السبت 2017/07/29

آخر تحديث: 01:08 (بيروت)

هذه أسرار جرود عرسال.. مخازنها وأنفاقها

السبت 2017/07/29
هذه أسرار جرود عرسال.. مخازنها وأنفاقها
حروب كثيرة خيضت في جرود عرسال (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
الآثار الرومانية، اليونانيو والبيزنطية، الموجودة بكثرة في جبال عرسال، والتي تسمى خرباً من قبل السكان، تعتبر شاهداً مهماً على تاريخ حربي طويل، استخدمت خلاله جرود عرسال الفاصلة بين البادية السورية والبقاع، لحماية السهول اللبنانية وقوافل التجار المتوجهة إلى مملكة بعلبك خلال العهد الروماني، ولصد هجمات الغزاة القادمين من الداخل السوري والبادية. 

وفي الجرود شواهد كثيرة من تلك الفترة، منها حصون رومانية، مثل حصني عش الصقر ووادي الخيل، بالإضافة إلى خرب، مثل خربة يونين (اليونانيين)، مغاور، وقلاع مخربة، استخدمتها الحضارات المتعاقبة على المنطقة في العهود القديمة. ويذكر أن القنوات الرومانية الموجودة في خربة يونين قد استعملت كخنادق بعدما تم تخريبها.

لذلك، لم يكن احتلال جرود عرسال من قبل جبهة النصرة صدفة. كما أن استعمالات الجرود خلال الحرب اللبنانية للتدريب وتخزين الأسلحة، من قبل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين (وادي الخيل وخربة يونين)، وحزب العمال الكردستاني (سهل الرهوة)، والحزب الشيوعي اللبناني، تؤكد أهميتها العسكرية والاستراتيجية أيضاً.

كان حزب الله قد وجد نفقاً كبيراً من مخلفات الجبهة الديمقراطية في وادي الخيل (مساحته 400 متر2)، استخدمه أبو مالك التلي ومقاتلوه كغرفة عمليات، بعدما غيروا في تصميمه الداخلي بعض الشيء. ووفق أحد مالكي الأراضي المجاورة للنفق، أبو أحمد كرنبي، حفر النفق من أجل تخزين سلاح الجبهة الديمقراطية، واستمر استعماله كمخزن إلى أن تم إخراج كل ما فيه من قبل الجيش السوري في أوائل التسعينات.

كان يحرس النفق ناطوران، وفق كرنبي، أحدهما من عرسال وآخر فلسطيني. وفي داخله تم وضع أسلحة ثقيلة موضبة في صناديق خشبية، من بينها مضادات 23 وصواريخ متنوعة. يقول كرنبي: "عندما قام السوريون بإخراج الأسلحة من داخل النفق، اتضح حجمها الهائل الذي لم يكن يتسع في الشاحنات التي أتت لنقلها. سبب وضعها في هذا المكان كان لحمايتها من قصف الإسرائيليين، الذين كانوا يلاحقونها من مكان إلى آخر بعد احتلال بيروت في العام 1982".

أما الحزب الشيوعي اللبناني فقد أتى إلى الجرود بعد الاجتياج الإسرائيلي وتمركز، وفق الكاتب محمد الحجيري، في وادي الكوارة بشكل أساسي، وفي منطقتي الرعيان والبدارية في مرحلة أخرى. يقول الحجيري: "في الكوارة كان هناك مغارتان استعملتا من قبل الشيوعيين لتخزين الأسلحة. وفي منطقة الرعيان استعملت مغارة أخرى أيضاً. مصير الجزء الأكبر من تلك الأسلحة أصبح بعد اتفاق الطائف بيد الجيش اللبناني. ويقال إن جزءاً منه تم نقله إلى أحد مراكز حزب الله في منطقة نحلة".

تلك الجرود استخدمت أيضاً من قبل المتمرد البعلبكي توفيق هولو حيدر، الذي عاش مع مقاتليه لفترة طويلة بجوار عرسال، تحضيراً لقتاله مع الفرنسيين في القلمون. يقول البعض في عرسال إن مقاتلي حيدر لم يكونوا جيدين مع سكان البلدة، وآخرون يدعون العكس. لكن لمقاتلي الشيوعي والجبهة الديمقراطية سمعة جيدة بشكل عام في البلدة. وهذا ما يبدو مفهوماً، طالما أن الرأي العام العرسالي يومها كان مناصراً لأحزاب الحركة الوطنية والمنظمات الفلسطينية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها