الأربعاء 2017/06/14

آخر تحديث: 07:59 (بيروت)

ميلو يربّي 90 كلباً: لا ينسى مشاهدها العاطفية

الأربعاء 2017/06/14
ميلو يربّي 90 كلباً: لا ينسى مشاهدها العاطفية
يسعى لإنشاء جمعية والبدء بالتوعية (لوسي بارسخيان)
increase حجم الخط decrease

عندما عثر ميلاد بورجيلي، المعروف بـ"ميلو"، أمام حديقته المخصصة لتربية الكلاب وايوائها في زحلة، على Cookie Bell مع حبل السرة الذي يربطها بوالدتها، ظن أن الاحتفاظ بها سيكون عبئاً كبيراً. إذ إن الكلبة لاتزال رضيعة، وستحتاج إلى عناية وتغذية خاصتين، وقد لا تعيش طويلاً. إلا أن المفاجأة كانت عندما تقدمت منها الكلبة Funny، المقيمة في ملجأ ميلو منذ سنوات، وراحت بعطف تنظفها، وامتلأ صدرها بالحليب الذي أرضعت منه Cookie Bell طيلة فترة نموها، حتى أصبح حجمها أكبر من والدتها.

العائلة السعيدة
لم تكن هذه المرة الوحيدة التي يشعر فيها ميلو بالعاطفة الموجودة لدى الحيوانات. فبعد 8 سنوات من استحداثه الملجأ في مقر عمله، صادف حالات كثيرة، جعلته شبه متيقن أن معظم من يقتنون الكلاب، لا يعتبرونها "روحاً" تحمل مشاعر وانفعالات، بل يسهل عليهم رميها على الطرق "بطرق غير أخلاقية". ما يعرضها للضرب والتسمم والحوادث.. وحتى الصدمات النفسية.

Miracle هو الإسم الذي أطلقه ميلو على كلبة وجدها شبه ميتة، إلى درجة أن ميزان الحرارة عجز عن قياس حرارة جسمها المتدنية. لكن كلب Pit Bull أخذ على عاتقه رفع حرارتها بحرارة جسده، باعثاً الحياة فيها مجدداً.

اليوم، لا يمكن لميلو أن يتخلى عن أي من هذه الكلاب الأربعة. فـCookie Bell "رضعت من كلبتي التي اعتبرتها ابنتها، ولا يمكن أن أحرمها من الأمومة التي شعرت بها". في المقابل، "لا يوجد عاقل يمكنه أن يتخلى عن ميراكل لشدة ذكائها وهضامتها وثقتها بنفسها، إلى درجة اعتبارها الكلب الـPit Bull والدها".


في أحد الأيام، أبلغه أحدهم عن كلب على بولفار مدينة زحلة يتعرض للضرب من قبل أطفال. توجه إلى المكان، فوجد كلباً هزيلاً مع حالة صحية خاصة، إذ كان يعاني من التواء في أطرافه، بالإضافة إلى تشوه في عنقه. حمله، وحاول معالجته معتقداً أنه يعاني من نقص في أنواع الفيتامينات، إلا أنه من خلال بحثه، اكتشف أن تشوه الكلب نادر جداً. وهو ينتمي إلى نوع يعرف بـHunchback Dog، ويوجد منه 15 حالة موثقة عالمياً. وهذا الكلب ربما يكون الحالة 16.

ومثل هذه الحالات، حالات أخرى تعيش مع بعضها كعائلة، يسعى ميلو إلى نشر قصصها على صفحة خاصة بجمعية لحماية الحيوانات، تقدم بإذن ترخيصها منذ أكثر من سبعة أشهر، ولاتزال تنتظر توقيع وزير الداخلية، علماً أن ميلو يعتبر نفسه الأحق بمثل هذه الرخصة، قياساً للخدمة الكاملة التي يقدمها إلى الحيوانات التي يأويها، قبل عرضها للتبني من دون أي مقابل.

الكلاب الشاردة
لاحظ ميلو منذ نحو 8 سنوات، ظاهرة لافتة في بعض المناطق، منها زحلة، وهي زيادة عدد الكلاب الشاردة على الطرق. حينها، قرر أن تكون مساعدته لها عملاً منظماً. فبالنسبة إليه "تناول اللحوم جريمة تماماً مثل رمي كلب أو هرة والاعتداء عليهما".

ويفسر ميلو ازدياد عدد الكلاب الشاردة بالميول التجارية لدى بعض مقتني الكلاب عبر تزويجها وبيع أولادها بطريقة "غير شرعية". "إذ إننا بتنا نستطيع أن نشتري الكلب من باحة منزل أو مستودع محل وحتى حديقة دير أحياناً". لكن، خلافاً للمتاجرة غير الشرعية بالكلاب، يعمل ميلو على خصي كل الكلاب التي يأويها كي لا تتكاثر، ويتحول أولادها إلى مشاريع مشردين مجدداً.


90 كلباً
تبقى مشكلة ميلو في أن أعداد الكلاب التي تحتاج إلى انقاذ أكثر بكثير ممن يتقدمون لتبنيها. فالكلب الـMix ليس مرغوباً، وأحياناً كثيرة يبحث المتبني عن شكل الكلب وانتصاب أذنيه وشعره القصير. وهذا النوع من المتقدمين لا يثق بهم ميلو، الذي يحرص على ملاءمة مكان سكن المتبني لطبيعة الكلب الذي اختاره.

ولأن عملية التبني صعبة جداً، يعتني ميلو حالياً بنحو 90 كلباً. وهو يحاول ألا يرفع عددها، حتى لو كانت مساحة المكان تسمح بذلك، لأن العناية بهذه الكلاب عملية مكلفة، يمولها من مداخيل مركز الخدمات التي يقدمها للكلاب الأخرى. لذا، يسعى إلى انشاء الجمعية التي سيسميها Animal Aid Organization، ليحق له طلب المساعدة، والبدء بالتوعية بشأن تربية الكلاب وإشراك البلدية في مسؤوليتها في قمع المتاجرة غير الشرعية بالكلاب، وايجاد آلية لإنقاذ بعض الحيوانات التي يصادفها معظمنا معرضة للحوادث، لكنها تهمل غالباً حتى تموت في مكانها.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها