ما هي الزراعات المائية؟

دخلت هذه الزراعة إلى لبنان منذ سنوات. وقد بدأ هذا القطاع نشاطاً واسعاً في الفترة الماضية، خصوصاً في المناطق الساحلية، كما يشير الأستاذ المحاضر في كلية الزراعة في الجامعة اللبنانية الدكتور بشر سكرية. لكنها لا تشمل، إلى الآن، جميع أنواع المزروعات، إنما تقتصر على بعضها، كالفريز، الخس، البندورة، الخيار وبعض أنواع الأعشاب.

تعتمد الزراعة المائية على وجود نظام من الأنابيب توضع النباتات في أعلاها، وتتصل بحوض مياه، توضع فيه المغذيات المعدنية والأسمدة الضرورية. تؤمن المضخة وصول المياه، عبر الأنبوب، إلى النباتات لتغذيتها، على أن تعود إلى الحوض نفسه، أو إلى حوض آخر بعد تكريرها. ويتم تعديل نسبة المواد المغذية، وفق مرحلة نمو النبتة وحاجاتها، كما يتم تعديل العناصر الأخرى التي تحتاج إليها النباتات للاستمرار، كالضوء والمياه. كما يلجأ البعض أحياناً إلى وضع لمبات بديلة من نور الشمس.

تكمن أهمية أنظمة الزراعة المائية في إمكانية إنشائها في أي مكان تقريباً، وفي قدرتها على توفير المساحات من خلال زراعة طبقات متعددة. كما يمكنها توفير المياه والمواد الغذائية، إذ يمكن أن تعمل في حلقة مغلقة، تسمح بإعادة التدوير. ولا تخدم هذه الطريقة مصالح الإنسان التجارية فحسب، إنما تخدم البيئة أيضاً، بما أنها لا تستلزم استخدام مبيدات كطرق الزراعة الأخرى، كما أنها تخفّض نسبة إنبعاث الكربون.

يشرح سكرية أنه رغم كلفة التجهيز المرتفعة في البداية، إلا أنها تظل أقل من كلفة تعقيم المناطق الموبوءة وإعادة استصلاح التربة. وتؤمن إنتاجاً ضخماً، وعائدات مالية كبيرة للمزارع، وتسهم في تخفيض أعداد العمال وتسهيل آليات العمل وقطف المحصول. وتتفوق جودة النبات المزروعة بهذه الطريقة على تلك المزروعة في البيوت البلاستيكية. ولا يفترض في حال اتباع المبادئ الرئيسية لهذه الزراعة، أن يكون لها أي مضار على صحة الإنسان.

لكن لهذه الزراعة مخاطرها أيضاً، إذ تتطلب معرفة تقنية وتدريباً، كما تحتاج إلى مراقبة دقيقة ومستمرة. فالخطأ مكلف وقد يقلص كمية الإنتاج ونوعيته. لذلك، تحتاج الزراعة المائية إلى إجراء فحوص مستمرة للملوحة والحموضة ودرجة حرارة المياه، فلهذه العوامل تأثير على نوعية الانتاج. وعلى المزارع الذي يلجأ إلى هذه الطريقة أن يكون ملماً بمشاكل النبات، وكيفية التعامل مع هذا النظام. إذ إن الخطأ يظل استدراكه ممكناً في حال الزراعة في التربة، لكن في حالة الزراعة المائية يكون الخطأ مكلفاً، وقد يؤدي إلى موت النباتات المزروعة.