السبت 2017/09/16

آخر تحديث: 10:41 (بيروت)

بالفيديو: علا رزق تقطف الألغام بيديّها

السبت 2017/09/16
بالفيديو: علا رزق تقطف الألغام بيديّها
يبدأ يوم علا منذ الساعة الثالثة فجراً (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

تعمل علا رزق (45 عاماً)، من بلدة كفررمان، في نزع الألغام والقنابل العنقودية في جنوب لبنان مع منظمة ماغ، تحت إشراف الجيش اللبناني، لتأمين مدخول يليق بعائلتها، بعد إنفصالها عن زوجها منذ نحو 10 سنوات.

تخطت علا "الأفكار المسبقة"، وعملت في مهنة صعبة وخطرة، هي التي تزوجت في عمر مبكّر، ولم تستطع إكمال تعليمها.

يبدأ يوم علا، عند الساعة الثالثة فجراً. تهتم أولاً بمنزلها وتحضر مستلزمات أسّرتها. ثم تنطلق في تمام الساعة الخامسة فجراً إلى مكتب منظمة ماغ. وعند السادسة صباحاً توزع فرق تنظيف الألغام على الحقول الجنوبية، لتبدأ رحلة علا ورفاقها في البحث عن بذار الموت، التي زرعها العدو الإسرائيلي بعد حرب تموز 2006.

ما إن تصل أم عباس، كما يناديها زملاؤها في المنظمة، إلى حقل الألغام حتى تراها منهمكة في تحضير عدتها. من السترة الواقية والخوذة على الرأس إلى الآلة الكاشفة للألغام، من دون أن تنسى توزيع الإبتسامات على زملائها، متناسية ظروف الحياة التي قست عليها. فهي أمّ لثلاثة أولاد، وكانت قد خسرت منذ 5 أشهر ابنتها زهراء (19 عاماً) بعد صراع مع مرض السرطان.

تصف علا عملها بأنه "شغف"، رغم خطورته وتهديده لحياتها. "عندما يكون لديك عائلة، تشتغل في كل شيء كي لا تقصر معها". هدفها الأول والأخير، كان المحافظة على أولادها وحضانتهم. وهذا ما كان. وقد تمكنت من إيصال ولديها، عباس وحسين، إلى المراحل الجامعية. وهي تفتخر بهما.


ساعات طويلة تمضيها أم عباس متنقلة في حقل الألغام، بين التنقيب عن أماكنها وإزالة العوائق مثل العشب والأشواك والصخور. كأنها تحاول أن تقطف الألغام بيديّها. فرحتها القصوى تكون عندما تجد إحدى القنابل العنقودية أو الألغام المغروسة في الأرض. "أشعر أنني أنقذت حياة إنسان من الخطر". وعند سؤالها إذا ما كانت تشعر بالخوف، لا تتردد بالقول إن "لا خوف في داخلي، طالما أنني أقوم بعمل إنساني. لا أنكر قلق أبنائي عليّ، لكنهم إعتادوا الأمر".

تواجه علا نظرة المجتمع، وما تسمعه بأنها تعمل في "شغلة رجال"، أو تعمل في لعبة الموت. وهذا ما لا يغير عندها شيئاً، بعد 7 سنوات من العمل، أثبتت خلالها أنها قادرة على تحمل هذه المشقة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها