الإثنين 2017/09/18

آخر تحديث: 01:05 (بيروت)

عيد البيرة البفاري: متاريس لتفادي الإرهاب

الإثنين 2017/09/18
عيد البيرة البفاري: متاريس لتفادي الإرهاب
جرى المهرجان للمرة الأولى سنة 1810 احتفاءً باقتران ولي عهد باڨاريا لويس الأول (Getty)
increase حجم الخط decrease

تحتفل عاصمة مقاطعة باڨاريا الألمانية حالياً بـ"عيد البيرة" التقليدي السنوي. وفي هذا العام، يتسم الحدث، الذي يجرى للمرة الـ184 منذ أكثر من قرنين، بفرض إجراءات أمنية أكثر تشدداً من الأعوام الماضية. هكذا، تم مثلاً وضع متاريس حول منطقة الاحتفال لتفادي وقوع عمليات إرهابية بالدعس بالسيارات أو الشاحنات. فمن المتوقع أن يستقطب المهرجان، الذي يدوم لغاية 3 تشرين الأول 2017، أكثر من 6 ملايين "شارب بيرة"، من أنحاء ألمانيا وأوروبا.

وتمّ نصب الخيم العملاقة الست، وعشرات الخيم الصغيرة الأخرى حولها، حسبما يقتضي التقليد. وتحت الخيم، تنتشر مئات الحوانيت التي تبيع البيرة الألمانية بسحبها من براميل خشبية وتقديمها في كؤوس تسمى "ماس"، بسعة لتر واحد، وبسعر 10.95 يورو للتر في هذه السنة، بزيادة رُبع يورو عن نسخة 2016. ووفق التقليد، قام عمدة المدينة بفتح أول برميل بيرة في الثانية عشرة ظهراً بالضبط من يوم السبت 16 أيلول، معلناً بدء ما يدعوه سكان ميونيخ "أوكتوبيرفيست Oktoberfest"، أي "عيد تشرين الأول". إذ سمي كذلك لأسباب تاريخية، رغم كونه، من زمان، بات يبدأ في أواسط أيلول ويستمر حتى مطلع تشرين أول، تحديداً الثالث منه هذه السنة، المصادف العيد الوطني الألماني.


ويعود تقليد "أوكتوبيرفيست" لمطلع القرن الـ19، حيث أطلق للمرة الأولى في 17/10/1810 احتفاءً باقتران ولي عهد باڨاريا، لويس الأول، مع أميرة ساكس، تيريز هيلدبرغهاوزن. ثم بات تقليداً سنوياً، تم حجبه ما مجموعه 24 مرة، جراء الحروب أو الأزمات السياسية. وذلك ما يفسر أن النسخة الحالية تحمل الرقم 184 عوضاً عن 208. في أي حال، تطور الحدث بمرور العقود لكي يشمل تظاهرات كثيرة، فنية وثقافية وترفيهية، إذ أصبح في نهاية القرن الـ19 يشكل أكبر مدينة ألعاب "لونابارك" في العالم في تلك الحقبة.

والسؤال العرضي: الألمان، وعموماً سكان "بلاد الفوق" الباردة (الدول الإسكندنافية، بريطانيا، إيرلندا، هولندا، بلجيكا، شمال فرنسا...)، يكثرون من شرب البيرة، لاسيما شتاءً. فما السر؟ والجواب هو لأنها أكثر مشروب احتواءً على السعرات الحرارية، لاسيما أن الكميات التي تشرب منها كبيرة، تقاس بالليترات، لتدني نسبة الكحول فيها. هكذا، منذ القدم، عهد عمال تلك الربوع القارسة ومزارعوها على عبّ الجعة لإحماء أجسامهم والاحتماء من البرد.


في المقابل، للسبب نفسه، لا توائم البيرة المناطق الحارة بتاتاً، حيث تسخن الجسم في وقت يحتاج فيه بالأحرى إلى "التكييف". مع ذلك، يُقبل بعض الشبان على شرب البيرة بنهم في بلدان حارة، بما فيها في منطقتنا، ظناً أنها ستبردهم لكونها تُرتشف باردة. في الواقع، العكس بالضبط هو ما يحصل: البيرة تسخنهم بسعراتها العالية، بالتالي تفاقم العطش بدلاً من إروائه.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها