الجمعة 2017/03/24

آخر تحديث: 10:08 (بيروت)

بشار: ابتكر تصميماً يحمي من الحوادث

الجمعة 2017/03/24
بشار: ابتكر تصميماً يحمي من الحوادث
لم يعترف أحد بابتكار بشار (Getty)
increase حجم الخط decrease
بعد 5 سنوات من تكون نواة فكرة بناء مجسم يقاوم الحوادث، حاز الشاب الثلاثيني بشار البذرة، وهو ابن طرابلس- الزاهرية، براءة اختراع من وزارة الإقتصاد والتجارة، إثر انتهائه من مشروع بناء مجسم لـ"دفاع السيارة، يُقاوم الصدمات والحوادث من جميع الاتجاهات".

بشار ليس طالباً جامعياً أو مهندساً ميكانيكياً. ترك المدرسة في الأول ثانوي، لأسباب إقتصادية عرقلت مسيرته العلمية، ثم ذهب إلى عالم الطعام، ليُصبح شيفاً ويعمل مع أخيه في محل المعجنات، الذي لم يمنعه من المثابرة على تحقيق أحلامه. يقول، إبن 34 سنة، إن "التفكير بدفاع للسيارة، يحمي صاحبها ويحميها من الصدمات، بات حاجةً ملحةً، أقله في لبنان، بلد الحوادث. المشروع أنجزته على مراحل عدة، انتقلت فيها من الشق النظري إلى الخريطة، وصولاً إلى تنفيذه في مجسم يبلغ طوله متراً وعرضه 60 سنتيمتراً، بعدما تواصلت مع شركة عالمية مشهورة بصناعة السيارات في ألمانيا".

الشركة الألمانية، التي يتحفظ بشار عن ذكر إسمها، أبدت إعجابها بفكرته، لكنها طلبت منه إحضار براءة إختراع رسمية كشرطٍ أساسي للموافقة على التنفيذ. "عندها شعرت ببصيص أمل، وتحمست. إتجهت إلى الخطوات التنفيذية في تصميم المجسم، وذهبت إلى الوزارة لتقديمه. تمت الموافقة، وحصلت مباشرةً على براءة اختراع".

يشرح بشار آلية عمل هذا الدفاع، الذي يسميه "تصميم الأمان" الحديث، والهيكل الآمن والمدهش من حيث الشكل والكلفة المنخفضة والمفعول. ذلك أن هذا التصميم وفق بشار، يتميز بأنه غير ظاهر وليس ثقيل الوزن، كما أنه يعمل تلقائياً من دون الحاجة لبرنامج تشغيل. ويمكن تركيبه على جميع أنواع المركبات: السيارات بمختلف أحجامها، الشاحنات، الفانات، والمركبات العسكرية والمدرعات.

بشار الذي يجد أن هاجس الأمان هو ما دفعه إلى المضي في المشروع، يشير إلى أن هذا التصميم يعمل عبر "امتصاص قوة التصادم بين المركبة والجسم الآخر". ما يؤمن في طبيعة الحال "حماية من جميع الجهات للأشخاص داخل المركبة، ويخفف من خطر إصابة الأشخاص أو احتجازهم في الداخل".

يتحدث بشار، وهو أب لطفلين، بشغف وحماسة كبيرين عن أحلامه "الاختراعية"، التي صقلها بالقراءة ومتابعة حياة المخترعين. فـ"منذ أن كنت صغيراً وأنا متأثر بأينشتاين، وكارل بنز، ومدام رونو، وأحاول أن أتعلم من حياتهم الصعبة، فوجدت أن أغلبهم كان فاشلاً في البدء قبل أن يسلك طريق النجاح، ولاسيما أن المجتمعات التي نعيش فيها تستهزئ بالمفكرين، الذين يحاولون ابتكار أي شيء يعطي معنىً لهم وللحياة".

ثمة أفكار لاختراعات أخرى، تراود رأس بشار ويسعى إلى تنفيذها. "كتصميم جسر للمشاة، يسهل صعود الأشخاص إليه، بواسطة مصعد يعمل تلقائياً من دون الحاجة إلى برنامج تشغيل، أو حذاء يجعل الخُطى أخف، ويمنع الضغط على الجسم، أو فكرة تفيد في التخلص من أزمة النفايات عبر نظام فلترة الدخان الناتج من عملية الاحتراق".

ورغم أن الشركة الألمانية تتهرب من التجاوب معه، بعدما أرسل لها براءة الاختراع "ربما لأنني عربي"، يدرك بشار أن بلوغ النجاح في عالم الإبتكارات، يحتاج إلى دعم مادي ومعنوي، لأن المنفعة جماعية وليست فردية. ويؤكد استمراره في الحلم بوجه المصاعب، والمراهنة على الأمل، "أكيد عندي أمل، وأمل كبير".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها