الثلاثاء 2017/07/25

آخر تحديث: 00:20 (بيروت)

5 أنواع بوظة في لبنان.. عليك أن تجربها

الثلاثاء 2017/07/25
5 أنواع بوظة في لبنان.. عليك أن تجربها
تعد بوظة الدق من التراث الدمشقي العريق (المدن)
increase حجم الخط decrease

مع اشتداد الحر، لا شيء يطفئ النار التي تبخّر أجسادنا سوى تناول كثير من البوظة عند وجودنا خارج المنزل، خصوصاً عند التعرّض مباشرةً للشمس. في لبنان، الكثير من المتاجر التي تبيع البوظة، إلا أن "المدن" اختارت لكم 5 متاجر، كل منها يشتهر بميزة خاصة أو أصناف معينة فريدة، وهي موجودة في كلٍ من صيدا، طريق الجديدة، الأشرفية، جونية وطرابلس.

كل ما عليكم هو الاستعداد لـ"بلّ القلب"، ولن تندموا على أي خيار من الآتي. أما إذا كنتم من عشاق البوظة، فإن تذوق جميع الخيارات التالية يُعد ضرورة وليس خياراً.

بوظة هدايا
إذا كنت من الصيداويين الذين يروّجون لـ"بوظة هدايا" أمام أصدقائهم الذين يعيشون خارج المدينة، فإعلم أنك صيداوي أصلي. أما من مرّ بصيدا صيفاً ولم يتذوّق بوظة هدايا، فقد فاته التعرّف على جزء من تراث المدينة.

هذه البوظة، وإن لم تكن عربية وطبيعية، استطاعت أن تشكّل جزءاً من تاريخ المدينة، تتناقل طعمه الأجيال بمختلف أعمارهم منذ العام 1958 وحتى اليوم. إذ ينتظر أبناء المنطقة العودة اليها خلال الصيف للتلذذ بطعم هذه البوظة، التي لا يمكن أن يجدوا مثيلاً أو بديلاً لها خارج صيدا، خصوصاً أن توزيعها يقتصر على دكاكين المدينة، باصرار من صاحبها محمد النّوام.

هي بوظة مثلجة، بنكهات التوت والشمام والحامض، بالإضافة إلى صنف آخر يأتي بنكهة الشوكولا والفستق والقشطة. أما سرّها، فيكمن بوصفة ورثها محمد عن ابيه نزيه النّوام، وهي تتعلّق بمقادير ومكونات العصير الذي يتم تحضيره أولاً ومن ثم تبريده في بركة مياه مزوّدة بأجهزة التبريد، لكي يتم من بعدها إضافة عيدان الخشب وتغليفها، وبيعها مباشرةً من المعمل إلى الزبائن، أو الدكاكين التي توزّعها.

لبوظة هدايا سرٌّ آخر يبرر سبب تعلّق الكثيرين بها من الصغار وحتى الكبار، وهي ألوانها التي تلوّن اللسان والفم بعد الانتهاء من تناولها. لذلك، لا ننصح بتناولها قبل الذهاب إلى مقابلة عمل أو زيارة رسمية.

وفي حين حاول كُثُرٌ تقليد هذه البوظة في صيدا والجوار، فشل الجميع في الوصول إلى النكهة المميزة والمنعشة التي تتمتع بها بوظة هدايا، رغم حصولهم على شكل مشابه لها، وذلك بتأكيد من أبناء المنطقة.

بوظة السلام
في شارع مار متر الواقع في منطقة الأشرفية، يمكنك تذوّق أطيب بوظة عربية في بيروت. بوظة السلام أو بوظة حنّا متري التي تم ذكرها في العديد من الصحف العالمية كالتايمز ولو فيغارو وغيرهما، لا تزال صامدة في المتجر ذاته والنكهة ذاتها منذ العام 1949 وحتى يومنا الراهن. أما سرّ الطابور الذي يبدأ في المتجر وينتهي على الرصيف، نظراً لمساحة المتجر المتواضعة جداً، فهو طريقة تحضير البوظة والوصفة التي ورثها متري حنّا عن والده حنّا متري.

متري، الذي استقال من عمله كنائب مدير في أحد البنوك، انضم إلى هذه المصلحة العائلية رسمياً عندما بدأ التعب يحلّ على والده، الذي توفي في 2012، فاختار أن يكمل ما بدأه حنّا في تقديم أشهى وألذّ بوظة في بيروت.

"الكل يقدّم ويحضر البوظة على ذوقه، إلا أن بوظة حنّا متري سبيسيال"، تعلّق والدة متري حنا وهي تدقّ اللوز بالحجر الأسود لكي يقدّم مع البوظة طازجاً في الصباح التالي. هذا المشهد بالتأكيد سيريح المشتري الذي سيرى بعينه التأني الذي تحضّر به البوظة والمكسرات التي تضاف اليها. أما رائحة ومذاق البوظة، فهما كفيلان بالتأكيد على استعمال الفواكه الطازجة من دون وجود لأي طعم اصطناعي.

يوفّر متري 8 نكهات للبوظة العربية بشكل دائم صيفاً وشتاءً، ونكهات أخرى موسميّة وفق الفواكه التي تتوفّر. أما عن الكمية، فيكتفي بالكميات التي يحضّرها مع والدته يومياً والتي تُباعُ قبل الساعة السادسة من بعد الظهر في معظم أيام الاسبوع. أما إذا اردتم تذوق البوظة خلال عطلة نهاية الأسبوع، فينصحكم متري بالمرور صباحاً أو ظهراً، قبل نفاذ الكمية.

"بوظة اشئش سلو"
لا تحلو النزهة على شاطئ ميناء طرابلس مع اشتداد الحر سوى بتناول بوظة اشئش سلو التي تروي القلب من الصميم. إلى جانب البوظة العربية، لا يمكن المرور باشئش من دون تذوّق بوظة الليموناضة المثلجة، التي تعتبر تراثاً قديماً جداً في طرابلس، يعود إلى اكثر من ١٢٠ عاماً، والذي بدأ مع أجداد ربيع سلو الذي يستلم اليوم المصلحة إلى جانب أفراد عائلته.

هذه البوظة يتم تحضيرها بخطوات بسيطة، تبدأ بتقشير الليمون البلنصي والحامض معاً بقشرهما، ومن ثم يتم عصرهما على المكنة ويصفى القشر عن العصير ويرمى جانباً. أما لتحويل هذا العصير إلى بوظة، فيتم سكبه في جرن كبير موصول بثلاجات وأساطل تبريد. وبعدها يتحوّل العصير على أطراف الجرن البارد إلى بوظة. أما عن سبب تسمية اشئش، فيذكر ربيع انه ولوضع البوظة في الأكواب، يقوم بـ"أش" البوظة عن جوانب الجرن بالمجحاف الصغير.

أما إذا لم تكن من محبي الحامض، فيمكنك تذوّق البوظة العربية بنكهاتها المختلفة. وينصح ربيع بتذوق بوظة القشطة القديمة، بالإضافة إلى نكهة اللوز والعسل. ورغم تمسك سلو بالمكونات الطبيعية، لجأ في الآونة الماضية إلى إضافة نكهة الـBubble Gum، نظراً لارتفاع الطلب عليها من قبل الأطفال، خصوصاً أن موقع المتجر تقابله مدينة ملاهي الميناء.

سافر ربيع ببوظة الليموناضة وجال بها في كل من السعودية وعمان وأميركا، إلا أنه عاد بها إلى لبنان، مشدداً على أن الروح هنا وأن كل ما يخرج من الوطن يفقد طعمه ويصبح بلا نكهة.

بوظة "هيلادو - Helado"
إذا كنت من محبي الصرعات وتعشق التجارب الجديدة، فللبوظة أيضاً عنوانها. هيلادو، الذي يقع في جونية، يوفّر في براده 32 صنفاً من البوظة الايطالية التي لا مثيل لمذاقها الطبيعي، بينها 5 أصناف يتم تبديلها على الدوام بنكهات جديدة وأحياناً غريبة.

إن لم تسمع من قبل ببوظة على حمّص، جلّاب، معمول بتمر، فليفلة حلوة، جزر وبطاطا بوريه، فإنها تقدّم لدى هيلادو كل فترة. أما إذا كنت من محبي الكحول، فليس عليك سوى التوجّه إلى هيلادو يوم الأحد، لتستمتع بطعم البوظة على ويسكي، نبيذ، Baileys وغيرها من الكحول.

إلى جانب البوظة الايطالية، يقدّم هيلادو بوظة عربية أيضاً بنكهات لا يمكن أن توجد في متاجر أخرى، كنكهة البسكوت والراحة، المغلي، والحليب على مسكة.

يشير صاحب هيلادو بيار صليبا إلى أهمية استخدام كل ما هو طازج وأصلي وعدم استبدال المكونات الأصلية بمكونات أخرى تقليد، لأن البوظة تفضح سرّها للزبون عندما تذوب في الفم. ولمواكبة كل جديد يطرأ في عالم البوظة يسافر بيار إلى ايطاليا سنوياً لتقديم الأفضل دائماً.

هذا المشروع الذي بدأه بيار منذ ١١ عاماً، بعدما شاركه سرّ البوظة Chef كان يعمل معه سابقاً، انقذ بيار من الهجرة إلى استراليا بعدما كانت فكرة واردة لديه ولدى أخيه. يعد اليوم Helado من أنجح متاجر البوظة، خصوصاً بعد تحوّله من دكان صغير، يقع في طريق فرعية صعب الوصول اليها، إلى متجر كبير يتربّع وسط جونية، ويحضّر كمية تكفي ٢٠٠٠ شخصاً خلال حركة نهاية الأسبوع فحسب.

بوظة الدّق العربية - "قصر البوظة"
أخيراً، إذا كنت تبحث عن تجربة متكاملة، فقصر البوظة الواقع في طريق الجديدة يأخذك إلى سوق الحميدية السورية بمشهد تحضيره لبوظة القشطة العربية، التي يتم دقّها أمام الزبائن، ما يخلق جوّاً جميلاً، إلى جانب الايقاع الذي يصدح من الجرن الذي يتم به دقّ البوظة.

تختلف هذه البوظة عن غيرها بأنها تأتي بنكهة القشطة فحسب، ولا يمكن تغيير مكوّناتها، بل يمكن إضافة العسل أو الفستق الحلبي والمكسرات اليها. وهي شائعة جداً عند كبار السن الذين يفضّلون تناولها. وتعد هذه البوظة من التراث الدمشقي العريق، وبهذه الطريقة وصلت إلى لبنان. إذ إن "قصر البوظة" كان في السابق فرع بوظة البكداش الدمشقية الأصلية - 1885 الوحيد في لبنان، إلا أن الشراكة قد انتهت منذ شهر، وانتقلت الادارة حالياً إلى وسيم شبارو الذي يعتبر عمله واستثماره لهذه البوظة نوعاً من المغامرة التي يريد أن يكمل بها ليرى إلى أين يمكن أن يصل بها.

ويشارك شبارو سر نجاح هذه البوظة انطلاقاً من تمسّكه بأجود نوع من القشطة وهي القشطة الطرابلسية، بالإضافة إلى السحلب الاسطنبولي وبعض المكوّنات الخاصة، والابتعاد كلياً عن استخدام الماء واستبداله بالحليب.

وإذا كان لديك مشوار في السيارة لمدة ساعة، فإن هذه البوظة ستبقى متماسكة ولن تذوب، إذ يعطيها السحلب الصلابة. أما دقّها في الجرن فيخرج منها الهواء لجعلها ليّنة ومطاطة، الأمر الذي يساهم في الحفاظ على تماسكها.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها