الإثنين 2017/07/24

آخر تحديث: 00:16 (بيروت)

البيرة اللبنانية: هل يتذوقها الأجانب؟

الإثنين 2017/07/24
البيرة اللبنانية: هل يتذوقها الأجانب؟
يستهلك اللبنانيون المقيمون في الخارج بيرة ألماسة بدافع النوستالجيا (ريشار سمور)
increase حجم الخط decrease

لسنواتٍ طويلة، استفرد مصنّع واحد للبيرة اللبنانية بالسوق المحلية. فمنذ تأسيسها في العام 1933، ولسبعة عقود تقريباً، ظلّت "ألماسة" البيرة المحلية الوحيدة. لكن أخيراً، ومنذ العام 2006 بالتحديد، بدأت أنواع أخرى من البيرة بالظهور، مقدمةً للسوق اللبناني أصنافاً ومذاقات مختلفة. لكن ما هو واقع البيرة اللبنانية في الأسواق الأجنبية؟

في الحقيقة، تمثّل الصادرات من البيرة اللبنانية نسبة لا بأس بها من مبيعات معامل البيرة. فشركة "961 Beer"، التي كانت أول من نزع لقب "المصنّع الوحيد للبيرة اللبنانية" من شركة "ألماسة"، تعتمد بشكلٍ أساسي على تصدير منتجها. فوفق مصدرٍ من داخل الشركة، يصدّر معمل "961" منتجاته إلى عدّة دول في القارّتين الأميركية والأوروبية على وجه التحديد، كما كان يصدّر إلى أستراليا في أولى سنوات تأسيس الشركة. غير أن الكميات المصدّرة ليست ثابتة ولا وتيرة التصدير. إذ يتوقّف الأمر على المواسم. فترتفع الصادرات خلال فصل الصيف، وتنخفض في الشتاء حيث تكون الأولوية لسوق النبيذ. ومن الأسواق الدائمة لبيرة "961" السويد، بالإضافة إلى هونغ كونغ.

ظهور "961" بعد عقود من هيمنة "ألماسة" وضعها أمام تحدّ كبير لفرض نفسها كمنافس للبيرة الأولى. لذلك، توجهت الشركة نحو تصدير معظم انتاجها. ويشير المصدر المذكور إلى أن "الانتاج المخصّص للتصدير هو أكبر من ذلك المعدّ للتصريف المحلّي، ذلك أن انتاجنا النوعي للبيرة يختلف عن الانتاج الكمّي لشركة ألماسة، لذلك نحن مضطرون إلى رفع سعرها (إلى 2250 ل.ل) بالمقارنة مع أنواع البيرة الأخرى كالريس (وهي تابعة لشركة ألماسة) وبيروت التي لا يتعدّى سعرها الـ1500 ل.ل.".

في المقابل، يجد المرء في الدول التي تنتشر فيها ثقافة تذوّق البيرة عشرات ومئات الأصناف من البيرة، ويتركّز اهتمام شاربيها على النوعية، بحيث يمكنهم التمييز بين المذاقات وطرق التصنيع. "لذلك، نملك في هذه الدول فرصة للمنافسة أكثر من فرصنا هنا، حيث تغيب ثقافة شرب البيرة".

من جهتها، تصدّر "Beirut Beer" التابعة لشركة "قساطلي شتورة" منتجها إلى نحو 20 دولة، من بينها الولايات المتحدة وكندا ونحو 10 دول أوروبية وبلدين أفريقيين، بالإضافة إلى الإمارات، سوريا، العراق والأردن. غير أن انتاج المعمل يظلّ معتمداً على الإستهلاك المحلّي في الدرجة الأولى، وفق الشركة.

أما "ألماسة"، فرغم تمنعها عن الادلاء بأي معلومات حول تصدير انتاجها، فهي الأكثر انتشاراً في الخارج، على ما يشهد به المغتربون اللبنانيون. ويستهلك اللبنانيون المقيمون في الخارج بيرة ألماسة بدافع النوستالجيا. فهي، في تلك البلدان، مثل الشاورما والمنقوشة. وهي تقدّم بشكلٍ خاصّ في المطاعم اللبنانية، حيث تصبح مكمّلاً للمائدة اللبنانية، أكثر من كونها الهدف الأساسي. ووفق تعبير أحد المغتربين "تعتبر البيرة اللبنانية في أوروبا جزء من التجربة اللبنانية بالنسبة إلى الأجانب".

في المقابل، تحافظ بيرة "Colonel" على ميزتها كـ"Microbrewery"، أي مصنّع صغير لنوع خاصّ من البيرة المعدّة للإستهلاك المحلّي. عليه، لا يصدّر المعمل منتجه الذي اشتهر محلياً بجودته، "ذلك أننا نعمل بمبدأ الـCraft Beer"، وفق أحد أصحاب المعمل. و"كرافت بير" هي البيرة المصنّعة بشكلٍ تقليدي وعلى مقياسٍ صغير لا تجارياً. واتخاذ أصحاب معمل "كولونيل" هذا المسار جعل تركيزهم ينصبّ على الانتاج المحلّي، لا على صعيد لبنان، بل على صعيد بلدة البترون بشكلٍ خاص. وهم بتأسيسهم مساحة (مطعم/ مقهى) في البترون يقصدها الناس لشرب البيرة، يساهمون في ارساء ثقافة البيرة وفي اجتذاب زبائنهم إلى المعمل نفسه من أجل تذوق البيرة الطازجة. ورغم بيع "كولونيل" في بعض المتاجر والمطاعم/ البارات، إلا أن وجودها يظلّ نادراً بالمقارنة مع الأصناف الأخرى.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها