الخميس 2017/06/22

آخر تحديث: 10:44 (بيروت)

قريباً: أول دويلة في الفضاء

الخميس 2017/06/22
قريباً: أول دويلة في الفضاء
أسغارديا هي أمة فضائية عابرة للإثنيات والجنسيات والأديان (ناسا)
increase حجم الخط decrease

هل سئمت من كوكب الأرض؟ يمكنك اليوم تقديم طلب للهجرة إلى الفضاء.

في العام 2016، أعلن العالم الروسي إيغور أشوربيلي خطّته لتأسيس أول دولة/ أمة مستقلة خارج حدود كوكب الأرض تحت إسم Asgardia. ومنذ تلك اللحظة، تهافتت مئات الآلاف من طلبات "التوطين" في الفضاء. وهذا المشروع الهادف إلى إنشاء "مجتمع مسالم"، وفق أشوربيلي، سيتيح للناس العاديين الوصول إلى تكنولوجيا الفضاء، ويسعى إلى حماية الأرض من المخاطر الخارجية، كالكويكبيات والأجسام الفضائية التي يصنعها الإنسان.

ستمهد أسغارديا لوجودها في الفضاء عبر سلسلة من الأقمار الصناعية التي سيتمّ نقلها إلى "محطة الفضاء الدولية" على متن مركبة تابعة لشركة Orbotal ATK الأميركية. هذه الأقمار الصناعية النانوميترية صغيرة جداً (بحجم رغيف من الخبز)، وتزن نحو ثلاثة كيلوغرامات. لكنها قادرة على تخزين قدر لا بأس به من الداتا يعادل 300 كيلوبايت للشخص الواحد، وذلك لأوّل 100 ألف مواطن مسجّل. ستشمل هذه البيانات المخزنة مسائل مثل الصور العائلية، وفق أشوربيلي. ومن المقرّر أن ينطلق أوّل قمر صناعي إلى الفضاء في أيلول 2017.

هكذا، يطمح فريق أسغارديا إلى خلق منصات قابلة للسكن في المدارات الأرضية المنخفضة (أي على بعد 100 و200 ميل عن الأرض). أمّا الرحلة البشرية الأولى إلى هذه الدويلة، فمن المفترض أن تتمّ بعد 8 سنوات. وأشار أشوربيلي في حديثٍ إلى CNN إلى أن الهدف من هذا المشروع هو "منح فرص متساوية لكلّ من يملك العزيمة أو القدرة للعمل على تأمين الحماية لكوكب الأرض"، مؤكداً أن هذا المشروع ليس ضرباً من الخيال كالرحلات إلى كوكب المريخ. فـ"أنا أنوي تأسيس شيء حقيقي".

منذ الإعلان عن المشروع، بدا واضحاً اهتمام الناس، من حول العالم، بالهجرة إلى الفضاء. ففي غضون 40 ساعة، تلقى موقع أسغارديا ما يفوق عن 100 ألف طلب للحصول على جنسية في هذه الدويلة الفضائية. وبعد ثلاثة أسابيع، وصل العدد إلى 500 ألف طلب. ويتيح المشروع لأي شخص التسجيل للمواطنة، شرط أن يفوق عمره 18 وأن يكون سجلّه نظيفاً (وإن كان مداناً في السابق).

بعد طلب معلومات إضافية من مقدّمي الطلبات للتأكّد من هوياتهم، استقر عدد المواطنين المفترضين على 211000 عضو من 217 دولة مختلفة، مع غلبة للصينيين الذين يبلغ عددهم 28 ألف "أسغاردي". وتراوح أعمار معظمهم بين 18 و35 عاماً. كما يبلغ عدد الأسغارديين الناطقين باللغة الإنكليزية 130 ألف شخص. ويلاحظ إختلال التوازن الجندري، إذ تبلغ نسبة الذكور المسجلين كأسغارديين 83% في مقابل 16% للإناث. في المحصّلة، "أسغارديا هي أمة فضائية عابرة للإثنيات والجنسيات والأديان. هي وحدة أخلاقية ومسالمة تهدف إلى إقامة البشر في الفضاء"، على ما يصفها مستشارها القانوني.

أما الأسباب التي تدفع هؤلاء إلى الهجرة إلى الفضاء، فهي خيبة الأمل التي سبّبها لهم المجتمع البشري على كوكب الأرض من جهة، والرغبة في إستكشاف طرق أخرى للعيش من جهةٍ أخرى. وهذا ما عبرت عنه إحدى الأسغارديات، وهي فنانة مقيمة في الصين، إذ قالت إنها قدّمت طلب مواطنة في أسغارديا لأن "كوكب الأرض تعمّه النزاعات. وأنا أتمنى أن نجد، ككائنات بشرية، طرقاً وخيارات أخرى لعيشٍ أفضل".

يبقى السؤال الأهم: هل سيتمّ الاعتراف بالشرعية القانونية لهذه الدويلة؟

يشير أشوربيلي إلى أن أسغارديا ستتقدّم بطلب للحصول على اعتراف الأمم المتحدة في العام 2018. لكن هذا الاعتراف ليس مضموناً، ذلك أن الدولة الشرعية ينبغي أن تتمتّع بعدد من الخصائص. منها: سكان دائمون، أرض ذات حدود واضحة، حكومة، وعلاقات ديبلوماسية مع دول أخرى. لذا، يبدو واضحاً أن الدولة ستواجه عدداً لا بأس به من الإشكاليات. لكن أشوربيلي ينوي تأسيس حكومة ديمقراطية في الأشهر الستة المقبلة، وسيكون مقرّها الرئيسي في فيينا. أما مؤسساتها فستنتشر في كلّ الدول التي تضم أسغارديين. وسيكون لها سفارات في كوكب الأرض.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها