المتن الأعلى: 5 شباب يؤمنون لكم مكاناً

إذا كنتم من سكان منطقة المتن الأعلى، وقد مللتم النزول إلى بيروت أو المدن المجاورة لتأسيس أعمالكم الصغيرة أو إنجاز واجباتكم ومشاريعكم، يمكننا القول إن الحل أصبح قريباً. إذ إن مجموعة شباب من المنطقة يعملون لتوفير فرص تجعل منطقتهم مكاناً جاذباً لأبنائها من خلال مشروع "Jabal Creative Loft". وهو مساحة عمل ودراسة مشتركة تتوفر فيها 9 مكاتب، مكتبة عامة واستديو وقاعة متعددة الغايات أيضاً. وسينفذ المشروع في قرية القلعة، نظراً لموقعها الجغرافي وتعاون رئيس بلديتها وإيمانه بالمشروع. إذ قدم مكاناً لبناء المشروع والاستشارة القانونية الضرورية للشباب العاملين عليه.

سيبدأ المشروع من الصفر. أما القائمون عليه فهم مجموعة شباب لديهم خلفيات دراسية ومهنية متعددة. ما يغني المشروع بوجهات نظر مختلفة. يتألف مجلس إدارة المشروع من المهندس المعماري علاء الخطيب الصحافية والناشطة نتالي حاطوم، المخرج سامر الخطيب، المهندسة الداخلية لانا أبو حسنة والصحافي الاقتصادي غالب الجوهري.

ولدت فكرة المشروع من رغبة الشاب مجد عبد الخالق بتنفيذ مشروع صغير يخدم منطقته بالتماشي مع إحدى المنح التعليمية التي تلقاها. فلجأ إلى علاء، الذي استشعر حاجة المنطقة إلى هذا المشروع فقرر تنفيذه. من أجل ذلك، يعتمد الفريق على التمويل الجماعي عبر نشرهم إعلاناً عبر موقع Zoomaal لتأمين مبلغ 70 ألف دولار لإتمام المشروع. جمع الفريق 3 آلاف دولار حتى اليوم، وهم يحاولون استكمال التمويل خلال الشهرين المقبلين. وفي حال تحققت آمالهم، سيباشر الفريق في تنفيذ المشروع ليكون جاهزاً في شهر آب 2018. من أجل ذلك، يعتمد الفريق على التسويق عبر الفيديو وعلى اهتمام وحماسة شباب المنطقة لنشر فكرة المشروع وتأمين التمويل اللازم.

يهدف المشروع، بشكل عام، إلى تأمين منصة متاحة للجميع، تسهم في تعرف أبناء المنطقة على بعضهم، والقيام بمشاريع مشتركة، وفق ما يقول علاء في حديث إلى "المدن". والمشروع بالنسبة إلى علاء هو "نافذة أمل" للمنطقة البعيدة من العاصمة والمهملة. وترى فيه ناتالي "مكاناً آمناً للطلاب واليافعين وبيئة حاضنة لأي شخص في خطواته الأولى لفتح استديو أو شركة ناشئة، فيستأجر أحد المكاتب لدينا لقاء مقابل زهيد". وتستطيع أي مجموعة عمل أو مجموعة زملاء في الدراسة ارتياد المكان القريب من ضيعتهم لإتمام الفروض المدرسية أو الجامعية في مكان قريب، آمن ومجهز. أما بدلات الإيجار فستعود لدفع فواتير المكان من ماء وكهرباء وغيرهما، فضلاً عن أعمال الصيانة. فهو مشروع لا يبغي الربح، بل أن يكون مكتفياً ذاتياً.

يتميز المشروع أولاً بتصميمه المعماري "الخارج عن المألوف في منطقة الجبل"، وفق علاء. فالتصميم لا يتماشى مع المواصفات العامة للبناء في المنطقة من قناطر وقرميد. فضلاً عن أن المواد الأساسية للبناء هي الحديد والخشب، في حين اعتادت المنطقة على البناء بالحجر الأبيض. ويرى الخطيب في هذه الاختلافات تعبيراً واضحاً عن رؤية المشروع الذي يهدف إلى محاكاة تطلعات الشباب ومواكبة اهتماماتهم المتجددة بعيداً مما هو تقليدي. وأراد علاء أن يقول، من خلال هذا التصميم، إن "الهندسة المعمارية قادرة على أن تكون عنصراً فعالاً في تغيير المجتمع". كما أن المشروع حساس لمختلف القضايا، فهو مستدام وصديق للبيئة وللأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة أيضاً.