الخميس 2017/05/18

آخر تحديث: 10:33 (بيروت)

الشاب ستيفانو فلّاحة: مبدع في الذكاء الاصطناعي

الخميس 2017/05/18
الشاب ستيفانو فلّاحة: مبدع في الذكاء الاصطناعي
أكثر من 55 ألف مستخدم يستعملون النسخة التجريبيّة من تطبيق "فالوند"
increase حجم الخط decrease

ستيفانو فلّاحة طالب لم ينه بعد سنته الأولى في هندسة الكومبيوتر في الجامعة الأميركيّة في بيروت، لكنّ رصيده يحفل لغاية اليوم بثماني جوائز عالميّة في مجال الإبتكار وريادة الأعمال. فصاحب فكرة تطبيق فالوند Fallound ومُطلقها اعتمد على إمكاناته الشخصيّة وحماسته لتحمله فكرته المبدعة سريعاً إلى صدارة المناسبات الدوليّة المهتمّة بالأفكار الناشئة والناجحة.

شغف ستيفانو بالبرمجة والتكنولوجيا قاده منذ صغره، وقبل أن يتجاوز عمره الـ15 عاماً، إلى تعلّم تقنيّاتها المختلفة معتمداً على نفسه وعلى المصادر الموجودة على الإنترنت من إرشادات وفيديوهات تعليميّة. ومنذ العام 2015، وبينما لم يتجاوز 17 عاماً، باشر عمله على تطبيقه فالوند، إلى أن أطلق النسخة التجريبيّة الأولى من التطبيق منذ 8 أشهر.

يشرح ستيفانو لـ"المدن" فكرة تطبيقه، التي "تقوم على جمع المقاطع الصوتيّة المختلفة من الإنترنت، واستعمال الذكاء الاصطناعي لتصنيفها وترتيبها وفق أولويّات المستمع والمواضيع التي يفضّلها. فعلى سبيل المثال، إذا كان المستخدم يتّجه عادةً إلى سماع أخبار الإقتصاد أو الفن، فالتطبيق سيتعلّم تلقائيّاً أنّ هذا النوع من المواضيع هو الذي يفضّله المستمع، وسيقوم لاحقاً بعرض نسبة أكبر من هذا النوع من الأخبار له".

ويشرح ستيفانو أن التحكّم بتطبيقه سيتم من خلال توجيهات صوتيّة فحسب. ما سيمنح سائقي السيّارات القدرة على التحكّم به وسماع المواضيع التي يحبّونها من دون الإضطرار إلى الكتابة أو القراءة أو حتّى النظر إلى الهاتف. بالتالي، سيسهم تطبيق فالوند في الحد من الحوادث المروريّة "عبر تقليص عدد الحوادث الناجمة عن محاولة متابعة وسائل التواصل الاجتماعي خلال القيادة".

أخيراً تصدّرت فكرة ستفانو مسابقة Top Global Student Entrepreneurs Award في المرحلة الأولى في البحرين، ولاحقاً بعد التأهّل في فرانكفورت، حيث مثّلت فكرته لبنان في المسابقة التي تجمع الطلّاب الذين يقومون بإطلاق الأفكار الناشئة والمبتكرة وإدارتها.

وهذه المسابقة لم تكن الأولى التي يتصدّرها ستيفانو بفكرته، إذ وصلت فكرته إلى لائحة أفضل 70 متسابقاً من أصل 16 ألف مشارك في مسابقة MIT للشركات الناشئة. ووصلت إلى لائحة أفضل 3 أفكار على صعيد العالم في المسابقة التي تنظّمها إنفينيتي موتورز للشركات الناشئة في دبي وهونغ كونغ. وفي مسابقة شركة إنتل لهذا النوع من الشركات، وصل التطبيق إلى لائحة أفضل 10 أفكار، بينما وصل إلى لائحة أفضل 15 فكرة في مسابقة شركة أوبر.

وإذا كان ستيفانو قد تمكّن من إطلاق فكرته بجهوده الخاصّة، فهو يأسف لعدم وجود الدعم لعدد كبير من الأفكار الأخرى المبدعة الموجودة في لبنان. ويلفت النظر إلى أنّ الأفكار الخلّاقة في دول أخرى تحظى بكل الدعم الرسمي الممكن، ومن هذه الأفكار تخرج الشركات الكبرى، بينما نملك في المنطقة أفكاراً كثيرة لا تحظى بأي مساعدة.

وعن مستقبل فكرته، يؤكّد أنّه مستمر في مشروعه حتّى النهاية. فهناك فريق متكامل حاليّاً يعمل معه على الفكرة ونسختها التجريبيّة المطروحة، وسيتابعون العمل "حتّى تحظى الفكرة بالنجاح الذي تستحقّه في السوق". فـ"الأهم عدم الإستسلام، هناك دائماً طريق للنجاح".

اليوم، هناك أكثر من 55 ألف مستخدم يستعملون النسخة التجريبيّة من تطبيق فالوند، بينما تمكّن صاحب الفكرة من جذب اهتمام المتابعين لسوق الشركات الناشئة والأفكار المبدعة. ويبدو أنّ لهذا الشاب فرصاً كبيرة لتحقيق نجاحات أكبر. فهل سيتوفّر الدعم الرسمي اللازم لهذا النوع من الأفكار؟ وكم فكرة لم يتمكّن أصحابها من إطلاقها لعدم امتلاكهم الامكانات الفرديّة التي قدّمها ستيفانو لمشروعه؟

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها