طباخة الأطفال تجني 6 ملايين دولار سنوياً

في العام 2011، دخلت الأميركية روزانا ݒانسينو Rosanna Pansino عالم يوتيوب من أضيق أبوابه: كاميرا مستعملة رخيصة، اقتنتها بـ80 دولاراً، وقالب بسيط لصنع الـ"غاتو". الآن، اكتسحت ذلك العالم العجيب من أوسع أبوابه، فأصبح عندها أكثر من 8.5 مليون متابع، وكل فيديو لها يستقطب مليارين اثنين من المشاهدات. الطباخة الشابة (32 عاماً)، التي وظفت فريقاً من 10 أشخاص لمساعدتها على تحضير وصفاتها وإخراج فيديوهاتها على أفضل نحو، باتت من ألمع نجوم يوتيوب ببرنامجها المسمى Nerdy Nummies. وفحواه بسيطة للغاية: تعليم صنع الكيك والحلويات، والبيتزا أيضاً، لاسيما للأطفال، الذين يشكلون نسبة كبيرة من متابعي قناتها في يوتيوب.

ووفق مجلة فوربز، تبلغ عوائد ݒانسينو من الظهور على يوتيوب 6 ملايين دولار سنوياً. ما لا يجرؤ على أن يحلم به أشهر شيف محنك، يبدع إبداعاً حقيقياً في الطبخ، وليس مجرد عرض وصفات كعك عادية. فطبختها لجني تلك المبالغ الخيالية أبسط من بسيطة. إذ تظهر في الفيديوهات تشرح خطوات تحضير هذا الكيك أو تلك الكعكة أو الكوكي أو الماكارون والميلفوي الفرنسيين، وغير ذلك من عشرات الوصفات، مع الحرص على تزيين منتجاتها بما يستهوي الأطفال واليافعين ويستقطب فضولهم، كصور الساحر الصغير هاري ݒوتر، ولعبة سوݒر ماريو، وألعاب فيديو غيم أوف ثرونز، وما شابه.

وعمدت ݒانسينو إلى تغيير شكلها وصورتها أيضاً. ففي بداية نشاطها اليوتيوبي، كانت تظهر مهمَلة، ذات "لوك" غير مهندم، بتسريحة شعر "بلدي" بضفائر أو ذيل حصان، وملابس غير متقنة الاختيار ولا متناسقة الألوان. لكنها، مع مرور الأشهر وتقاطر المريدين والمتابعين، وبشكل خاص هطول الأموال، بدأت تعتني بمظهرها، كأي نجمة من نجوم السينما والتلفزيون. بل إنها تحصل على عدد مشاهدات لا يحلم به أكثر نجوم هوليود شعبية.

وسر انجذاب الأطفال، وبشكل خاص البنات، إلى دروس ݒانسينو في الطبخ هو أنهم لا يحبون الحلويات فحسب، إنما يعشقون تحضيرها بأنفسهم، إذ يجدون فيها "مذاقاً خاصاً، ألذ مما نشتريه من السوق"، مثلما تقول صوفيا روبرتس، بنت 12 عاماً، إحدى معجباتها من مدينة ݒاسادينا، في ولاية كاليفورنيا الأميركية. وتضيف صديقتها صوفيا ماثيوز (12 عاماً أيضاً) أن حلقتها المفضلة من سلسلة نيردي نوميز هي تلك التي تصنع فيها ݒانسينو كعكة على شكل الحصان أحادي القرن الأسطوري.

وتؤكد الطفلتان أن طريقة التعلم على اليوتيوب توائمهما تماماً. فصوفيا الأولى، مثلما تعترف به، "تكره قراءة الكتب، لكنها تعشق متابعة الدروس عبر الإنترنت، بما فيها دروس الطبخ". أما صوفيا الثانية، فتعاني ضعفاً بصرياً يجعل القراءة عسيرة عليها، ومنهكة لعينيها، "لذا، تشكل الفيديوهات وسيلة رائعة بالنسبة إليّ لتعلم كثير من الأشياء"، مثلما توضح. في هذه الأثناء، تستفيد روزانا ݒانسينو من ذلك التوجه "التربوي" المعاصر أعظم استفادة، وتواصل دروسها المصورة، المربحة جداً.