الأربعاء 2018/03/21

آخر تحديث: 13:04 (بيروت)

أكبر مغارة في العالم: زيارتها تكلفكم 3 آلاف دولار

الأربعاء 2018/03/21
أكبر مغارة في العالم: زيارتها تكلفكم 3 آلاف دولار
يبيت الزوار في مخيمات يجرى نصبها داخل المغارة كل مساء (Getty)
increase حجم الخط decrease

إنها ليست مغارة فحسب، إنها أشبه بمدينة جوفية... خالية من العمران والسكان. في العام 1991، اكتشف مزارع بسيط فوهة مغارة رهيبة، تدعى سون دونغ Son Doong، لم تكن معروفة لكون فتحتها تطل على نقرة بعمق 80 متراً بالقياس إلى مستوى وادي بوتراش القابعة فيه (في مقاطعة كوانغ بنه، في وسط فيتنام). فالفوهة، فضلاً عن عمقها السحيق، مغطاة بأدغال وأحراش كثيفة، تجعلها متوارية تماماً عن الأنظار. هكذا، حتى ثوار الفيتكونغ، على ما يبدو، لم يجدوها في القرن الماضي. وإلا، لاستخدموها كقاعدة منزوية مثالية. لكن، لم يتمّ العثور على أي أثر لوجود بشري في المغارة من قبل.

أصيب الراعي البسيط بالهلع والذعر لوحشة المكان ورهبته. فلم يجرؤ على الولوج داخل المجهول، إنما أبلغ السلطات باكتشافه مدخل المغارة. لكن، لم تتخذ هانوي أي اجراءات عاجلة لاستكشاف المغارة، إلى أن تمّ تشكيل فريق بريطاني- فيتنامي مشترك في العام 2009، عمد إلى التوغل تدريجاً في المغارة العملاقة.


وجاءت النتائج مذهلة: مغارة سون دونغ، التي كانت قبل 10 ملايين عام نهراً جوفياً، ثبت أنها الأكبر على الإطلاق في العالم من بين المغارات المكتشفة إلى الآن. إذ يبلع عمقها 9 كيلومترات، وعرض ممرها الرئيسي نحو 100 متر، في ارتفاعات تصل إلى 200 متر. هكذا، وفق الاختصاصيين، يمكن بناء حي كبير داخلها، يضم أبراجاً تصل إلى 60 طابقاً. في أي حال، من منظور الحجم تساوي سون دونغ ضعف حجم مغارة الأيل Deer Cave، الواقعة في ماليزيا، التي كانت مصنفة الأكبر عالمياً لغاية تاريخه أعلاه. وتم قبول الزائرين بدءاً من العام 2013.

الآن، منذ مطلع العام 2018، باتت شركة سفريات لندنية تنظم زيارات سياحية للمغارة، بعدما أتمّ "المغاوير" (المغامرون اختصاصيو استكشاف غياهب المغارات ودهاليزها) سبر معالمها ووضع خرائطها وتحديد مكامن الخطورة. فلحد الآن، كانت تلك الزيارة حكراً على فريق العمل وعدد محدود من المتخصصين. وحتى بعد إطلاق الزيارة السياحية، بكلفة 3 آلاف دولار لـ4 ليال و5 أيام، لا يزال عدد من ولجوا مغارة سون دونغ أقل بكثير من عدد من بلغوا قمة إيفرست.


ويبيت الزوار في مخيمات يجرى نصبها داخل المغارة كل مساء، ثم تحمل في اليوم التالي إلى مواضع أخرى، وكأنهم "بدو رحل". فالتنقل الدائم يتيح تأمل ما تعج به المغارة من تعددية بيئية مذهلة، والاطلاع على البرك والبحيرات الصغيرة التي تتخلل أرضيتها. وهذه لم تُسبر أغوارها كلها إلى الآن، ولا أحد يعلم إلى أين يمكن أن تفضي أعماق بعضها، وهل هي متصلة بعضها ببعض. واستكشاف سون دونغ استكشافاً تاماً ومستفيضاً سيتطلب عقوداً إضافية. الأمر المؤكد الوحيد هو أن أولئك السياح لا يخشون التبلل بالمطر، فهم يمضون الأيام الخمسة تحت سقف يصل ارتفاعه إلى 200 متر فوق رؤوسهم.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها