الثلاثاء 2018/02/27

آخر تحديث: 12:58 (بيروت)

حزب الله يلعب بـ"الدفاع المقدس"

الثلاثاء 2018/02/27
حزب الله يلعب بـ"الدفاع المقدس"
اللعبة تُستعمل أداة تبريرية لجمهور حزب الله
increase حجم الخط decrease
أطلقت وحدة الإعلام الإلكتروني في حزب الله لعبة ثلاثية الأبعاد تحمل اسم "الدفاع المقدس: حماية الوطن والمقدسات"، تحاكي قتال حزب الله في سوريا. وتهدف إلى "توثيق مرحلة من مراحل الدفاع المقدس في وجه المد التكفيري ومواجهة المشروع الأميركي- الصهيوني"، وفق موقع اللعبة. ويعتبر القيمون على اللعبة أنها "أداة مواجهة للثقافة المتوحشة التي تغزو أسواقنا عبر الألعاب المجردة من الحس والانتماء".


تجسد اللعبة مجموعة من المعارك التي خاضها حزب الله في سوريا وحدودها مع لبنان، عبر مراحل عدة يتمازج فيها الدين والسياسة والعسكر. ففي المرحلة الأولى، يزور اللاعبون مقام السيدة زينب في دمشق، ويمكنهم التجول في باحته و"التفاعل الإفتراضي الروحاني معه". وفي المرحلة الثانية، التي تسميها اللعبة "مرحلة الدفاع عن المقام"، يتوجب على اللاعب حمايته ومنع وصول الجماعات المسلحة إليه. أما المرحلة الثالثة، وتُسمى "مرحلة الحَجّيرة"، فهي معركة إزالة خطر مدافع الهاون عن المقام، وهو اسم منطقة في دمشق تحيط بالمقام، ويُطلب من اللاعبين "تطهير مقر قيادة داعش في منطقة الحجّيرة وتحقيق السيطرة الكاملة على المنطقة".

ينتقل بعدها اللاعب إلى "مرحلة القصير"، حيث عليه أن يجتاز مهمتين. الأولى هي تحرير الرهائن المدنيين المحتجزين لدى القوى التكفيرية. ثم، ثانياً، السيطرة الكاملة على القصير لـ"إبعاد الخطر الارهابي عن القرى اللبنانية". وفي المرحلة ما قبل الأخيرة، أي "عملية الهنداوي"، يُطلب من اللاعب تنفيذ عملية أمنية تهدف إلى القضاء على المدعو عبدالسلام عبدالرزاق الهنداوي الملقب بأبو عبدو، وهو أحد أهم المنسقين في داعش، الذي يعمل على نقل الإنتحاريين إلى المناطق اللبنانية. ثم ينتقل اللاعب إلى المرحلة الأخيرة، وهي "معركة الدفاع عن الوطن"، وهي معركة جرود رأس بعلبك.

تعمل اللعبة على أنظمة ويندوز 8، 9 و10، ويوزعها دار المنار للإنتاج والتوزيع بسعر 5 دولارات. وتأتي بعد 5 سنوات من دخول حزب الله سوريا، وخوضه معارك أدت إلى مقتل المئات من عناصره. وإذ تُرجع الدكتورة بديعة سلمان، وهي محاضرة في علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية، اعتماد حزب الله على مثل هذه الألعاب إلى فعاليتها السريعة بالدخول إلى ذهنية الأفراد والجماعات المستهدفة، خصوصاً حين تكون مُتقنة من حيث الصورة والصوت والمؤثرات الصوتية الحماسية. وتأتي لترسيخ الرسائل العلنية والخفية التي يؤمن بها الحزب، ويسعى إلى نقلها إلى الأجيال الناشئة عبر الترويج لأفكاره ومعتقداته.


وتتحدث سلمان عن الأثر السلبي لمثل هكذا ألعاب، من خلال ابتعاد المراهقين عن تنمية خصائصهم الشخصية ومهاراتهم وحاجتهم الفكرية، و"تركيزهم بشكل ادماني على تحقيق أهداف اللعبة الإفتراضية، التي تنمي الحس العسكري والجهادي لديهم". كما تسعى بشكل ممنهج إلى تحويل دور البطل المنتصر في اللعبة إلى الواقع الفعلي على الأرض، أي إنخراطه في صفوف مقاتلي حزب الله.

وفي رأي سلمان، فإن اللعبة تُستعمل أداة تبريرية لجمهوره، بسبب الإنتقادات المتكررة التي يتعرض لها حزب الله، "خصوصاً أن مثل هذه الألعاب تصل إلى أهدافها بشكل سريع، كونها مبنية على معارك واقعية قام بها الحزب".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها