الثلاثاء 2017/03/21

آخر تحديث: 08:32 (بيروت)

إتيكيت التظاهر: البصل وقنينة المياه سلاحك

الثلاثاء 2017/03/21
إتيكيت التظاهر: البصل وقنينة المياه سلاحك
حافظ على سرية جوالك (Getty)
increase حجم الخط decrease
قبل أن يتسنى لنا أن ننسى تجربة الحراك الماضي، نخوض اليوم معركة جديدة في الشارع. فبعد الأشهر الطويلة التي امتد عليها حراك 2015، اكتسبنا بعض الخبرة في التعامل مع الشارع، حتى أننا تآلفنا وتصادقنا معه. فالشارع هو ملعب المتظاهر، وليس ساحة المسؤول والسياسي أو العنصر الأمني، بل كابوسهما. فماذا تعلمنا عن إيتيكيت التظاهر في الحراك السابق؟


إرم المسؤول بسلاحك الأبيض

في أي حراك مطلبي، من المتوقع أن يعمد مسؤول سياسي أو أكثر، إلى لعب دور البطل، طامحاً إلى ضم المحتجين ومطالبهم إليه. في حراك 2015، حاول الوزير السابق الياس بوصعب أخذ دور البطولة. أما في الحراك الحالي، فقد شهدنا على محاولة الرئيس سعد الحريري سلب هذه الأضواء. لكن في المرتين، لم يقع الشارع في فخ المسؤول الطموح، بل رد عليه بالهتافات المضادة، الشتائم، وأخيراً عبوات المياه.

أثبتت، الأحد في 19 آذار، عبوات المياة البلاستيكية فعاليتها كسلاح أبيض، وأسلوب لطرد من ليس مرغوباً به في الشارع. يمكن للمتظاهر أن يبتكر وسائل جديدة للحفاظ على شارعه من أي تعديات، مستخدماً أسلحة أخرى كالبندورة، البيض وربما الحذاء. لكن، تذكر عزيزي المتظاهر، أنت لا تريد أن تقتل الناطور، بل أن تعيد المسؤول إلى حجمه، فحاول ألا تكسر جمجمته. حافظ على السلمية في مواجهته. وتذكر: قنينة المياه ليست سلاحاً عنفياً.



سلامتك أولاً

في غمرة الحماسة، قد يتهور المتظاهرون في اتخاذ مواقع هجومية، تفرط في سلامتهم وأمنهم الشخصيين، وينتهي الأمر بالبعض كبش محرقة. هنا، لا بد من تأكيد شرعية الغضب، لكن على المتحمس أيضاً أن يفكر بسلامته كأولوية. لذا، تجنب الدخول في أزقة ضيقة لا منفذ لها، لأنها تمثل أماكن مثالية لمحاصرتك من القوى الأمنية. ما يمكن أن يؤدي إلى الاعتداء عليك جسدياً وحتى اعتقالك.

راقب تحرك القوى الأمنية وتعزيزاتها، وخطط دائماً لوجود طريق آمن للرجوع أو الإفلات من قبضتها. وإن كنت تعاني من رهاب الأماكن الضيقة Claustrophobia، من المهم جداً أن تحافظ على مسافة لا بأس بها من القوى الأمنية. ففي حال قُبض عليك، سيتم إقحامك مع سبعة أشخاص غيرك، داخل سيارة Nissan Sunny ضيقة. أما في المخفر، فلا تتوقع منحك فرصة للتنفس.



ارصد المخبر

بعد تجربة الحراك السابق، أصبحت هذه المهمة أكثر سهولة، فقد طورنا خبرة ومهارة في كشف المخبرين المزروعين بيننا. فلتجنب المخبرين، إحذر الأشخاص الذين يبدون غير متجانسين مع المشهد العام، فيقفون على مسافة من موقع الحدث، ويحافظون على درجة من الحيادية، فلا يبدو عليهم الغضب أو التأثر بما يحصل حولهم، ويمضون معظم الوقت في إلتقاط الصور بجوالاتهم. إحذر الغرباء الذين يبادرون للحديث معك موجهين إليك الأسئلة بطريقة غير مباشرة. وأخيراً، لرصد المخبر، عليك أن تبحث عن مؤشرات جهد مصطنع يحاول المخبر بذله، ليبدو مماثلاً للمتظاهرين، وهو جهد غالباً ما يفضحه.



البصل، العسل والخل
من المبكر الحديث عن كيفية حماية أنفسنا من الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، فقد لا تصل الأمور إلى هذا الحد. لكن لا ضير من أخذ احتياطاتنا منذ الآن، وذلك عبر التسلح بالبصل والخل قبل النزول إلى الشارع، للوقاية من أضرار قنابل الغاز. كما يمكنك أن ترتدي نظارات شمسية لحماية عينيك. وفي حال إستنشاق كثير من الغاز، عليك المقاومة بشرب الحليب، لعكس مفعول الغاز. وللحفاظ على أوتارك الصوتية من مظاهرة إلى أخرى، عليك بالعسل من أجل معالجة بحة الصوت.



حافظ على سرية جوالك

من المهم جداً التأكد من عدم احتواء جوالك على أي معلومات تدينك أو تدين غيرك، أو تساعد القوى الأمنية على ملاحقة المجموعات المنخرطة في التخطيط أو التنفيذ للتحركات. ففي حال اعتقالك، أول ما سيتجه إليه المحققون هو جوالك للحصول على طرف خيط يمكنهم من اعتقال آخرين. لذلك، حاول أن تبقي جوالك "نظيفاً"، أو إنزع منه البطارية عند القبض عليك، أو دعه في البيت عند المشاركة في التظاهرات.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها