الأربعاء 2017/05/10

آخر تحديث: 08:51 (بيروت)

هبل كارا ديليفين عادي

الأربعاء 2017/05/10
هبل كارا ديليفين عادي
ظهرت مرة منتشيةً بفعل المخدرات في برنامج تلفزيوني (Getty)
increase حجم الخط decrease
يبدو القرن العشرين بعيداً جداً من عالمنا اليوم. ويمكننا القول إنه انتهى، منذ اللحظة التي أصبحت نجمات تلفزيون الواقع وعارضات الأزياء، مثل الأختين جينير وحديد والأخوات كرداشيان، رموزاً ثقافية. فالحديث عن مفاهيم الموهبة والإلهام الفني تضاءل. ولم نسمع من يقول إن جيجي حديد موهوبة في عرض الأزياء، أو أن كيلي جينير قد نزل عليها الإلهام ليعلّمها كيفية التقاط صورة سيلفي مثالية. فهذا العالم يظهر تدريجاً وجهه الحقيقي، متخلياً عن التبريرات التي كانت تضفي شرعيةً على نفوذ النجمات السابق، وعلى متابعة الإعلام لأصغر تفاصيلهن.

 


ظهرت كارا ديليفين في مجلة فوغ، التي يعمل في إدارتها أحد أقربائها، في عمر عشر سنوات، وعرف الناس بسرعة أنها ستصبح "شيئاً مهماً" عندما تكبر. السبب، هو إضافةً إلى شخصيتها المميزة وجاذبيتها وجمال وجهها، النفوذ والعلاقات التي تملكها عائلتها الأرستقراطية، والخبرات التي تملكها في عوالم الأضواء والحفلات الباذخة وحياة الأمراء. فجدتها من ناحية والدتها، كانت مسؤولة عن تنظيم الحياة الاجتماعية للأميرة الإنكليزية مارغريت روز. وعائلتها عرفت بإيجادتها تنظيم الحفلات والمناسبات الاجتماعية. كما أن حي بلغرافيا اللندني، الذي ولدت فيه، عرف منذ عقود طويلة كأحد أكثر أحياء العاصمة البريطانية "موافقةً للموضة".


خطت كارا أول خطواتها على المنصة مع شركة بلوبيري في العام 2011، خلال أسبوع لندن للموضة. ثم ظهرت في العام 2012 خلال أسبوع نيويورك للموضة، الذي يعتبر، كما أسبوع لندن، أحد الأسابيع الأربعة الكبيرة (مع ميلان وباريس). وفي فترة قصيرة عرضت لدولشي آند غابانا، جاسن يو، وفازت في العام التالي بجائزة أفضل عارضة أزياء في بريطانيا.


كتب كثيرون عن وجهها الذي رآه البعض كثيراً على عالم الموضة. وهي بدورها قالت إن الأزياء لا معنى لها، وأنها ستتفرغ للتمثيل في السينما والتلفزيون، الذي يبدو أنه كسبها أخيراً، ليس بسبب موهبتها الفريدة في التمثيل، بل بسبب الرقم الذي يزين أعلى صفحتها الشخصية في إنستاغرام، الذي أصبح مؤشراً لا يخطئ (تجارياً)، بشأن سعر كل فنان في المجال الذي يريد العمل فيه. وقد شاركت في عدد من الأعمال السينمائية من بينها Suicide Squade وPaper Towns.


من العوامل التي أدت إلى زيادة شهرة كارا، الشخصية الساخرة والحمقاء أحياناً، التي تتمتع بها. فقد أطلق عليها لقب "شارلي شابلن عالم الأزياء"، لأنها تظهر في الصور وهي تقوم بحركات مضحكة، ودائماً ما تطلق النكات خلال المقابلات. إلا أن ذلك لم يؤثر على صورتها، طالما أن السحر الذي تتمتع به، ليس من ذلك النوع الغامض أو "الملائكي" الذي يظهر النجوم كأنهم جاءوا من عالم مختلف عن العالم الدنيوي الذي نعيش فيه. حتى أنها ظهرت مرة منتشيةً بفعل المخدرات في برنامج تلفزيوني، وقالت أشياء غريبة وغير مفهومة، إلى درجة أن مقدمي البرنامج كانوا على وشك شتمها.


فكما قيل إن أحد أسباب شعبية الرئيس الأميركي دونالد ترامب شخصيته التي تشبه شخصية أشخاص نتعرف إليهم في حياتنا اليومية، قيل الكلام نفسه عن أسباب شهرة كارا ديليفين، التي تشبه "الإنسان العصري". فهي تعاني من الإكتئاب الذي يعتبر اليوم مرض العصر. وتقول إنها تؤمن باللزوجة الجندرية Gender Liquidity، وإنها منفتحة على الجنسين، رغم أنها لم تصاحب سوى فتيات في السنوات الخمس الماضية. ويُرى تعبير اللزوجة الجندرية من التعابير الرائجة بين الفئات الشبابية (القريبة من نمط الحياة الغربي)، التي تعتبر منفتحة أكثر من أي جيل سابق، على العلاقات المثلية.  

لكن في كل الأحوال، يبقى شكل كارا الخارجي، الشرط الأول لنجوميتها. وقد اختيرت في العام 2016 خلال تصويت شارك فيه ألف شخص "متخصص في الجمال"، أجمل امرأة في المئة عام الماضية، متفوقةً على مارلين مونرو وكيم كرداشيان. والمثير أن العنصر الأجمل في شكلها، وفق الجمهور، هو حاجبيها الكثيفين، اللذين يعتبران موضوعاً للسخرية أيضاً. إلا أن هذين الحاجبين يبقيان أحد صفات تميزها، وأحد أسباب نجاحها، وفق ما كتب كثيرون، بسبب تناقضهما مع عناصر وجهها الجذابة الأخرى.


إلا أن العالم الذي جعلها نجمةً، أصيب بصدمة عندما عرف أنها أزالت شعرها وصبغته باللون الأبيض. وهي حادثة مضى عليها أكثر من أسبوعين، ولايزال الإنترنت يتفجع من دون توقف. فكارا ديليفين، وفق أحد التعليقات في تويتر، تملك 40 مليون متابع في إنستاغرام، ولا يحق لها أن تزيل شيئاً لا تملكه. فشعرها هو ملك متابعيها، الذين ساهموا في صناعة نجوميتها من خلال إستهلاكهم صورها، وكل ما له علاقة بها.


كما أن دائرة كارا القريبة، لم تصدق أن شعرها يمكن أن يذهب هكذا. فوفق ما قالت في مقابلة، فإن والدتها بدأت البكاء عندما رأتها. وجدتها، خبيرة صناعة صور الأميرات، تذكرت مخيمات المحرقة اليهودية، وقصص الفتيات الفرنسيات اللواتي مارسن الجنس مع جنود ألمان، ثم بعد انتهاء الاحتلال، تم قص شعورهن كي يشعرهن الناس بالعار.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها