تريد أن تكون "مولد كهرباء"؟ اذهب إلى حديقة صيدا

ستنار قريباً حديقة محمد السعودي، في صيدا، التي حلت مكان جبل النفايات، باستخدام الطاقة البديلة، "من خلال رياضة ركوب الدراجات الهوائية في الحديقة". وهو مشروع فازت عنه مؤسسة الثقافة والعلوم بجائزة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للطاقة المتجددة، وباشرت منذ أيام تنفيذه، حيث يضع فنيون لمساتهم الأخيرة في تركيب 15 دراجة هوائية ثابتة على منصات موزعة داخل الحديقة.

أخذت فكرة المشروع من أحد سجون البرازيل، الذي منح السجناء فرصة تقليص فترة عقوبتهم من طريق ممارسة رياضة ركوب الدراجات الهوائية لتوليد الكهرباء. وكانت تجربة رائدة للاستفادة من طاقة السجناء، الذين غالباً ما يوصفون أنهم فئة غير فاعلة في الحياة الإقتصادية.


لم ينتظر المتنزهون في الحديقة وضع الدراجات قيد الخدمة الفعلية، مع بداية فصل الربيع، ليبدأوا استخدامها. إذ دفعتهم فضوليتهم إلى استعمال الدراجات والتعرف إلى كيفية توليدها الطاقة، واستعراض قدراتهم. ويقول محمد حبلي إنه "مشروع رائع ورياضي وبيئي، وشيء جيد أن يخرج الإنسان طاقته عبر ممارسة الرياضة لتوليد طاقة مفيدة تساعد على التخفيف من التلوث البيئي"، داعياً إلى تعميم الفكرة لتشمل الكورنيش البحري في صيدا. تجربة أولية على توليد الطاقة واضاءة لمبة (نوع LED 50 واط)، أشارت إلى أن البنية الجسدية للمتنزه الفلسطيني أحمد الميعاري قادرة على شحن كمية كبيرة في وقت قصير. فيضحك الرجل، وهو يقول: "صرت مولداً للكهرباء".

توضح المساعدة الإدارية في مؤسسة الثقافة والعلوم ميساء جاستن، لـ"المدن"، أن الأهداف المنشودة من المشروع هي توليد الطاقة الخضراء، لإضاءة ممشى الحديقة، وتوليد الطاقة وحفظها لإنارة المكان ليلاً أثناء فترات انقطاع التيار الكهربائي والحفاظ على البيئة، وتشجيع الممارسات الصحية والبيئية السليمة، كالرياضة التي تخفف من الإصابة بالأمراض ورفع مستوى الوعي حول ثقافة الانتاج والمسؤولية والشراكة في ايجاد حلول لمشاكل المجتمع.


أما خطوات تشغيل عناصر المشروع، فتعتمد على حركة دوران الآلية الميكانيكية الناتجة من استخدام الدراجة الهوائية، وتنتقل إلى جهاز الدينمو الموصول بالدراجة، ويتميز بمواصفات كهربائية جهد 12 فولت وتيار 30 أمبير، وهما يشحنان البطارية ذات جهد 12 فولت وتيار 77 أمبير. ويشير فنيو المؤسسة إلى وجود مجموعة معادلات كهربائية تستخدم لمعرفة قيمة الشحنة الكهربائية التي ستحتفظ بها البطارية، ولمعرفة الزمن اللازم لشحنها.

الروائح الكريهة
الحديقة، التي أفتتحت منذ نحو عام، مازالت تعاني من انبعاث روائح كريهة، مصدرها دباغات الجلود الملاصقة للحديقة. ما يضر بقدرة الصيداويين على الاستنفاع منها، بالإضافة إلى زيادة المحظورات في الحديقة. وللحديقة، جاران مزعجان لزوارها، هما "بحيرة الردم"، التي تردم فيها العوادم والأتربة والردميات، وفيها مياه راكدة. والجار الثاني هو معمل معالجة فرز النفايات، الذي تشكك جمعيات بيئية بإلتزامه المواصفات البيئية في عمله، إذ تنبعث روائح كريهة من أكوام النفايات المعدة للفرز.