السبت 2017/05/20

آخر تحديث: 00:57 (بيروت)

أسبوع التصميم يبحث عن سبب وجوده

السبت 2017/05/20
أسبوع التصميم يبحث عن سبب وجوده
هل التصميم حاجة؟
increase حجم الخط decrease
يحاول أسبوع التصميم في بيروت BDW 2017 هذا العام، الذي اتخذ من مفهوم التصميم النقدي Critical Design ثيمةً رئيسية له، الإجابة عن السؤال التالي: هل التصميم حاجة؟

للوهلة الأولى، يبدو السؤال مستغرباً، فالتصميم جاء تلبيةً لحاجات الإنسان اليومية، كتناول الطعام، المسكن، الملبس، الجلوس، النوم... وحاجات أخرى لا يمكن تجاهلها. وقد تغيرت أساليبه عبر القرون، ليلائم تطور الحضارة الإنسانية. ما يضع "تصميم الضرورة" هذا، في مكان مختلف عن أنماط فنية أخرى، لا يمكن إنكار شرعية التساؤل عن حاجتنا إليها في حياتنا اليومية.  

هكذا، لاعطاء سؤال "هل التصميم حاجة؟" شرعية ما، يبدو ضرورياً الفصل بين "التصميم" الذي يقصده أسبوع التصميم البيروتي، وتصميم الضرورة الذي تحدثنا عنه. فـ"تصميم" أسبوع التصميم، يعتبر عملاً فنياً، غالباً ما تكون الغاية منه، عرضه في المعارض والمساحات الفنية، ويجسد مفاهيم ونظريات وأفكاراً، لا يُفهم سوى في سياقاته النظرية والفنية. فوظيفة التصميم انحسرت في خلق أدوات، تكمن قيمتها في رأس المال الرمزي الذي تحمله، مثلها مثل اللوحات الفنية والمنحوتات وغيرها، التي يتم عرضها في المتاحف أو زوايا البيوت، بدون لمسها. حتى أصبح التصميم مهدداً بفقدان وظيفته الأساسية، أي كضرورة لا يمكن التخلي عنها. ما جعل السؤال- الثيمة الذي وضعه الأسبوع البيروتي، ضرورياً اليوم، أكثر من أي وقت مضى.

يقدم الأسبوع الذي ينظمه مركز مينا للبحوث التصميمية، أكثر من 150 معرضاً، ابتداءً من الجمعة 19 أيار حتى الجمعة 26 أيار، ويستقبل مئات المصممين، وعشرات المؤسسات التجارية والفنية، المتخصصة في مجالات العمارة، الأزياء، الأدوات المنزلية، الأعمال الحرفية، الأثاث، الطعام، وسيحاول بعضها الإجابة عن السؤال- الثيمة، كل بطريقته.

في المعرض المركزي، (ينظم في مركز KED– كرنتينا على مدى أيام الأسبوع)، الإجابة عن السؤال تأتي على شكل خلق حاجة للتصميم. فعلى سبيل المثال، يقدم عرض Speculative Needs، تصميمات تلبي حاجات متخيلة ومستقبلية عند الإنسان، كالحاجة إلى موسيقى تكنو روحية، أو مزارات مخصصة لدفن الأدوات التكنولوجية. أما عرض The Need to Mourn، فيضم مجموعة من الأدوات التي تلبي "الحاجة إلى الحزن" وتعيد خلق أشخاص متوفين في الحياة اليومية من طريق أدوات أو أشياء تذكر بهم. أما العروض الأخرى فأغلبها يرتكز على ثيمة إدخال التكنولوجيا الحديثة أو المتخيلة، في التصميمات وفي الثياب، واللعب على وظيفتها الحياتية والاجتماعية.

ويقدم متحف سرسق ضمن أسبوع التصميم، "ندوة عن التصميم النقدي"، تبحث في النظريات وتناقش علاقة "الأساس الصناعي للتصميم"، مع حياتنا العصرية والمتغيرة، وتعرض الندوة نظريات فنية واجتماعية، ناقشت التصميم النقدي والتحديات التي تواجهه. 

في مركز Foch Square (وسط بيروت) تعرض استديوهات عدة للتصميم مجموعاتها لهذا العام، ومنها: استديو عمر صفا، باولا صقر، Saccak Design House، رشا ضاهر، فارس هبر، Aleph Studio. وفي المكان نفسه يناقش برنامج PSD نتائج دراسة عن سوق الأثاث المنزلي في لبنان، وتطور الطلب على الأثاث خلال السنوات الماضية. ويعرض البرنامج آراء مصممين ومعماريين لبنانيين في تصاميم الأثاث اللبناني التقليدي، بما يهدف إلى إعادة وصل هؤلاء المصممين مع هذه التقاليد اللبنانية.

ومن المعارض المتخصصة بالأزياء، يقدم استديو كريم ونادر مع ميرا حايك، عرضاً تحت عنوان الأزياء تلتقي مع العمارة، ويقدم The Little Black Sofa، عرضاً لتصميمات ثياب، تعيد إنتاج تصميم جاكيت Lagerfeld، وتعرض ندى زينيه في اليوم، نفسه مجموعاتها الخاصة لهذا العام. 

ويناقش Annabel Karim Kassar & Associes، ضرورة التفكير في تاريخ التصميم في لبنان، قبل العمل على استعادة العمارة القديمة. وفي L’Artisan du Liban، سيتم عرض أعمال لإستديو سيلين الحاج والمصمم غسان سلامة، بالتعاون مع حرفيين لبنانيين، تتمحور حول تطبيق تقنيات العمل الحرفي في لبنان على مواد مختلفة. وفي الوقت نفسه يقدم ADL معرضاً من تنسيق أدهم سليم.

المهم في أسبوع التصميم البيروتي، أنه يحاول منذ بدايته توسيع نطاق وجوده في أكبر عدد من الأحياء في بيروت. فالإثنين مخصص لوسط بيروت، الثلاثاء للجميزة، الأربعاء للأشرفية، الخميس للحمرا وسن الفيل، والجمعة مارمخايل والكرنتينا. وينظم خلال الأسبوع عدداً من المحاضرات وورش العمل، واللقاءات التي تسهم في تعريف المصممين والفنانين إلى بعضهم. ويتعاون أسبوع التصميم البيروتي، مع أسابيع التصميم في كل من الأردن، مصر والمغرب (بدأ هذا العام).

 

للاطلاع على البرنامج

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها