السبت 2017/06/24

آخر تحديث: 03:37 (بيروت)

بماذا يمتاز الشاب اللبناني عن النيويوركي؟

السبت 2017/06/24
بماذا يمتاز الشاب اللبناني عن النيويوركي؟
شباب بيروت يشبهون شباب نيويورك (جاي بيري وجورجي إسبارزا)
increase حجم الخط decrease

مازالت العلاقة بين الشرق والغرب تشوبها أفكار نمطيّة وأحكام مسبقة من الطرفين. لكن، الفرنسي جاي بيري والأميركي جورجي إسبارزا قررا الخروج عن النمط السائد في التعبير عن علاقة الشرق، وتحديداً العرب، بالغرب. وهما اختارا فن التصوير أداةً لرسالتهما التي جاءت في خدمة مجتمعاتهما كغاية أولى، ومن أجل تغيير الأفكار السائدة عن الشباب واليافعين في المدن العربية وتسليط الضوء على الشبه بينهم وبين الشباب في أوروبا وأميركا. فأطلق الشريكان مشروعهما الفوتوغرافي "شباب بيروت" لتصوير الشباب واليافعين من مدينة بيروت، لأنها "معقّدة التركيب والمكونات ولاختلافها الكبير عن الفكرة السائدة عنها في الغرب"، على يقول بيري في حديث إلى "المدن".


شباب بيروت يشبهون شباب نيويورك. فالشباب هنا وهناك يحبون أحذية السنيكرز ويشجعون فرقاً عالمية في كرة القدم ويريدون الوقوع في الحب وأن يظهروا أمام أصدقائهم مميزين ومتألقين. ويشارك شباب بيروت الهواجس الطبقية لشباب نيويورك، التي تتحكم في تلبية حاجاتهم. "بيد أن المسافة الفاصلة بين الشباب البيروتيين، الذين يعيشون في ظروف إقتصادية واجتماعية مختلفة، قصيرة جداً بالمقارنة مع نيويورك. فالفارق الزمني بين الحمرا والروشة والضاحية قليل جداً"، يقول بيري. وقد اختار بيري وإسبارزا فئة الشباب واليافعين لأنها "تعبر عن الوجه البريء الذي يعكس التباين والاختلاف بين أبناء المدينة الواحدة، ولأنهم أكثر إيجابية وأملاً من الفئات الأخرى. فهم لم يواجهوا قسوة الحياة بعد. وهذا مشابه لأطفال الولايات المتحدة".


أدهش بيري وإسبارزا أن يجدا أحذية سنيكرز في مخيم صبرا. فهذا المخيم الذي لا يبدو أن أهله على أي تواصل مباشر مع الولايات المتحدة الأميركية قد تأثر بثقافة "البوب" الأميركية، التي اخترقت كل بلدان العالم ومجتمعاتها الصغرى بمنتجاتها الاستهلاكية. أطفال صبرا مثلاً لا يتكلمون الإنكليزية. لكن، بيري وإسبارزا تمكنا من بناء علاقة جميلة معهم من خلال لعبة فوتبول. وتعرف الشابان إلى شرطي سير بيروتي مهووس برقص الـ"هيب هوب"، فزاراه في الإستديو الخاص به، حيث يدرب تلامذته وأمضيا نهاراً كاملاً معه. عززت هذه المشاهدات والتجارب فكرة بيري وإسبارزا عن وجود أوجه شبه بين كل شعوب العالم، رغم اختلاف الثقافة المحلية لكل مجتمع. من أجل ذلك، لم يحتج الشريكان إلى تعلم اللغة العربية للتواصل مع السكان المحليين.


يختلف الشباب في لبنان، وفق تجربة بيري وإسبارزا، عن الشباب الأوروبيين وتحديداً الفرنسيين في "حجم حبهم وطنهم وحجم أملهم بمستقبل أفضل رغم التهديدات الأمنية"، يقول بيري. رغم ذلك، لم يغفل بيري وإسبارازا الاختلافات بين الشباب اللبنانيين أنفسهم. لذلك، حرصا على زيارة مناطق لبنانية عديدة، بالإضافة إلى بيروت. ونفذا مشروعهما في مناطق متنوعة من مدينة بيروت مثل شاتيلا والحمرا والضاحية، "وحاولنا فهم البيئة اللبنانية جميعها".


التقط بيري وإسبارزا صور هذا المشروع خلال شهر آب 2016، وأقاما معرضاً لصورهما منذ أسبوعين في مدينة نيويورك بالتعاون مع شركة "أديداس". وفي شهر أيلول المقبل سيقيمان معرضاً في دبي بالتعاون مع الشركة نفسها. ثم في مدينة طوكيو خلال شهر تشرين الثاني. ويتمنى بيري وإسبارزا أن يتحقق أملهما في إقامة هذا المعرض في بيروت مع نهاية العام 2017، في شهر كانون الأول. وهما سيضيفان إليه، إذا نفّذ، صوراً لشباب نيويورك كي يتعرف شباب بيروت إليهم أيضاً.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها