الأربعاء 2017/08/16

آخر تحديث: 07:26 (بيروت)

ما هو الانطر نت؟

الأربعاء 2017/08/16
ما هو الانطر نت؟
لبنان حل في المرتبة 163 من أصل 189 دولة في سرعة الانترنت (Getty)
increase حجم الخط decrease

لم يحالفني الحظ كثيراً بالسفر إلى خارج لبنان، لا على صعيد السياحة ولا حتى الهجرة. إلا أن عائلتي، كغالبية عائلات لبنان، تستقبل سنوياً زوارها الذين عادوا من الغربة إلى "أحضان وطنهم".

في السنوات الماضية، ­بدأ الانترنت بالدخول إلى عائلتنا، عن طريق الهواتف الذكية والكايبل. إذ لم يكن هناك خدمة "دي أس أل" ولم تكن الدولة تملك حصريتها بعد. بدأنا التعرف إلى هذه الخدمة والغوص فيها أكثر فأكثر، حتى وصلنا إلى مرحلة لا نستطيع العيش من دونها.

شاءت الأقدار أن يزورنا خال لنا كان مغترباً في روسيا. يومها سمعت العبارة التي لا أزال أتذكرها حتى يومنا هذا "انطر نت" في إشارة إلى سرعة الانترنت في لبنان. طبعاً لم أكن أعرف أي سرعات أخرى، إذ لم تطأ قدمي أي أرض سوى الأرض اللبنانية. لكن يوماً بعد يوم بدأت هذه الخدمة التحسن.

عاد خالي من جديد منذ فترة قريبة. أردت أن أريه كم تطورنا، وأحاول إزالة مفهوم "الانطر نت" من رأسه نظراً إلى إدخال الانترنت السريع إلى الشبكات اللبنانية، كما وعدتنا السلطات. إلا أن وقع الصدمة كان كاسراً، فلم يُغير قناعته بسرعة الانترنت فحسب، بل تمكن من تغيير قناعاتي أيضاً من خلال الشرح المبسط عن سرعة الانترنت في روسيا، وفي كندا حيث يستقر الآن.

طبعاً تذرعت أمامه بأنه لا يستطيع مقارنة بلدنا بدول كبرى ومتطورة مثل هذه الدول، خصوصاً أننا بلد صغير وليس لديه عدد كاف من المشتركين الذين يضيفون جدوى إقتصادية إلى المشاريع الاستثمارية الضخمة لتحسين الانترنت. لكن الصدمة عادت من جديد بعدما قررت "فك عقدة" السفر والذهاب إلى الأردن. وطبعاً بعد ساعتين ونيف من الطيران من دون انترنت، كان لا بد من شراء خط هاتف جديد من المطار لاطفاء ظمئي إلى التواصل.

في المملكة ثلاث شركات مشغلة لشبكة الهاتف، زين واورانج وأمنية، تُقدم خدماتها لعشرة ملايين شخص. استقررت على شراء خط "أمنية". طلب مني الموظف جواز السفر، وأعطاني خط الهاتف. سألته عن العروض الموجودة، خصوصاً خدمات الانترنت، فأعطاني أفضل عرض عندهم: 22 جيغابايت من الانترنت، إضافة إلى 9 جيغابايت مخصصة لفايسبوك منفصلة عن الأولى، ناهيك برسائل ودقائق مجانية خارجية وداخلية لم أنتبه إلى تفاصيلها بعد سماعي هذا العرض. والصدمة الأكبر كانت في السعر، إذ كانت كلفة الخط مع العرض نحو 13 ديناراً، أي نحو 26 ألف ليرة لبنانية.

لم تقف الأمور عند هذا الحد، إذ هناك عرض آخر من شركة أورانج يستطيع المستخدم فيه أن يستهلك نحو 90 جيغابايت شهرياً بكلفة تصل إلى 40 ألف ليرة.

طبعاً، حاولت المقارنة مباشرة مع الأسعار في لبنان، فتبين أن العرض الأول أي نحو 20 جيغابايت، تصل كلفته إلى 59 دولاراً أي نحو 88 ألف ليرة. أما عرض 90 جيغا فتصل كلفته في لبنان إلى 149 لكل 100 جيغا.

فارق السعر لم يكن الوحيد، إذ إن السرعة نقطة فارقة يمكنك أن تشعر بها فور وصولك إلى مطار بيروت الدولي.

انطلاقاً من هذه التجربة، فقدت كل أمل بتغيير عبارة "أنطر نت" في ذهني أولاً، خصوصاً أن الأخبار والتقارير التي تصل من الولايات المتحدة وكندا وغيرهما لا تُبشر بسهولة وصولنا إلى هذه السرعات.

وتأتي التقارير لتدعم هذه التجربة الشخصية، إذ يشير تقرير صادر عن شركة كايبل دوت كو البريطانية إلى أن لبنان حل في المرتبة 163 من أصل 189 دولة في سرعة الانترنت، بسرعة متوسطة تبلغ 1.07 ميغابيت في الثانية. واللافت أن كل الدول العربية باستثناء ليبيا وسوريا واليمن، التي حلت أخيرة عالمياً وعربياً، حلت في مراكز أعلى من مركز لبنان.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها