الإثنين 2018/04/09

آخر تحديث: 09:02 (بيروت)

مبتكران لبنانيان في حقل مغناطيسي لا يصل إليه إنسان

الإثنين 2018/04/09
مبتكران لبنانيان في حقل مغناطيسي لا يصل إليه إنسان
بدأ نجار وإبراهيم العمل على تطوير هذه المواد في سنٍ صغيرة
increase حجم الخط decrease
انطلق الطالبان طوني نجار وإبراهيم إبراهيم من لبنان إلى العالمية، من خلال ابتكارهما الذي قدّم حلاً لمشكلة عانت منها المنظمة الأوروبية للبحوث النووية (CERN)، التي تدير أضخم مختبر فيزيائي في العالم، رغم أنهما لم ينهيا تخصصهما الجامعي، ولم يتجاوزا السنة الأولى من عقدهما الثاني من العمر بعد.


فنجار الذي يتخصص في مجال الميكاترونيكس، وإبراهيم الذي يتخصص في مجال هندسة الميكانيك، في الجامعة اللبنانية الأميركية، استطاعا من خلال بحثهما، مع مساعد العميد في كلية الهندسة الدكتور بربر عاقلة، أن يلبيا حاجة المنظمة لإيجاد طريقة لمراقبة أحد حقول بحوثها ذي القوة المغناطيسية أو الحقل المغناطيسي العالي بسبب صدام الجسيمات ببعضها البعض، منتجة بذلك طاقة وجسيمات جديدة. ويمتد هذا الحقل بين سويسرا وفرنسا في محيط تبلغ مساحته 27 كلمتراً، وتتم مراقبته من خلال أجهزة المراقبة، إذ لا يمكن للإنسان النزول إليه أثناء الاختبارات. لكن أجهزة المراقبة هذه ثابتة في مكانها، وهي غير كافية للقيام بالمهمة كما يجب. وتلبية لهذه الحاجة، ابتكر الطالبان تحت إشراف الدكتور عاقلة روبوتاً مضاداً للحقل المغناطيسي بفضل المواد الذكية المزوّد بها، التي تعمل كمشغّل أو محرّك ولا تتأثّر بالحقل المغناطيسي.

بدأ نجار وإبراهيم العمل على تركيبة المواد الذكية في اللبنانية الأميركية، قبل أن يذهبا إلى جنيف في صيف العام 2017، حيث أمضيا شهرين من العمل على تطوير الروبوت والمواد في آنٍ معاً، تحت إشراف باحث الفيزياء الفرنسي مارتان غاستال. أنهى الطالبان الروبوت خلال هذين الشهرين، غير أن العمل على تطوير المواد الذكية، وهي الأولى من نوعها في العالم، ما زال مستمراً. وبسبب ما قدمه الطالبان، بالإضافة إلى المعايير العلمية التي التزمت بها كلية الهندسة في اللبنانية الأميركية، أصبحت عضواً مساعداً في المنظمة. "تمكنا من إقناع المنظمة بإنجازنا وإثبات جدواه رغم منافسة مئات الطلاب لنا ومعظمهم يدرسون الماجستير"، يقول إبراهيم في حديث إلى "المدن".

ومن اللافت بدء نجار وإبراهيم العمل على تطوير هذه المواد في سنٍ صغيرة. إذ إنها بالغة الأهمية، خصوصاً أنها قد تستخدم لغايات إنسانية، نظراً للحساسية العالية للمواد الذكية.

تثبت هذه التجربة ما يلعبه الأستاذ من دور مهم في حياة الطالب العلمية والمهنية من خلال توجيهه ومساعدته. والإصرار على تحقيق هدفهما، مكن نجار وإبراهيم من تحقيق هذا الإنجاز ورفع اسم لبنان وجامعتهما عالمياً. من أجل ذلك، ينصح إبراهيم طلاب الهندسة اللبنانيين بـ"التحلي بالاصرار والالتزام ليحققوا أفكارهم مهما كانت ظروفهم صعبة، لأن في امكانهم تغيير حياتهم وحياة اللبنانيين والإنسان بشكل عام".

ومن خلال تجربته، يعتبر إبراهيم أن أفضل طريقة لتحقيق هذه الأفكار هي الاشتراك في البرامج المسرّعة التي تزود الشباب والشركات الناشئة بمبلغ مالي واستشارة علمية ومكان عمل من أجل تحقيق مشاريعهم. وينصح إبراهيم زملاءه ببناء علاقات جيدة مع الباحثين والأساتذة اللبنانيين وسواهم من الباحثين والطلاب العالميين، لأن مثل هذه العلاقات تخلق فرصاً جديدة للعمل والتطور.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها