الإثنين 2018/02/26

آخر تحديث: 12:52 (بيروت)

سمية مرعي: من بائعة كعك إلى صاحبة شركة

الإثنين 2018/02/26
سمية مرعي: من بائعة كعك إلى صاحبة شركة
لطالما كانت مرعي تطمح إلى تحقيق إنجاز في الأطعمة الصحيّة
increase حجم الخط decrease

شابة في عقدها الثالث أبت الانسلاخ عن لبنانها فترة طويلة خوفاً من التجذّر في بلاد الاغتراب. هي امرأة مجازفة، عملية وصاحبة تطلعات واسعة. تختصر سميّة مرعي قصة نجاحٍ مشت فيها خطوة خطوة بكثير من الجهد والعزم والمثابرة.

في مقابلة مع "المدن"، تتحدّث مرعي، مؤسِّسة شركة "طاقة"، عن بداياتها المهنية كامرأة. عادت بإرادتها من كندا إلى لبنان، قائلة: "أنا لبنانية، ترعرعتُ في منطقة الكورة- طرابلس، وفي عمر الـ16 حصلت على منحة لإكمال دراستي في الولايات المتحدة الأميركية، حيث بقيت فيها سنتين قبل الانتقال للعمل في المانيا". تتابع أنها بعد ألمانيا توجهت إلى مونتريال- كندا حيث تخصّصت في إحدى جامعاتها في علم الاجتماع، وبعد ذلك نالت شهادة في إدارة الأعمال. "خلال تلك الفترة، تأثرتُ كثيراً بموضوع اقتصاديات الغذاء وتركّز اهتمامي على المعيشة المستدامة والحياة الصحيّة"، تقول. "وعملت في شركة كندية لإنتاج المكسّرات والفاكهة المجفّفة العضوية، وفي متجر للحلويات".

وأصبح اهتمام مرعي الأول: اقتصاديات الغذاء العالمي والمعيشة المستدامة والحياة الصحيّة، وقرّرت العودة إلى لبنان حاملةً في جعبتها مشروعاً يرتكز على تقديم منتج لبناني صحّي ولذيذ.

"طاقة"
تتحدث مرعي عن عودتها إلى بلدها، في العام 2013، وفي رأسها فكرة تأسيس شركة مأكولات صحّية. تروي: "عدت إلى وطني عازمة على الانطلاق في بيع المأكولات الصحيّة، وكانت فكرة المشروع الأساسية موجودة، ولكن بطريقة بسيطة، وقد رسمتها وصقلتها وعملت جدّياً على تطويرها". وتستدرك: "لم يكن هناك شركة تعمل على الأرض قبل أن استلم العمل. كان والدي بدافع التسلية يصنّع الخبز العربي والكعك الحلو في مخبز متواضع، فانتهزت تلك الفرصة وانطلقت في تأسيس مشروعي الذي بات يحمل اسم شركة طاقة". توضح: "بدأتُ تصنيع الوجبات الصحيّة الخفيفة، واشتهر إنتاجي من خلال ألواح الطاقة المصنوعة من طحين الشوفان بنكهة الشوكولا، معمول نباتي، والمخبوزات التي نوزّعها على المتاجر المنتشرة في المناطق كافة، وبدأنا قبل عام بتصدير منتجاتنا إلى دول قطر، الكويت، البحرين. وحالياً نضع خطة لتصديرها إلى دول أوروبية وأجنبية".


يتوزّع عمل مرعي بين طرابلس حيث المصنع، وبيروت حيث المكان قريب من المتاجر والمحال. ومنتجات "طاقة" في السوق هي أصناف خالية من مكوّنات القمح أو "الغلوتين"، الزبدة، الحليب ومشتقاته، كما لا تحوي مواد حافظة أو كيميائية ومصنّعة، بل تتكوّن من طحين الشوفان، جوز الهند، التمر والجوز، والفستق.

إنجاز في الأطعمة الصحّية
مرعي حريصة على عملها، ويستمر الناس بالتعامل معها لمصداقيتها وعدم رضاها إلا بالأفضل. تعلّق: "أثبتت منتجات طاقة جودتها على مدى ثلاث سنوات، بفضل خبرتي في الأسواق وتواصلي المباشر مع الزبائن، وقد تمكّنتُ من إيصال شركتي الطرابلسية إلى عدد كبير من المتاجر، المحال الكبرى، السوبرماركت، الصيدليات، المطاعم والمقاهي في مختلف المناطق اللبنانية".

لطالما كانت مرعي تطمح إلى تحقيق إنجاز في الأطعمة الصحيّة، "تلقيّتُ التشجيع والدعم المعنوي من العائلة والأصدقاء، لأن العمل على مشروع خاص ليس بالأمر السهل، ويتطلب مسؤولية كبيرة ومثابرة وكثير من الصبر". كانت في الـ25 من عمرها عندما أطلقت هذا العمل، "واليوم بعد نحو ثلاث سنوات، أنا سعيدة جداً بالتطوّر الذي حقّقتُه، وبدأت أصدّق أني أدير عملاً تجارياً، فقبل ثلاثة أعوام كنت أبيع الكعك. أما اليوم، فأدير شركة".

رغم أن مرعي أحبّت نمط الحياة في كندا والعيش فيها، إلا أن ثمة شيئاً غريباً كان يشدّها نحو وطنها الأم، تؤكّد: "لا شك أنني أشتاق إلى مونتريال، لكن كان عليّ أن أرسم مستقبلي في بلدي". هكذا، غامرت مرعي وتحدّت كل الظروف التي واجهتها كونها انطلقت من الصفر بلا رأس مال. بدأ مشوارها ببيع الكعك الحلو، "ولم أشعر بالخجل يوماً حين كنت أتردد إلى سوق الطيّب والسوبرماركت لبيعها". وهي كشابة، فخورة بعملها ومؤمنة بمشروعها الذي طالما حلمت بأن يتوسّع ويكبر.. وهذا ما حصل.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها