الإثنين 2018/03/19

آخر تحديث: 13:03 (بيروت)

هذا التطبيق يدلك إلى موقف لسيارتك في بيروت

الإثنين 2018/03/19
هذا التطبيق يدلك إلى موقف لسيارتك في بيروت
"كل ما قمنا به في هذا المشروع لم نتعلمه في الجامعة" (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
استطاع الطلاب الجامعيون مازن جمال الدين (21 عاماً)، جو بو عبدو (23 عاماً) وإيلي شلهوب (21 عاماً) كسر رتابة السنوات الدراسية والاحباط الناتج من النظام التعليمي غير المحفّز من خلال عملهم على تطوير جهاز وتطبيق FastPark.Leb. يهدف هذا الابتكار إلى حل مشكلة إيجاد مواقف متاحة للسيارات على جوانب الطرق، وهو تحدٍ يواجه كثيرين ممن يرتادون بيروت للعمل والتعلم. شعر الشبان الثلاثة بجدية المشكلة عندما تعذر عليهم إيجاد مواقف للسيارات في منطقة الأشرفية لعقد اجتماعاتهم الدائمة مع الوزير السابق نقولا صحناوي. فهم أعضاء في فريقه. 


بدأ المشروع بحديث بسيط بين الأصدقاء الثلاثة، نقلوه إلى صحناوي، فلاقوا منه تشجيعاً لم يتوقعوه. فتحولت الفكرة إلى نموذج أطلقوه في البيال منذ أيام قليلة. ورغم الواجبات الدراسية الكثيرة، استطاع الشبان الثلاثة إيجاد وقت مشترك للعمل، خصوصاً خلال السهرات التي دامت حتى الفجر. قسّم مازن وجو وإيلي العمل في ما بينهم، كل وفقاً لما يحب. فتولّى مازن، وهو طالب في برنامج هندسة الكومبيوتر والاتصالات في جامعة سيدة اللويزة، برمجة الابتكار. وتولى إيلي، وهو المتخصص في البرنامج نفسه في الجامعة نفسها، تصميم التطبيق وتطويره. بينما عمل جو، وهو طالب في برنامج هندسة كهرباء في الجامعة نفسها، على تصميم الجهاز نفسه من الألف إلى الياء.

استخدم الطلاب تقنية قليلة الانتشار في لبنان، هي Raspberry Pi، وهي جهاز لا يتجاوز حجمه كف اليد، لكنه قادر على استقبال المعلومات وإخراجها مثل الكومبيوتر المنتشر في حياتنا اليومية، بعدما تعلموا استخدامه في منظمة International Education Association، إذ نالوا رخصاً بالتدريب على هذه التقنية.

يبدو أن التشجيع والمتابعة هما أبرز العوامل التي أدت إلى نجاح هذا المشروع، بالإضافة إلى التدريب والتوجيه الذي قدمه لهم الدكتور رزق الله بشور، في مجال علوم الكومبيوتر، ونصري حداد. أما الجهد الذي بذلوه من أجل إنجاز هذا الابتكار، فكان تطوعاً بهدف حل إحدى أبرز المشكلات في حياة المواطن اللبناني.


"كل ما قمنا به في هذا المشروع لم نتعلمه في الجامعة، بل بذلنا جهوداً شخصية لاكتسابه"، يقول الشباب. بالإضافة إلى المهارات العملية، تعلم الشبان كيفية العمل في فريق، بالإضافة إلى تقريب وجهات النظر في ما بينهم. وبالنتيجة "أصبحنا عائلة واحدة"، يقولون.

لكن أكثر ما يزعج الشبان هو أن النظام التعليمي الجامعي في لبنان يعطي المعدلات أهمية كبيرة، من دون الاهتمام بقدرات الطالب الفعلية. "كل ما يحتاج إليه الطالب هو أن يضع هدفاً واضحاً، وأن يعرف المعلومات الأساسية. بعد ذلك يتعلم بالتجربة"، يقولون. فالشق العملي والتطبيقي في مجال الهندسة أكثر أهمية من الشق النظري، يؤكد الشبان انطلاقاً من تجربتهم.

لا ينقص المشروع اليوم سوى تبني بلدية بيروت له. فقد جرب الشباب النموذج ونجح بدقّة. في حين تراوح كلفة الجهاز الواحد بين 35 و40 دولاراً، وهي كافية لتغطية 6 مواقف سيارات، أي نحو 15 متراً. ورغم أن ابتكار مازن وإيلي وجو لا يحل أزمة السير في بيروت، غير أنه "حل يتوافق مع الموجود"، وفقهم. ويمكن تطويره في المستقبل ليتناسب مع النقل العام المشترك الذي يعتبرونه الحل الأمثل لأزمة السير في بيروت.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها