الخميس 2018/03/22

آخر تحديث: 14:00 (بيروت)

احذروا النحافة.. هي مرض أيضاً

الخميس 2018/03/22
احذروا النحافة.. هي مرض أيضاً
ممارسة الرياضة التي قد تنفع في حالات محددة ومدروسة (Getty)
increase حجم الخط decrease

السعادة عند بعض الأشخاص هي أن يأكلوا كثيراً من دون أن يزداد وزنهم. لكن، هذه "السعادة" التي يُحسد صاحبها عليها قد تكون مرضاً قاتلاً. فالضعف الشديد وعدم القدرة على اكتساب الوزن، رغم المحاولات، مرض قد تفوق خطورته خطورة البدانة على صحة الإنسان، وفق ما تقول لـ"المدن" الدكتورة حنين حيدر، المتخصصة في التغذية والعناية بالقولون.

عوامل عدة قد تسبب انخفاض وزن الأشخاص وعجزهم عن زيادته، رغم الرغبة الشديدة بذلك. منها قدرة الجسم المرتفعة جداً على حرق السعرات الحرارية. ما يعني تفكيك الطعام بسرعة بعد تناوله وصرف السعرات الحرارية من دون تخزينها. وقد يكون المسبب الأساسي في هذه الحالة خلل هرموني تتطلب معالجته وقتاً طويلاً. أما السبب الثاني فهو فقدان الشهية، إذ يعجز المصابون بها عن تناول الطعام مهما بدا شهياً ومغرياً. هؤلاء عادة ما يتم علاجهم عبر أدوية تفتح الشهية. وقد يكون الضعف نتيجة عامل وراثي، لكن نسبة هذه الحالات أقل. فضلاً عن عوامل نفسية كالإصابة بمرض الأنروكسيا أو فقدان الشهية العصبي.

في الصراع مع الميزان لا تقتصر المشكلة على الضعف الذي قد يمنع الحصول على جسم جذاب ومثير. فقد يؤدي انخفاض الوزن إلى ضعف في بصلة الشعر وتساقطه، وإلى خمول عضلي ونقص في الطاقة وترقق في العظام.

ووفق حيدر، فإن الدراسات الحديثة أثبتت أن انتاجية النحفاء في العمل والذين ينخفض وزنهم عن المعدل الطبيعي أقل من إنتاجية الذين يتمتعون بأوزان معتدلة. أي بعكس الشائع بأن الخفة مرادف للسرعة والنشاط.

أبعد من ذلك، قد تتصاعد العوارض إلى حد التسبب بالوفاة. ففي حال قررت إحدى المصابات بهذا المرض الحمل والإنجاب عليها أن تعمل على زيادة وزنها قبل شهرين من الحمل، حرصاً على حياة الجنين وعلى حياتها وتجنباً لأي مضاعفات أثناء الولادة. وعليها أن تتناول حصة مضاعفة من الطعام.

تقول لين إنها تعاني من الضعف، حيث يبلغ وزنها 40 كيلوغراماً. ورغم أن طموحها لا يتعدى كسب 5 كيلوغرامات إلا أنها تفشل في ذلك، رغم محبتها hلطعام وتناول كميات كبيرة. ولم تظهر الفحوصات التي أجرتها وجود أي مشكلة، فلجأت غلى ممارسة الرياضة في محاولة منها لزيادة الكتلة العضلية، علها تحصل على "تضاريس" تمنحها جسداً أجمل.

لكن حيدر تنبه من خطورة وصف الرياضة كعلاج لمن يعاني من نقص في الوزن. فممارسة الرياضة بجسم هزيل، يفتقد الطاقة اللازمة للقيام بمجهود، قد تسبب توقف القلب والوفاة. وهو ما يحصل في عديد من الحالات أثناء التعامل مع المصابين بنقص الوزن بسبب تعاطي المخدرات. إذ تسبب ممارسة الرياضة وفاتهم بسبب إرهاق جسدهم النحيف، لا المخدرات.

وعلى العكس من ممارسة الرياضة التي قد تنفع في حالات محددة ومدروسة، على المريض النوم لساعات أطول من تلك التي يحتاج إليها الإنسان صاحب الوزن المعتدل. وذلك للتقليل من صرف السعرات الحرارية والطاقة. وليس النوم الخطوة السهلة الوحيدة في معالجة المشكلة. فيمكن رفع الوزن عبر تغيير بسيط في العادات اليومية، وفي نوع الأطعمة كاستبدال الفاكهة الطازحة بالفاكهة المجففة.

ومهما اختلفت رغبة الناس بين من يريد خفض وزنه ومن يرغب بزيادته، يبقى الطعام مرادفاً للسعادة لدى أغلب الأفراد. بل قد يكون السبب الأول والأسهل لتحقيقها.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها