الخميس 2015/09/03

آخر تحديث: 17:06 (بيروت)

وجوه ساحة رياض الصلح.. الدائمة

الخميس 2015/09/03
increase حجم الخط decrease
يتواصل الحراك الشعبي منذ شهر تقريباً، في ظل عدم استجابة السلطة للمطالب التي طرحها المعتصمون، وفي ظل "كريزة" العنف الذي يواجهها الحراك. الا أن هذه "الكريزة" زادت من حماسة المعتصمين وأعدادهم، فلم تقتصر المظاهرات على الوجوه المتعارف عليها عادة في مظاهرات المجتمع المدني، كتلك الداعمة للزواج المدني وحقوق المرأة وغيرها، بل أظهر هذا الحراك وجوهاً جديدة. بين المعتصمين، بخلفياتهم المختلفة، تبدو واضحة وجوه الذين اعتادوا النزول بشكل مستمر الى هذه التحركات، وتشكيلهم حالات خاصة بين المعتصمين الآخرين.


يبحث محمد رعد، وهو فنان تشكيلي، عن طاولة أو أرضاً يفترشها ليضع عدته من كرتون أبيض، وريش وزجاجات التلوين، بينما يتجمع عدد من المعتصمين حوله ليزودوه بالعبارات والشعارات التي يريدونها، ليخطّها على الكرتون. "أنتج هذه اللافتات على نفقتي الخاصة، فقط لأنني أؤمن بالحراك الذي خرج من وجعنا"، يقول رعد. ويضيف: "سوف أستمر بالمشاركة وكتابة الشعارات لأن ليس لدي حل آخر، فأنا لست من محبي الهجرة ولن أفكر بذلك كحل بديل". يميز رعد بين نوعين من الشعارات التي تُطرح عادة: "الثورية والثقافية. حيث أنّ الشبان عادةً ما يطلبون مني الشعارات الثورية كالشعب يريد إسقاط النظام، وهي العبارة الأكثر طلباً، في حين تغيب المطالب الثقافية حتى عن الشعارات"، يقول رعد وهو يشعر بالاستياء من هذه النقطة التي قد تضع الحراك في إطار محدود وآني.

في الجهة المقابلة يقف رجل اختار العصيان المدني للتعبير عن غضبه واستيائه من الواقع المرير. "أُقيم في لندن مع عائلتي منذ 11 عاماً، الا أنني أُصر على تأسيس منزل لي هنا، فأنا أزور بلادي من وقت لآخر ولا أقوى على البقاء خارجه طويلاً"، يقول صلاح نور الدين. ويضيف: "عندما علمت بمظاهرة 22 آب قررت النزول والمشاركة، لكنني وصلت متأخراً وفوجئت بالاعتداءات التي طالت العديد من المتظاهرين وفوجئت أكثر بقرار حملت طلعت ريحتكم بتأجيل التحرك إلى اليوم الثاني. الأمر الذي دفع بي الى النزول في اليوم الثاني، وحملت معي كرسياً وطاولة لأعلن من خلالهما العصيان المدني. وسأبقى صامداً أمام الجدار الذي يسجنهم يوماً بعد يوم، ولن أخرج قبل تحقيق مطالبنا"، يقول نور الدين.

يخرج من بين الحراك الموجود ربيع حميد، وهو يتردد دائماً إلى ساحة الاعتصام، ويقف على احد الكتل الباطونية، ليعبر من خلال مكبّر للصوت عن ما يدور في رأسه من خطوات يمكنها ان تقود الحراك من "مرحلة الانتفاضة الى مرحلة التغيير"، حيث يقول: "نحتاج الى أطر عملية لتفعيل هذا الحراك الرائع والفريد من نوعه". ويضيف: "نحن نعيش في دولة يحكمها القانون بحسناته وسيئاته، لكن يبقى هناك قانون، ولدينا مدع عام، الذي من واجبه فتح ملف قضية النفايات، ومساءلة المسؤول عن تراكم النفايات في الشارع حتى اليوم. وهذا ما يتحقق من خلال تجمع الحقوقيين في هذا البلد لرفع دعوة باسم الشعب اللبناني أمام المدعي العام".

لم يقتصر اقتراح حميد على هذا فحسب، بل أنه يجد في اجراء انتخابات نيابية ضرورة، إن "فالانتخابات لن تلغي أحداً من الأفرقاء السياسيين، انما ستعطي الفرصة للشعب لاختيار ما يناسبه". ويضيف: "نحن لسنا طلاب ثورة لتدمير ما تبقى من البلد. فلبنان يعاني من أزمات كثيرة والتغيير سيأتي ان لم يكن بعد سنة فبعد عشرين عاماً أو أكثر، المهم أن نبدأ من نقطة معينة وأن نعلم أن الوقت لم ينته بعد".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها