الأربعاء 2017/03/22

آخر تحديث: 08:20 (بيروت)

إهانة السياسيين: من الأحذية إلى مستوعبات النفايات

الأربعاء 2017/03/22
إهانة السياسيين: من الأحذية إلى مستوعبات النفايات
رمي الوزراء الأوكرانيين في مستوعبات النفايات هي الأشهر
increase حجم الخط decrease
بعد حادثة رشق المعتصمين في ساحة رياض الصلح رئيس الحكومة سعد الحريري بعبوات المياه، فتح نقاش حول شرعية هذا التعاطي مع مسؤولين وسياسيين. وفيما وضعه البعض في خانة العنف، والبعض الآخر في خانة الإهانة، دافع آخرون عنه بوصفه فعلاً يستحقه أي سياسي ضالع في الفساد.

طبعاً، هي ليست المرة الأولى في العالم التي يتلقى فيها سياسي هذه المعاملة المهينة، وهناك حالات أخرى فاق عنفها أضعاف ما فعله متظاهرو وسط المدينة. 


لعل حادثة رمي الوزراء الأوكرانيين الفاسدين في مستوعبات النفايات، هي الأشهر في تاريخ هذه الحوادث. ففي العام 2014، أنزل المعتصمون الأوكرانيون سلسلة من العقوبات بمسؤولين فاسدين، فرموا 12 منهم في مستوعبات النفايات. وقد أطلق الأوكرانيون على حركتهم هذه إسم "تحدي سلة المهملات"، إذ برروا الفعل بالسعي إلى المحاسبة والمساءلة القضائية للسياسيين الأوكرانيين. ما اضطر الشعب إلى إجراء هذه المحاسبة بنفسه.


تكررت حادثة رشق السياسيين بالبيض في دول عدة. ففي العام 2009، قام معتصمون بريطانيون بمهاجمة رئيس الحزب البريطاني الوطني نيك غريفين بالبيض، خلال مؤتمر صحافي عقده بعد فوز حزبه للمرة الأولى بمقعدين في البرلمان الأوروبي. اضطر غريفين حينها إلى مغادرة المؤتمر في ظل رفع المتظاهرين شعارات منددة بالنازية والفاشية، وذلك على خلفية انتمائه إلى اليمين المتطرف والعنصري. وفي العام 2011، أعيدت الكرة في لندن، وقد كان ضحيتها رئيس حزب العمل آنذاك، إذ قام رجل متشرد برميه بالبيض لاعتباره أن حزب العمال، تماماً كحزب المحافظين، هو إلى جانب الأغنياء.

ولتأكيد علاقة البريطانيين الوطيدة مع البيض، قام مواطن ريفي غاضب بسبب التهميش الذي يعيشه الريف، برمي البيض على نائب رئيس الوزراء البريطاني جون بريسكوت. إلا أن الأخير رد بتسديد لكمة إلى المواطن الغاضب، فتم إيقافه لبضع ساعات من قبل الشرطة. كما كان البيض من نصيب رئيس وزراء كوسوفو، لكن مصدره هذه المرة ليس الشعب، بل نواب معارضون له، قاموا برشقه خلال إحدى الجلسات البرلمانية.


في العام 2000، تلطخ وجه وزير الزراعة البريطاني نيك براون بالشوكولا، بعدما هاجمته ناشطة بيئية خلال مؤتمر صحافي لنقابة المزارعين. وشرحت الناشطة لاحقاً أن هذه الواقعة حدثت نتيجة فقدان قدرتها على ضبط أعصابها بعدما استمعت إلى معاناة المزارعين، التي لم تلق أي صدى لدى الوزير البريطاني.


إن صورة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش وهو يخفض رأسه هرباً من حذاء مصوب نحوه، ستظل عالقة في أذهان العرب والعراقيين للأبد. لكن بوش ليس الوحيد الذي تلقى حذاءً، والحقيقة هي أن لائحة السياسيين الذين رميوا بأحذية، هي لائحة طويلة تبدأ مع الرئيس التنفيذي لمحافظة سند الباكستانية (2008)، وتنتهي مع رئيس محافظة بونجاب في الهند (كانون الثاني 2017).

أما بوش نفسه، فلم يتلقَ حذاءً واحداً فقط، بل تلقى عدداً من التسديدات المعنوية أيضاً. إذ قام مواطنون في عدد من الدول بالتلويح بأحذيتهم أمام السفارات الأميركية للتعبير عن دعمهم لمنتظر الزيدي (الصحافي العراقي الذي رمى بوش بحذائه)، وعن إحتجاجهم على السياسات الأميركية، ورفضهم الحروب التي تشنها هذه الدولة. أما في نيويورك فقد صنع حذاء شبيه بحذاء منتظر الزيدي وعرض في أحد المتاحف. أما عربياً، فقد قذِف النائب المصري توفيق عكاشة بحذاء من قبل نائب آخر داخل البرلمان وذلك لاستضافته السفير الإسرائيلي على العشاء.


لم يكن البيض من نصيب نائب رئيس مجلس الوزراء البريطاني بريسكوت فحسب. ففي العام 1998، بلل بريسكوت بسطل من المياه الباردة، التي سكبها عليه عضو الفرقة الموسيقية الأناركية Chumbawamba خلال حفل توزيع جوائز Brit Awards.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها