الأحد 2018/02/18

آخر تحديث: 08:39 (بيروت)

نضال جبر يعود إلى هوايته: يشيّد بيوت الضيعة بالخشب

الأحد 2018/02/18
نضال جبر يعود إلى هوايته: يشيّد بيوت الضيعة بالخشب
يستغرق العمل في كل بيت نحو 15 يوماً (علي لمع)
increase حجم الخط decrease

اغتنم نضال جبر (42 عاماً) فرصة تقاعده من قوى الأمن الداخلي، ليتفرغ إلى هواياته المتعددة، التي حرمته منها الخدمة في السلك العسكري. ومنذ عام، شرع جبر ببناء مجسمات خشبية مصنوعة من أعواد الخشب التي تستخدم في الشواء، وعيدان الكبريت.

أولى مجسماته كانت عبارة عن عرزال خشبي كان يستخدم في القرى اللبنانية، وفق حديثه إلى "المدن". أما المجسم الثاني، فكان عبارة عن صورة مصغرة لمنزل والده، الذي قام ببنائه كنموذج عن البيوت القروية القديمة، مع هندسة حديثة بسيطة. وقد اهتم مع أبيه بتفاصيل البناء، وإنشاء مزرعة طيور وحديقة مخصصة للأطفال وألعابهم.

وكرت سُبحة المجسمات التي كان يمرر بها جبر أوقات فراغه، ليبنى عدداً من المنازل القديمة في بلدته كفرحتى، وبعض المعالم الدينية القديمة التي تعرّف عن البلدة تاريخياً، كمجسم "النبي ناصر. وهو أحد الأماكن الدينية ويعتبر مقصداً للعبادة والتنزه لدى أهل كفرحتى".


من خلال عدة بدائية جداً قوامها قطاعة الحديد أو ما يُعرف "بالكماشة"، ومسطرة، ومواد اللصق، وعيدان الكبريت والأسياخ الخشبية، يبني جبر الأشكال الهندسية والمجسمات التي يستغرق العمل في كل واحدة منها نحو 15 يوماً. وجبر يعمل بشكل متقطع ويكره فكرة الالتزام بالوقت. لذلك، لا يحدد ساعات يومية لعمله، ولا يسعى إلى تحويل أشغاله إلى مشروع تجاري. أما نَقلُ صورة المنازل إلى مجسمات، فلا يتطلب من جبر سوى التقاط صور لكل منزل عبر هاتفه، لبدء العمل، وحتى من دون أن يطلب خريطة الرسم المعماري أو مقاسات هندسية محددة.

يروج جبر لأعماله عبر صفحته الخاصة في فايسبوك، حيث تلقى ردود فعل مشجعة من أقاربه، الذين نفذ لهم مجسمات مصغرة عن بيوتهم. كما تلقى طلبات من طلاب الهندسة في الجامعات لبناء مجسمات مصغرة عن مشاريعهم الهندسية مقابل بدل مادي، لكنه رفض. إذ يضع جبر عمله في إطار الهواية والتسلية.


حلم جبر الأكبر هو بناء مجسمات خشبية تمثل ما يُعرف بالضيعة القديمة في كفرحتى، التي تهددها الأبنية الجديدة بالاختفاء تدريجياً. هذا الحلم الذي يعمل عليه ببطء لأسباب عدة، منها عدم تقدير فعاليات البلدة هذه الأعمال. ويشرح جبر أن ترويه في بناء "القرية القديمة" يرجع إلى ما تعلمه من تجربة والده ياسين، الذي كان معلماً لأجيال في البلدة، وقام بتصوير فيلم في العام 1983 عن كفرحتى وأبنائها، يحكي قصة الزلزال المدمر الذي قضى على منازل البلدة في العام 1956، من دون أن يلقى أي اهتمام، بالإضافة إلى العديد من المنشورات الأدبية.

ويشير جبر إلى أنه إذا نفذ حلمه، سيكون من أجل أبنائه الثلاثة فحسب، ليكون لهم هوية تراثية في عقولهم، وبسبب تأثره باهتمامات والده بالمحافظة على الحياة القروية والتراثية، وسعيه إلى نقلها إلى الأجيال المقبلة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها