أطول طريق في العالم: مشروع روسي مجنون

ماذا؟ من لندن إلى نيويورك بالسيارة؟ كيف يمكن ذلك والمحيط الأطلسي يفصلهما؟

ذلك هو المشروع "المجنون" الذي يقترحه ڤلاديمير ياكونين، رئيس مؤسسة سكك الحديد في روسيا. تنصب فكرته، التي عرضها أخيراً على أكاديمية العلوم الروسية في موسكو، على إنشاء أطول طريق بري سريع في العالم، من نحو 21 ألف كيلومتر، أي أكثر امتداداً بكثير من "الأوتوستراد رقم 1" في أستراليا، الذي يعدّ الأطول في العالم حالياً.

يبدأ الخط المقترح، الذي سمي TEPR Trans Eurasian Belt Development، من لندن إنما يتجه صوب الشرق، فيمرّ في شمال أوروبا إلى موسكو، ثم يخترق جنوب سيبيريا، في محاذاة الحدود الشمالية لكل من كازاخستان ومنغوليا والصين، ويعود فـ"يصعد" نحو أقصى طرف سيبيريا الشمالي الشرقي، ويعبر مضيق بيرنغ، ويمر في ناحية "نوم" ومدينة فيربانكس، في ِشمال غرب ألاسكا، ثم "ينزل" مخترقاً أراضي كندا، فيدخل الولايات المتحدة من غرب البحيرات الكبرى، فيصل أخيراً إلى نيويورك.

هكذا، في حال السير بمعدل سرعة 130 كيلومتراً في الساعة، سيمكن لمن يغادر لندن أن يبلغ نيويورك بتلك الطريقة خلال 7 أيام "فقط"... هذا مع السير من دون انقطاع. لكن الهدف، وفق ياكونين، هو المتعة والتوقف أثناء الرحلة للتعرف إلى بلدان وأمصار وشعوب وثقافات ومناظر وطبيعة في غاية التنوع. كما يدافع المسؤول الروسي عن فكرته بالقول إن المشروع، "سيضع روسيا في قلب العالم، ويربطها بشكل وثيق بالعالمين الأوروبي الغربي والأميركي الشمالي". كما يشدد على المردود الإقتصادي الهائل المؤمل، "لكون انجاز مشروع عملاق كهذا سيشغل مئات الشركات المقاولة من الباطن، ويضمن فرص عمل لآلاف العاملين".

فهل سيأتي يوم سيتمكن فيه حقاً أي لندني من ركوب سيارته وهو يقول ببرود لزوجته: "لا تنتظريني للعشاء يا دارلنغتي، فأنا ذاهب إلى نيويورك من طريق البر".