السبت 2017/06/17

آخر تحديث: 02:25 (بيروت)

سفينة نوح في المدينة المنوّرة؟

السبت 2017/06/17
سفينة نوح في المدينة المنوّرة؟
تقول دراسات سابقة إن بقايا سفينة نوح موجودة في جبل آرارات (Getty)
increase حجم الخط decrease

تحديد موقع سفينة نوح، سؤالٌ حاول علماء ورحّالة من أستراليا، أميركا، إنكلترا، تركيا وغيرها من البلدان الإجابة عنه منذ العصور الوسطى حتى اليوم. تُرجّح معظم البحوث أن سفينة نوح رست على جبل آرارات في الأراضي التركية. ويعتبر بعض العلماء في بحوثهم أن السفينة مصنوعة من خشب، بعدما عثروا على ما اعتبروه بقايا السفينة، فيما أكدّ علماء جيولوجيا آخرون أن السفينة عبارة عن تكوين طبيعي من الصخور.

في العام 2010، نشر موقع "National Geographic" خبراً عن عثور مجموعة دينية على باقيا سفينة نوح في جبل آرارات. ما أكد الادعاءات السابقة. لكن يبدو أن للبنانيين سليمان بحلق وإبن أخيه محمد بحلق رأياً آخر. إذ تقع السفينة، وفقهما، في المدينة المنورة في السعودية، وفق الدراسة التي سجلاها في مصلحة حماية الملكية الفكرية في وزارة الأقتصاد تحت الرقم 6199.

بحلق، في نقضهما كل الدراسات والإدعاءات السابقة، ارتكزا في دراستهما التي استغرقت 5 سنوات على القرآن وأدلة جغرافية وجيولوجية ومنطقية.

إنطلق البحث من سورة المؤمنون، الآية الرقم 29، التي أكّدت أن مكان رسو السفينة هو مكان مقدس. ورغم تعدد الأماكن المقدسة في الإسلام، إلاّ أن إسم السفينة في التوراة "طيبة"، وهو واحد من أسماء المدينة المنوّرة. بالتالي، ليس من الصدفة، وفق بحلق، أن "يرتبط إسم السفينة لغوياً بالمدينة المنوّرة".

وفق سورة القمر، الآية 13، ورد أن السفينة مصنوعة من "آلواحٍ ودُسر"، إلا أن أحد التفسيرات للألواح يعني حجر البرد. ووفق دراسة عن الأحجار قام بها بحلق، تبيّن أن البرد هو نتيجة ثوران بركاني يطفو على سطح الماء. وفي حال صحّت فرضية أن السفينة لاتزال موجودة وراسية في المدينة المنوّرة، فلا بدّ لها أن تظهر على موقع Google Earth. وبعد تفحص المدينة المنوّرة على الموقع تظهر، وفق بحلق، السفينة وهي عبارة عن 4 فوهات بركانية صغيرة الحجم. ما يشير إلى أن "السفينة مصنوعة من حمم بركانية تمكنّها من الطفو على سطح الماء، كون الحجر البركاني هو الحجر الوحيد الذّي يطفو على سطح الماء. أمّا الدسر فهو الأحجار التي لفظها البركان من باطن الأرض".

إذاً، وفق بحلق، شكل السفينة هرمي وهيكلها حجري. ولاحظ إنه عند رسم خط وهمي من موقع السفينة في اتجاه موقع القبلة الأولى للمسلمين في المسجد الأقصى، يتبين أنه يمكن رسم خط مستقيم. ما يشير إلى أن السفينة كانت متوجهة إلى الأقصى مباشرةً.

آيات قرآنية وتفاصيل علمية عدّة ارتكّز عليها سليمان ومحمد بحلق، لتبيان موقع السفينة، وما أبرزناه جزءٌ منها. لكن إلى أي حدّ يمكن اعتبار أن ادعاءاتهما تتوافق مع الإسلام والعلم؟

يؤكد عميد كلية الدراسات الإسلامية في جامعة المقاصد د. محمد أمين فرشوخ، الذّي إطلع على الدراسة، لـ"المدن"، أنّ النص فيه محاولة لشرح الآيات بتفسير مقبول، لكن تثبيت صوابية الدراسة لا يتمّ إلا بعد التفتيش في الموقع المقترح والآثار المتروكة فيه. فإذا وجدت فيه آثار تعود إلى آلاف السنين، آثار من غير طبيعة الأرض الموجودة، يكون عندها هذا التفسير أفضل من تفسيرات سبقته وحددت موقع السفينة في آرارات أو إيران أو السعودية أو شمال إفريقيا أو جنوب روسيا. ويمكن لهيئة السياحة والآثار في السعودية أن تدرس الموقع المقترح، ويعود لها أن ترفض ادعاءات الدراسة أو تقبلها. ويؤكد فرشوخ أنه "وفق الكتب السماوية، السفينة كانت موجودة وهذا ثابت. أمّا اليوم فمن غير الثابت وجودها، لكن من المحتمل إيجاد بقايا للسفينة. وهناك تفسيرات عدة".

فهل يُسقط اللبناييان دراسات القرنين السابقين ليتبين أن نوح رسا بسفينته في المدينة المنوّرة لا في أرارات؟

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها