الأربعاء 2017/08/30

آخر تحديث: 00:29 (بيروت)

هؤلاء النجوم كانوا يوماً ما "كادحين"

الأربعاء 2017/08/30
هؤلاء النجوم كانوا يوماً ما "كادحين"
عملت جوليا روبرتس نادلة وأمينة صندوق في محل بوظة (Getty)
increase حجم الخط decrease

استرزق نجوم كثيرون من أعمال بسيطة في أوائل حياتهم العملية. لاحقاً، بات بعضهم يجني من كل فيلم أو أسطوانة ما يوازي راتب عشرة قرون في وظيفته السابقة.

من أولئك الذين تغيرت أحوالهم "جذرياً" النجم الأصلع داني دي ڤيتو، الحلاق السابق. فمراهقاً، نال شهادة تصفيف شعر، وزاول المهنة فترة، قبل بلوغ النجومية. ودي فيتو لم يحالفه التوفيق هكذا جزافاً. فبعد تقمصه دوراً في فيلم "حلم زجاجي"، ثابر في دراسة التمثيل أكاديمياً. وبدلاً من تشذيب الشَّعر، شذب موهبته، فتألق ولم يعد في حاجة إلى الصعود على شيء لبلوغ القمة.

في سياق غير متصل (لناحية الطول)، مارس الإسكتلندي شون كونري مهناً عدة قبل بلوغ "المجد" كجيمس بوند. فكونري، وهو ابن سائق شاحنات ومنظفة بيوت، ترك المدرسة في سن 15. ضاقت به الأرض، فتطوع في البحرية البريطانية. لكنّ البحر أيضاً ضاق به، فعاد إلى اليابسة، واشتغل عامل بناء وحارساً شخصياً، وجرّب مهناً أخرى، أغربها: صباغ توابيت، وهو الذي اعتاد في السينما على إرسال خصومه إلى المقبرة في رمشة مسدس.

وفي سياق متصل (بالمقابر وأيضاً الأصول)، عمل إسكتلندي شهير آخر، نجم الروك رود ستيوارت، حفار قبور، وكأنه إتمام لعمل مواطنه كونري. في طفولته، كانت أمنيته أن يصبح نجم كرة قدم. لكنه، في سن 12، تسلم آلة غيتار هدية من أبيه. فشغف بالموسيقى، وأبدع فيها. فولّت أيام الرفش والمسحاة. ومن منافسيه، عمل ميك جاغر في شبابه بواباً في مستشفى. ولا نعرف إن صادف هناك توابيتاً طلاها كونري، وحفر ستيوارت قبورها. كان ذلك قبل أيام الـ"رولنغ ستونز"، الفرقة الشهيرة، التي شكل جاغر أهم عناصرها، وباع من خلالها مئات ملايين الأسطوانات، فولّت أيام الطوارئ.

نيكولاس كيج عمل بائع فشار، الذرة المفرقعة التي يستسيغ التهامها رواد صالات السينما. زاول المرور بين مقاعد المتفرجين منادياً لبيعها في أكواب ورقية مخروطية. فبعدما مثل دوراً بسيطاً، أدرك أن أداءه كان متدنياً بحيث قطعت معظم لقطاته في المونتاج. ففضل بيع الݒوݒ كورن، ما لم يبعده كثيراً من الشاشة الكبيرة. وكان عمد إلى تغيير اسمه من كوپولا إلى كيج لكي لا يرتبط باسم خاله الشهير، المخرج فرنسيس فورد كوپولا. لكنّ خاله إياه، الذي أزمع تفادي ارتباط مسيرته به، أشفق عليه، فأسند إليه دوراً مهماً، ثم بطولة فيلم آخر، اشتهر إثره. فولّت أيام الزعتر والفلافل والفول والفشار.

ومن المخضرمين، يشار إلى شارلز برونسون (1921-2003). فشارلز بوتشنسكي (اللقب الحقيقي لأسرته المتحدرة من ليتوانيا) بدأ في سن 16 عاملاً في مناجم الفحم. ولم يكن لأي خال ولا عمّ ضلع في اقتحامه السينما، إنما المخرج جون ستورجس، الذي وهبه فرصتين ذهبيتين في فيلمي "المرتزقة السبعة" (1960)، و"الهروب الكبير" (1963). فولّت أيام الفحم.

وهناك أيضاً كلينت إيستوود، أحد أشهر كاوبويات السينما. ولد لأسرة متواضعة. لذا، مراهقاً وشاباً، جرب أشغالاً عدة، منها مراقب في مسبح ومنقذ شواطئ. وبعد ظهوره في مسلسل تلفزيوني، لحظه المخرج الإيطالي سيرجو ليوني، فأسند إليه أدواراً في أفلام "ويسترن سپاغيتي"، أهمها "من أجل حفنة من الدولارات" وما تبعه، فاشتهر فيها عالمياً. فولّت أيام المعكرونة.

حتى والت ديزني (1901-1966)، أشهر مبدع أفلام كارتون، بدأ بائعاً متجولاً في القطارات، في سن 16، ثم موزع بريد وجرائد. بعدها، زوَّر أوراقه لتكبير عمره للتطوع كسائق إسعاف أثناء الحرب العالمية الأولى. فأرسل إلى أوروبا، ومكث في باريس لغاية العام 1919. عاد إلى بلاده، فوظفه شارلي شاݒلن براتب 50 دولاراً شهرياً كمنفذ ملصقات دعائية، نظراً لخبرته السابقة في إخراج نشرة طلابية في الثانوية. بعد سنوات، انطلقت مسيرته في سلسلة أفلام كارتون قصيرة، ترصد الظواهر الاجتماعية وتنتقدها. فتطور وأسس شركات إنتاج. وولّت أيام الحديد وسككه.

توم كروز أيضاً مرَّ في ظروف صعبة. إذ انفصلت أمه عن أبيه العنيف وهو طفل، وتعرض للاعتداء الجنسي. وتنقل معها وأختاه في مدن وأحياء عدة، منها في كندا، هرباً من الأب. ثم عمل خادماً في فندق. لاحقاً، اشتهر لدرجة أن مجلة "فوربس" أدرجته، في العام 2006، ضمن أكثر 100 شخصية تأثيراً في العالم. ومردُّ نفوذه عضويته في ملة "العلمالوجيا" المتغلغلة في أوساط السياسة والمال والسلطة. في أي حال، أصبح "الرفيق" كروز أحد أغلى الممثلين. وولّت أيام البقشيش.

ومن أطرف مهن النجوم السابقة، تلك التي مارسها وارن بيتي: صياد جرذان. لاحقاً، بات يصطاد النسوان. إذ تنسب إليه علاقات لا تعد ولا تحصى مع معجبات، منهن شهيرات (جوان كولنز، مادونا، شير، غولدي هون، ديان كيتون، ليڤ أولمان، إيل ماكفيرسون، وحتى بريجيت باردو... في أيام عزها طبعاً).

ولـمارلون براندو (1924-2004) نصيب في القائمة: حفار خنادق وأنفاق. وذلك أهون من حفار قبور (مثل رود ستيوارت). أما ألك بالدوين، فعمل حارس علبة ليلية، يراقب هذا وذاك ويرفض دخول الوجوه "المشبوهة" ويطرد المشاكسين. وهي مهنة مارسها أيضاً ڤين ديزل. أما روبن ويليامز (1951-2014)، فبدأ مشواره في الشوارع، يرتزق من إضحاك المارة بحركات مسرحية إيمائية.

جوليا روبرتس، أغلى الممثلات، عملت نادلة وأمينة صندوق في محل بوظة. باتت أدوارها تثلج الصدور وتثقل محفظتها. وكوين لطيفة كانت نادلة في مطعم وجبات سريعة. كريستوفر ووكن عمل مروِّض أسود في سيرك. والعجيب: دوره في فيلم "صائد الغزلان" هو ما أطلقه عالمياً. أما جنيفر أنستون، فمارست مهنة مروِّجة هاتفية، تتصل بالزبائن لإقناعهم بشراء بضاعة أو التسجيل في نادٍ أو اقتناء بطاقة ائتمان، وما شابه. منهم من "يسكّر" السماعة بفظاظة، ومنهم من يعتذر بأدب، وآخرون يستسلمون لنعومة الصوت وفتنة النبرة. وقد يجوز القول إن تلك المهنة تعدّ "مدرسة" جيدة للتدرب على التمثيل وحُسن الالقاء.

ما تقدم ليس سوى أمثلة. الآن، تصوروا أنفسكم بعدما تصبحون نجوماً: ماذا سيقال عن مهنتكم السابقة، يعني الحالية؟

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها