الأحد 2018/04/01

آخر تحديث: 10:58 (بيروت)

طلاب من الأميركية يغنون لمرضى الكلى.. ويلعبون الشطرنج

الأحد 2018/04/01
طلاب من الأميركية يغنون لمرضى الكلى.. ويلعبون الشطرنج
البرنامج كرم من قبل الأمم المتحدة في يوم التطوع (Getty)
increase حجم الخط decrease

في لفتة إنسانية وضع طلاب من الجامعة الأميركية في بيروت، بدعم من إدارة مستشفى الجامعة، برنامجاً لمساعدة المرضى الذين يخضغون لغسيل الكلى. وتشجيعهم على تحمل أوقات الغسل الطويلة. إذ يدخل الطلاب المتطوعون إلى المكان المخصص لغسيل الكلى، ويحاورون المرضى، يقرأون لهم الكتب أو يلعبون معهم الشطرنج. وتوسع البرنامج أخيراً ليشمل العزف والغناء للمرضى في الأعياد والمناسبات.

المبادرة بدأت من شخصين إلتقيا على الفكرة نفسها، وكان لديهما كل الإرادة والرغبة في تنفيذها. فالمسؤولة عن الممرضات في قسم غسيل الكلى هنادي مزهر رغبت بأن يكون في قسم غسيل الكلى تجربة كتلك المطبقة في مستشفيات أجنبية. لكنها لم تكن على تواصل مع طلاب يمكنهم التطوع لتطبيق فكرتها، لكن صادف أن اقترحت طالبة الطب حينها مارلين ضاهر الفكرة أمام أحد أطباء الكلى في الجامعة. فقد لاحظت ضاهر معاناة المرضى أثناء قضاء 4 ساعات، 3 مرات أسبوعياً، موصولين بجهاز الغسيل وعاجزين عن تحريك أيدهم أو رقبتهم.

انطلق المشروع بعدد قليل من المتطوعين، ثم توسع وشكلت لجنة لمتابعة نشاطاته. وأصبح الأول والوحيد من نوعه في لبنان. وقد حاول القيمون عليه نقل تجربتهم هذه إلى المستشفيات الأخرى، لكن من دون أن تنجح محاولتهم. غير أن البرنامج يفتح باب التطوع أمام جميع طلاب لبنان من مختلف الجامعات. ويمكن للطالب مساعدة المرضى بعد خضوعه لتوجيهات وإرشادات تدربه على كيفية التعاطي مع المرضى. وبعد تمضية 24 ساعة تطوع مع المرضى، يحصل الطالب على شهادة من البرنامج في الجامعة الأميركية تثبت تطوعه.

في البدء استغرب المرضى المبادرة. وأظهر البعض منهم انزعاجاً واستغراباً كونه لم يعتد على الأمر. لكن القيمين عليها تفهموا الأمر، وأصروا على الاستمرار بها. فنجحت خطتهم وسرعان ما اعتاد المرضى عليها. بل بات بعضهم يسأل عن الطلاب في حال تأخرهم أو عدم مجيئهم. هكذا، لم تعد ساعات الخضوع للغسيل مملة وصعبة كالسابق، بل أصبحت أسهل. وبات بين المرضى طلاباً يبذلون جهدهم للتفاعل معهم وإظهار إهتمامهم. يحدثونهم ويستمعون إلى قصصهم ومشاكلهم، خصوصاً كبار السن منهم.

تقول مزهر لـ"المدن" إنهن كممرضات لمسن تأثير هذه المبادرة على المرضى. فقد لاحظ الجميع أن بعض الذين كانوا يتحايلون من أجل التهرب من إكمال جلسات العلاج ما عادوا يشعرون بطول الوقت كالسابق وتخلوا عن حيلهم. بل باتوا ينتظرون جديد الطلاب وما سيعرضونه لهم خلال جلسات العلاج المقبلة.

يقول رشاد غزل، وهو أحد المتطوعين، في حديثه إلى "المدن"، إن هذه التجربة لم تكن لمصلحة المرضى فحسب، بل إنهم كطلاب استفادوا منها أيضاً. فإضافة إلى الشعور بالسعادة والرضى، فإن هذه التجربة تكسبهم الخبرة وتزيد معرفتهم وفهمهم المريض. ويشير إلى مشاورات بهدف تقدير إمكانية إجراء دراسة علمية لتحديد مدى استفادة المرضى من هذه التجربة وتأثيرها عليهم.

البرنامج الذي كرمته الأمم المتحدة في يوم التطوع، يتقدم الآن ببطء نتيجة ضعف القدرات المادية. لكن القيمين عليه يطمحون إلى تطويره بسرعة. ولديهم النية لدعوة مشاهير لخوض هذه التجربة مع المرضى بهدف إسعادهم ودعم المبادرة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها