حمامات طرابلس: للنساء حصة أيضاً

في شارع نديم الجسر في طرابلس، ثمّة محاولة لإعادة إحياء الحمامات النسائيّة، انطلقت في مطلع العام 2017. ولهذه الخطوة، خصوصيّةٌ وفرادة، بعدما غدتْ حمامات النساء في المدينة، أشبه بتراثٍ قديم غير معمولٍ به منذ زمن.

لا يمكن فصل تاريخ عاصمة الشمال عن حماماتها، التي يتجاوز عمرها 2500 سنة.

والحمامات التي كانت منتشرة في أسواق طرابلس القديمة وأحيائها الداخلية، ولم يبقَ منها سوى حمامات العبد والنوري وعزّالدين، تخطى وجودها فكرة الاغتسال والنظافة، إلى مكانٍ تروي جدرانه قصص النزلاء في اجتماعاتهم وسهراتهم وأفراحهم.

هذه الحمامات، التي كانت تُخصص في الماضي يوم الاثنين للسيدات، نادراً ما أصبحت تشهد حجزاً مسبقاً لهن بين فترةٍ وأخرى، بعد اختصارها على الرجال- وتحديداً حمام العبد- وجعلها مرفقاً سياحياً للسياح كي يتفرجوا على آثارها المملوكية.

مزيج الحمامات
اليوم، أصبح في امكان السيدات المولعات بحكايا حمامات النساء في الماضي أن يعشن التجربة مجدداً مع Amani Spa، للمرة الأولى في الشمال، داخل مركزٍ يمزج نحو 10 أنواعٍ من الحمامات من الشرقين الأوسط والأقصى.

أماني الموسوي، وهي صاحبة المشروع بالشراكة مع زوجها، تقول لـ"المدن"، إن "تجاربنا في السفر والعمل في مكتبنا الخاص باستقدام العاملات الأجنبيات، ساعدتنا في التعرف إلى ثقافات الشعوب ومختلف أنواع الحمامات مع كيفية استعمالها".

حمام تركي
بعد انتقال الحمام التركي إلى بلاد الشرق الأوسط ودول شمال أفريقيا، اكتسب إقبالاً ورواجاً واسعين، رغم طريقة عمله الطويلة وطقوسه المحددة في تنظيف البشرة. في المركز، "يعتمد الحمام التركي على مرحلتين".

مرحلة التبخير، وفيها يعمل بخار الماء على تفتيح مسام الجلد وتنظيف البشرة وإزالة الجلد الميت بليفة مخصصة أثناء استلقاء السيدة على طاولة مسطحة تمّ صنعها من الرخام. ثمّ تقوم المشرفة باستعمال كيسٍ صُنِعَ من ألياف طبيعية يُنشّط الدورة الدموية ويفتح المسام ويزيل السموم المتراكمة.

مرحلة التدليك، "نعتمد فيها على تدليك الجسم حتى تستفيد البشرة من مكونات المواد المستخدمة. وهناك نساء يستخدمن زيوتاً عطرية بعد التدليك وبعضهن يكتفي بالتدليك المائي".

حمام مغربي
غالباً من يطلبن استعمال هذا الحمام، هن العرائس، رغم أنّ سعره هو الأغلى مقارنةً مع أنواع الحمامات الأخرى. و"نحن ننصح المقبلات على الزواج باستعماله". فـ"هو يعمل على توحيد لون الجسم وتفتيح لون البشرة والمناطق الداكنة".

الحمام المغربي الذي يزيل الخلايا الميّتة ويترك الجسم ناعماً، يتميزّ بمكوناته العديدة. إنّه "يحتاج إلى ليفة مغربية، إسفنجة ناعمة، زيت للشعر، صابون مغربي، بيكربونات صودا، حنّة بيضاء مطحونة، زيت اللوز، آلة تقشير القدم، الطين المغربي، صابونة الطاووس أو الغار، ماء سخن، مياه باردة وماء الورد".

حمام الطين
"تُشرف على هذا الحمّام متخصصة تُعنى في هذا المجال، لأنّه يحتاج إلى إلمامٍ في المجال وهو يتوجّه إلى سيدات يعانين من مشاكل صحيّة". والسيدات اللواتي تطلبنه، غالباً "ما يعانين من مشاكل في الجهاز الحركي والروماتيزم، إذ يجري استخدامه لعلاج الفصال العظمي والآلام الناتجة من هشاشة العظام. كذلك، تتمع حمامات الطين بتأثير فعّال في علاج أمراض النساء ما قبل الطمث، وعند مرور المرأة بفترة انقطاع الطمث وعند إصابتها بالتهابات".

مقابل استعمال الحمام الشامي التقليدي، تقدّم أماني في مركزها الحمام الهندي وحمام البخار وحمام الزيت وحمام العشبي، إلى جانب حمام العروس، "الذي هو مزج بين جميع أصناف الحمامات مع المساج ورسم الحنّة والمكياج، كي تخرج العروس عروساً من الداخل إلى الخارج".