الجمعة 2017/03/31

آخر تحديث: 09:00 (بيروت)

طبلية مسعد: طاووق وشعر

الجمعة 2017/03/31
طبلية مسعد: طاووق وشعر
بدأت القصة في تسعينيات القرن الماضي (whereLeb.com)
increase حجم الخط decrease
لا يمكن الحديث عن صناعة الطعام في لبنان، من دون التطرق إلى مطاعم زحلة المعروفة بلقمتها الشهية. ولا يمكن الحديث عن المطاعم في زحلة، من دون المرور بـ"طبلية مسعد"، سليلة "أرباب الطبق الزحلي وصانعيه".

فساندويش مسعد، الذي يقدَم على لوح من الخشب مع مكملاته، بدأت قصته منذ تسعينات القرن الماضي، عندما استقل عادل مسعد عن أسلافه الذين عرفوا في عصر نهضة بولفار زحلة قبل الحرب اللبنانية. يومها لم يكن الطاووق فكرة جديدة في لبنان، بل تنوعت نكهاته بين مطعم وآخر، ومنها نكهة السمسم التي تميز بها ساندويش عادل مسعد الذي كان أيضاً سباقاً في طريقة تقديم الطاووق المتبل بيديه على الطبلية.


قبل ذلك، كان عادل قد تنقل في صالات المطاعم الكبيرة في زحلة وخارجها، عائداً إليها بفكرة تقديم طبق فاست فود لبناني، متميز بنفَس الكرم الزحلاوي، والقدرة على إرضاء الشباب في نمط حياتهم السريع، ودخل بعضهم المحدود. اقتبس الفكرة من طريقة تقديم اللحوم النيئة في المطاعم على لوحة خشب كي "لا تزنخ"، كما يقول عادل. وقد وضع تصميمها على شكل مستطيل لتتسع للساندوش و"رفقته"، أي المخللات مع اللفت، والحمص مع الثوم، والبطاطا والسلطة، التي يعتبر عادل وجودها غير عبثي على الطبلية، وإنما هو "استقطاب بصري للزبون الذي يستطيع أن يختار لكل قضمة طعماً، من بين ما تحويه طبليته، فيشعر أنه أكل على ذوقه".

لكن، ليس هو من أطلق عليها تسمية "الطبلية"، بل عرفت بدايةً بالخشبة أو اللوحة، إلى أن صارت الطبلية هي لقبها الشائع عند الزبائن. يقول عادل لـ"المدن": "أغرم بها البعض إلى حد أنهم نظموا فيها شعراً، وتعقب كثيرون مذاقها إلى حي لم يكن يتردد عليه سوى أهله، والآن ضاق على زبائن الطبلية".


وضع عادل مسعد قلبه في مهنة أنهكته صحياً، كما يقول، لكنه لم يتخل عن عزمه. ومع أنه زمن ضمور الإستثمارات والمضاربات، اختار مجدداً أن ينحني أمام ثقل التوسع الذي بات ضرورياً. مع إبنه زياد، نقلا الطبلية إلى الطريق الرئيس لحوش الأمراء، ليضيفا إلى المكان حيوية كان يفتقدها. يفخر عادل مسعد انه صدر فكرته من شارع نجيب حنكش في حي مار الياس بزحلة الى شارع الشيخ زايد في امارة دبي بالامارات العربية المتحدة. إلا أن المقر الأم في مارالياس لم يتقاعد، إنما تبدلت وظيفته، حيث أصبح "مركز قيادة"، كما يقول عادل ممازحاً، بعد تجهيز مطبخه بمواصفات "مختبر"، يلازمه من الصباح الباكر، محضراً التتبيلات بيديه، التي يمد بها الفرع الرئيسي.


مع الطبلية أيضاً كبر إبنا عادل، زياد وعماد، فاختار الأخير أن يحلق خارج زحلة ليكبر مع شركاء آخرين في بيروت. فيما "وضع زياد قلبه إلى جانب والده في زحلة، ساهرَين معاً على طبليةٍ حولاها إلى قصة يقرأها الزبائن على قائمة الطعام"، وفق عادل، الذي يضيف: "رغم التوسع بقيت رؤوسنا فوق أكتافنا. نفرح لأن الزبون لايزال يبحث أولاً عن وجهينا قبل أي شيء آخر، مستمداً شهيته من حرارة المودة التي نستقبله بها". أما طعم الطبلية فللزبون وحده أن يقرر إذا تبدل يوماً.


لا يبالي عادل بتقليد صنفه في بعض الأماكن. فبالنسبة إليه، زياد وعماد هما جناحاه اللذان يملكان نفَس الطبلية الحقيقي، ويمكن لآخرين أن يقتبسوا الفكرة، ويسموها طبلية إذا أرادوا، لكنها لن تكون طبلية طاووق مسعد.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها