الجمعة 2018/02/23

آخر تحديث: 09:33 (بيروت)

حياة ريما قدورة في الخيال

الجمعة 2018/02/23
حياة ريما قدورة في الخيال
ريما فتاة متفائلة جداً وخفيفة الظل
increase حجم الخط decrease
ريما قدورة (23 عاماً) طالبة في الجامعة الأميركية في بيروت، يراها ويعرفها الجميع في الجامعة. وتشكل لهم أيقونة للمثابرة والإصرار. تلقت تحصيلها العلمي في المرحلة الجامعية الأولى في مادة الرياضيات وتخرجت بدرجة امتياز. وهي تتابع الآن دراساتها العليا في الاحصاء الحيوي، أي استخدام علم الاحصاء في المسائل المتعلقة في الصحة.

ريما فتاة متفائلة جداً، خفيفة الظل، بحيث لا يمكنك الجلوس معها لخمس دقائق من دون أن ترسم الضحكة على وجهك، وتجعلك متفائلاً بالحياة. بالإضافة إلى خفة الظل، تتميز ريما بذكاءٍ وقدرة على التخيل وتقدير المسافات والأبعاد. قدرة التخيل هذه أعطتها أفضلية على زملائها في الرياضيات، وهي تعتمد بشكل أساسي على هذه القدرات عندما يتعلق الأمر بالأشكال الهندسية والأرقام المركبة.

رغم فقدانها بصرها بشكل كامل منذ الصغر، تعرف ريما كل زاوية في الجامعة، وتتنقل بين صفوفها بمفردها من خلال خريطة افتراضية ترسمها في مخيّلتها بعد مرورها في هذه الأماكن والطرقات لمرات عدة. تقول ريما: "مع مرور الوقت يمكنك إزالة كل العقبات، لكنك تحتاج إلى الممارسة فحسب". بالإضافة إلى معرفتها حرم الجامعة، تعرف جميع المحال والمطاعم المجاورة للجامعة. لكن تجربة السير على الطريق أصعب بكثير من السير داخل الجامعة، فالأرصفة غير متساوية حيث تصف ريما عملية عبور الطريق بـ"المغامرة". واتمامها بسلام يعتمد بشكل كبير على الحظ، بسبب عدم وجود ممرات محددة لعبور الطريق.

لا تختلف حياة ريما عن حياة أي شخص آخر. فهي تحتاج إلى بعض التجهيزات التي تساعدها على التكيف مع مختلف الظروف. في مسألة التواصل والاحتكاك مع الأدوات الالكترونية، كل ما تحتاج إليه ريما هو تفعيل القارئ الآلي للشاشة في الأجهزة التي تستعملها من هاتف أو كومبيوتر. ومن بعدها تستطيع الاستفادة من جميع الخصائص.

تتميز ريما بقدرتها الخطابية أيضاً. إذ شاركت في العديد من النشاطات، ومنها الحفل الذي ينظمه فرع الجامعة الأميركية من برنامج TEDx العالمي، الذي يعنى بعرض خطابات مؤثرة بهدف تعزيز التواصل بين الناس. بالإضافة إلى ذلك، خطبت في نشاط لنادي "التمكين من خلال الدمج" (ETI)، حيث كانت ريما تشغل منصب نائب رئيس النادي. 


انضمت ريما إلى هذا النادي لانسجام أهدافه مع أفكارها. إذ يسعى إلى إزالة الصور النمطية بشأن طريقة التعامل مع الأشخاص المعوقين. مثل التعامل بشفقة أو تمييزهم عن الآخرين. ما قد يصعب عليهم مهمة الانخراط في المجتمع. لكن انخراط هؤلاء الأشخاص ليس صعباً شرط أن تتوافر الإرادة وحب الحياة لديهم. وتقول ريما: "إذا خسرت بصرك لا يمكنك أن تقضي ما تبقى من حياتك في المنزل". تضيف: "فقدانك البصر ليس نهاية الحياة".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها