمرانياً لأن تكون كليات جامعية".

ومشكلة الكليات الحالية أنها بعيدة عن بعضها البعض، تحدها ثكنة للجيش ومدرسة فرنسية ومبان سكنية كثيرة. "أما المجمع فيؤمن حياة جامعية فعلية للطلاب. يتشاركون مع بعضهم الخبرات والهموم، ويختلطون سوياً بمختلف إهتماماتهم وطوائفهم وآرائهم، فلا يبقون متمترسين خلف إختصاصاتهم على الأقل"، وفق العلي. كما أن "وجود المجمعات الجامعية خطوة أولى في مشوار الألف ميل لنصل إلى إعتماد النموذج الفرنسي في إداراة الجامعات. إذ لا يوجد جامعة في العالم تضم 76 ألف تلميذ. في فرنسا مثلاً تقسم الجامعة إلى وحدات متعددة في أكثر من ولاية، ولكل منها مجلس أمناء ورئيس يسيّرون أمور الطلاب على النحو المطلوب، ويخضعون جميعا لمجلس أساسي في العاصمة. وبواسطة المجمع الحديث باستطاعتنا أن نؤسس لإنشاء مجلس أمناء في الشمال".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها