الجمعة 2017/04/07

آخر تحديث: 09:09 (بيروت)

تتأخر عن مواعيدك؟ هذه هي الأسباب النفسية

الجمعة 2017/04/07
تتأخر عن مواعيدك؟ هذه هي الأسباب النفسية
يستمتع البعض بإجبار الناس على التأخر (Getty)
increase حجم الخط decrease
يتأخر بعض الأشخاص دائماً عن الوصول في الوقت المطلوب. وعند وصولهم، يكونون متسلحين بحجة أو قصة تكون أقرب إلى قصص الأفلام الهوليوودية. ربما تعاني من هذه المشكلة، وتعرف جيداً أنك لن تستطيع الوصول إلى أي مكان في الوقت الصحيح، حتى لو وضعت عشرة منبهات.

حاولت أبحاث ودراسات عديدة معرفة السبب الذي يجعل البعض بهذه الصفات. وفق الكاتب والمحاضر المتخصص بالسلوك الإنساني آلفي كوهن، هؤلاء الأشخاص طائشون. لكن لماذا؟ يقترح كوهن عدداً من الأسباب لهذا السلوك، منها أن هؤلاء الأشخاص يستمتعون بالإنتباه والإهتمام الذي يؤديه دخولهم إلى المكان في وقت متأخر، أو ربما بسبب شخصياتهم المتمحورة حول الذات، والتي تستمتع بإجبار بعض الأشخاص على الإنتظار.

لكن كوهن يؤكد أن هذا لا ينطبق على الأشخاص الذين يتأخرون على جميع المناسبات، كموعد الطائرة، أو كحفلة انتظروها لمدة طويلة. فتأخرهم في هذه الحالة ينعكس عليهم سلبياً، ويؤذيهم على المستوى الشخصي. "على الأغلب، يكون لدى هؤلاء ميول إلى الإنغماس وفقدان النفس في أي شيء يقومون به، ولا يكتشفون أن الوقت دهمهم إلا بعد فوات الأوان".

تقول دراسة أجرتها جامعة واشنطن في العام 2016، إن خللاً في "الذاكرة المستندة إلى الوقت" (Time-Based Prospective Memory) يؤدي غالباً إلى حصول هذه المشاكل، فهناك أشخاص يستطيعون توقع مرور الوقت، وقياس الزمن بطريقة أفضل من أشخاص آخرين. ما يساعدهم على تذكر المواعيد بشكل أفضل، ويسهم في تفاديهم تلك المشاكل.

وفق سوزان وايتبورن، بروفيسور العلوم النفسية والدماغية في جامعة ماساشوسيتس، الأشخاص الذين يتمتعون بـ"ذاكرة مستندة إلى الوقت" TBPM جيدة، يبدو أنهم قادرون على التحكم بمصائرهم بشكل أفضل، بسبب قدرتهم على توقع المدة التي يحتاج إليها كل عمل يقومون به. على سبيل المثال، يمكنك حساب الوقت الذي تحتاج إليه للإنتقال من مكان إلى آخر من طريق غوغل إيرث، لكن ليس جميع الأشخاص قادرين على توقع الوقت الذي سيحتاج إليه حديث صغير مع أحد الجيران، أو الوقت الذي تحتاج إليه تعبئة الوقود من المحطة.

لكن وايتبورن تؤكد أن علماء النفس يشددون على أن حالات الاستهتار المتفاقم مرتبطة بميول إلى تدمير النفس. ما يجعل الأشخاص الذين يعانون من هذه المشكلة، عالقين في دورة غير منتهية من التأخر ثم معاقبة النفس على هذا التأخر. وهذا ما يؤكده كوهن، بشكل أو بآخر، عندما يقول إن هناك من يجد نفسه غير قادر عن الإبتعاد عن أنماط سلوك معينة، بسبب استمتاعه بها.

أما الكاتب وعالم النفس آدوري هاريسون، فيقول في حديث لـPsychology Today إن الموضوع يكون أحياناً أبسط من ذلك، ويكون التأخر هو تصرف يعكس خوف هؤلاء الأشخاص من الوصول في وقت باكر، بسبب القلق من الإنتظار والبقاء لوقت طويل بمفردهم.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها