الثلاثاء 2017/02/07

آخر تحديث: 08:16 (بيروت)

علاج إضطرابات النوم بضوء الشمس

الثلاثاء 2017/02/07
علاج إضطرابات النوم بضوء الشمس
رحلة تخييم واحدة، بين فترة وأخرى، تعد كافية (Getty)
increase حجم الخط decrease
في الأزمنة الغابرة، كان البشر يخلدون إلى النوم عقب غروب الشمس، ذلك أن وسائل الإنارة التي كانت متوافرة، كالشموع والقناديل، لم تكن ساطعة أو مشعة بما فيه الكفاية خلال الليل.

جاء توماس اديسون بمصباحه الكهربائي في القرن التاسع عشر، ليغير كل شيء، بما في ذلك عادات النوم الخاصة بنا. لكن التغير الجذري لم يحصل سوى لاحقاً، مع إدخال التطور التكنولوجي لأنواع جديدة من الإنارة إلى حياتنا اليومية، مثل ضوء الشاشات والشوارع.

بفضل مصادر الإنارة غير الطبيعية هذه، أصبح الإنسان العصري ينام أقل من ذي قبل. ففي دراسة حديثة نشرتها مجلة Current Biology، رد الباحثون عدداً من الإضطرابات والمشاكل المتعلقة بالنوم إلى عامل الإنارة الاصطناعية التي بتنا نعتمد عليها، بشكل شبه حصري، في حياتنا. كما اكتشف العلماء أن التعرض لضوء الشمس الطبيعي يسهم في ضبط الساعة البيولوجية في جسم الإنسان، ما يساعده على الحصول على قسط كاف من النوم.

واستندت الدراسة إلى مقارنة نمط النوم الذي ميز مجموعة من الأشخاص الذين أمضوا عطلة نهاية الأسبوع في منطقة برية في ولاية كولورادو، بخصائص النوم الذي تلقته مجموعة أشخاص لازموا منازلهم. وقد اقتصرت وسائل الإنارة في التجربة الأولى التي أجريت في الهواء الطلق على مصادر الاضاءة الطبيعية مثل نور الشمس والنار، ولم يسمح للمشاركين فيها باستخدام أي ضوء آخر، بما في ذلك أضواء شاشات الحواسيب والهواتف.

أما النتائج التي توصلت إليها الدراسة، فتلخصت بالإستنتاج الآتي: العيش وفق تقويم الشمس، يؤدي إلى النوم والاستيقاظ بشكلٍ أبكر (قبل ساعةٍ على الأقل من مواعيد النوم والاستيقاظ الاعتيادية). أما الخلل في الساعة الداخلية، فله آثار صحية ونفسية. والتجانس بين الساعة الداخلية والواقع الخارجي، يصحح هذه الاضطرابات ما يبطل تأثير الأضواء الاصطناعية. ولا يقترح العلماء الاستغناء عن الضوء الاصطناعي بشكل تام ونهائي، بل إن رحلة تخييم واحدة، بين فترةٍ وأخرى، تعد كافية لاعادة تشغيل الجسم بشكلٍ سليم وصحي، وفق الدراسة. فهل يستبدل ضوء الشمس الأدوية المهدّئة والمنومة؟
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها