الطالب القيادي كامل وهبي: خطيب عالمي

فاز كامل وهبي (18 عاماً)، وهو طالب العلوم السياسية والاقتصاد في الجامعة الأميركية في بيروت، بالنسخة الوطنية من مسابقة فن الخطابة باللغة الانكليزية، ليكون الفائز الأول من جامعته منذ عشر سنوات. ينظم اتحاد الخطابة البريطاني هذه المسابقة سنوياً بمبادرة من الحكومة البريطانية، إذ تختار كل جامعة ممثلاً عنها، ليتنافس الممثلون بخطاب مُعد يلقيه كل واحد منهم. بعدها يأتي دور لجنة التحكيم، وهي لجنة مؤلفة من إعلاميين ورجال أعمال وخبراء في المجال التربوي، لاختيار الفائز استناداً إلى معايير الاتحاد، التي تركز على ايصال الفكرة والبنية والمحتوى. بعد فوزه بهذه الجائزة تأهل وهبي لخوض غمار المسابقة العالمية التي ستجرى في لندن في أيار 2018.

لم تكن هذه الجائزة الأولى من نوعها في مسيرة وهبي، إذ سبق له أن فاز بجائزة أفضل خطاب أثناء مشاركته مع المدرسة في مؤتمر الأمم المتحدة الحديث (MUN)، بالإضافة إلى اختياره لالقاء خطاب التخرج من المدرسة. وفاز بمسابقة في الكتابة لمناسبة حفل يوم مؤسس الجامعة الأميركية، وألقى خطاباً مميزاً أثناء الحفل. ما يؤكد براعته في الكتابة، وهي موهبته الأولى، فـ"الخطابة والكتابة مكملان لبعضهما"، وفقه.

بالإضافة إلى موهبته هذه، يتميز كامل بتفوقه الدراسي. إذ استطاع أن يحافظ على معدل يراوح بين 3.9 و4، منذ أيام المدرسة حتى أول فصل له في الجامعة. وقد منحته الجامعة جائزة الطالب القيادي.

تخرج وهبي من مدرسة Wellspring Learning Community بشهادة بكالوريا دولية. واستطاع أن ينال البكالوريا اللبنانية بعدما أعد لها بمفرده. وكان لتجربة المدرسة فضل كبير في تطوير مهاراته القيادية، خصوصاً بعد انتخابه رئيساً للجنة الطلاب. فقد أسس كامل نادياً بيئياً في المدرسة، وآخر يعنى بالثقافة اللبنانية ليعكس الصورة الحقيقية للبنان بين زملائه، خصوصاً أن معظمهم كان من جنسيات أجنبية.

يسعى وهبي بالتعاون مع الجامعة الأميركية ومركز أماديست (Amisdeast) إلى إنشاء جمعية تعنى بإعداد تلاميذ بلدته محرونة الجنوبية ودعمهم، لمتابعة تحصيلهم العلمي. "هناك كثير من التلاميذ الأذكياء الذين يستحقون أن يدرسوا في أفضل الجامعات، ولا ينقصهم إلا الدعم والتوجيه"، يقول كامل. يضيف: "بدأت هذه المبادرة من محرونة، بسبب معرفتي بالناس هناك. ولا أملك حالياً الموارد للتوسع أكثر من ذلك".

شهران يفصلان كامل عن المسابقة العالمية. ومن يعرف كامل ويعرف ثقته بنفسه يعؤمن بأن حظوظه في الفوز باللقب ورفع اسم لبنان بين 55 دولة مشاركة مرتفعة جداً، خصوصاً أنه يعتمد على فن الخطابة لإيصال أفكاره وقضايا مجتمعه.