5 نصائح لتخطي ألم الانفصال

قد تكون تجربة الانفصال واحدة من أصعب تجارب هذه الحياة.. غير السهلة عموماً. لكن الانفصال العاطفي تجربة إنسانية لا بدّ منها، إذا سلمنا جدلاً أن علاقة الحب، ولو ارتقت عن أنواع العلاقات الأخرى، تبقى تبادلاً لمصالح لها ظروفها، غير أن المصالح هنا هي المشاعر. وهذا أخطر ما في الأمر.

لحظة، لنعترف أن للمشاعر دورتها الطبيعية: تتولد لأسباب موجودة، تنمو، تتطور، تصل إلى القمة، ثم تتراجع لتبهت وتموت مع فقدان أسبابها أو تغيرها. عدا علاقات الأمومة أولاً، ثم الأبوة، علاقات قليلة جداً ترافقنا من المهد إلى اللحد من دون أن تفرغ من زخمها العاطفي. آلام الانفصال، إذا أردناه أم لا، اقتنعنا به أم لا، طبيعية جداً وموحدة نسبياً بين الناس، وإن بدا بعضهم أكثر إفصاحاً عنها. وللانفصال دورته أيضاً.

لكن، كيف يمكن تجاوز الانفصال؟ الخيارات ليست مؤكدة دائماً. لكن يمكن أن نقترح 5 نصائح:

1- ابدليه
صديقة قريبة قالت لي:
"Everybody is replaceable, Rana"
هي على حق. هناك دائماً آخرون في الانتظار. أعطي لك ولهم فرصة للتقارب والتعارف. قومي بخيار أنضج هذه المرة، وازني بين العقل والقلب واستفيدي من أخطاء التجربة الماضية عبر تجنبها. لا تكرري كل ما ندمت عليه. وإن لم تأخذ الأمور في النهاية منحى عاطفياً بينك وبين الشريك الجديد، حاولي أن لا تخسريه. اكسبيه كإضافة جديدة في حياتك الجدية. الانفصال الأول سيساعدك كثيراً لتكوني قوية كفاية وتفهمي الأشياء بعقل أكبر.

2- دورّيه
الحزن والغضب مشاعر سلبية من دون شك، لكنها أيضاً محمّلة بطاقة دافعة وحيوية. استعمليها للنهاية، أعيدي تدويرها وأخرجيها بشكل إيجابي، خصوصاً بعدما صار أمامك كثير من أوقات الفراغ في هذه الفترة: ارسمي، اكتبي، غنّي، مثلي، ابتكري أطباقاً مميزة، صممي أزياء. عززي موهبة قديمة، اكتشفي موهبة جديدة. لا تدعي الفترة تمر من دون تفريغ شخصي وملموس، ترينه أمامك، بعينك، وتُريه للآخرين المهتمين بك. ستخرجين بذلك كلاماً كثيراً، وستشعرين أن حملاً ثقيلاً نزل عن كتفيك. هي طريقة من التطهير الذاتي.

3- بدلي مواعيد لقائه بنشاطات ممتعة
للشوق مواقيت، والشوق على عكس ما يبدو بيولوجي بحت. بالطبع أنت لن تفكري بحبيبك السابق طوال الوقت. المشاغل اليومية ستلهيك عن خفقان القلب. لكن، سيخطر في بالك بشكل ملّح وسترغبين برؤيته بقوة خلال فترات اليوم التي اعتدتي أن تلتقي به فيها في السنوات المتتالية الماضية. إذا كنت تتناولين معه الغداء دائماً، أو تجالسيه بعد ساعة معينة في المساء، ستلاحظين أنها الساعات الأصعب على الإطلاق، مهما كنت قويّة. المسألة هرمونية: عقلك مدرّب على تحفيز كل جهازك العصبي من أجل رؤيته الآن. دربّيه على عادات جديدة. اجعلي لهذه المواعيد نشاطات ممتعة: سهرة بيجاما مع صديقات قديمات لحضور فيلم، زيارة مطعم افتتح أخيراً، اطلعي على الإيفنتس التي يقترحها عليك فايسبوك: ستجدين مروحة من الخيارات الرائعة، بعضها لم تكن ليخطر في بالك من قبل!

4- قطّعي الخيوط مع الماضي
إذا كان الماضي أليماً وفيه عذّاب كثير، باشري بالتخلص منه. الأمر ليس أوتوماتيكياً طبعاً ويتطلب جهداً كبيراً. لكن الرغبة الحقيقية بتحقيقه سوف تجعله يتحقق: تجنبي سماع أغاني الحب الحزينة أو التي تربطك بذكريات حميمة قديمة. ضعي الأغاني الثورية التي تجعلك ترفضين الضعف والتبعية: "طلاع من حياتي" لتانيا صالح خيار جميل جداً، هو أفضل من "حشيشة قلبي" للمغنية نفسها. تخلصي من أشيائه الموجودة حولك ويقع نظرك عليها دائماً: ارميها في سلّة المهملات إذا لم تكن مهمة. بيعيها بأسعار زهيدة، ستضحكين كثيراً. تجنبي الأماكن التي كنتما تزورانها معاً، والطرق التي كنتما تسلكانها دائماً يداً بيد أو بالسيارة. احذفيه من مواقع التواصل الاجتماعي من دون تردد ولا خجل من أحد. لا تستحي من شيء أمام الحفاظ على سلامتك النفسية والجسدية.

5- احلمي
حتى لو كنت في الدرك الأسفل، صدّقي من قلبك أنك ستكونين بخير. آمني في أعماقك بأن الآتي أفضل، واعملي على تطوير قدراتك الذهنية. اهتمي بلباسك وجسدك وابحثي عن اللوك الذي يناسبك ويظهر المميز عندك والمختلف فيك. قولي دائماً لنفسك إنك لن ترضي بعد اليوم بأقل مما تستحقين، وسترين كيف سيأتيك الأفضل. اجذبي الطاقة الإيجابية عبر الذبذبات الذهنية. العقل أقوى قلب في العالم.