الإثنين 2017/02/06

آخر تحديث: 00:25 (بيروت)

فوائد الخضار والفواكه في مواسمها.. أسطورة؟

الإثنين 2017/02/06
فوائد الخضار والفواكه في مواسمها.. أسطورة؟
يخسر المنتج مواده المغذية كلما طالت المدة بين القطف والاستهلاك (Getty)
increase حجم الخط decrease

بات من الصعب تحديد موسم العديد من أنواع الفاكهة والخضار. فكثير منها أصبح متوفراً في الأسواق على مدار العام. كما أن أقسام الفاكهة والخضار في المتاجر الكبرى تتشابه كثيراً رغم اختلاف الفصول، بسبب رواج الزراعة في البيوت البلاستيكية، والإستيراد من الخارج.

لكن، هذه الزراعة غير الموسمية تلقى معارضة، خصوصاً لدى أولئك الذين يعتقدون أن الخضار والفاكهة التي تظهر في مواسمها تحافظ أكثر على قيمتها الغذائية. ومواسم بعض الخضار والفواكه تتزامن مع حاجة الجسم إليها في موسمها تحديداً. ففي الصيف تنبت الفاكهة والخضار الغنية بالمياه كالبطيخ والبندورة. وفي الخريف تنبت المزروعات التي تحتوي على مواد مقاومة للأمراض كالبصل والتوم والتفاح.

"لا دراسات تؤكد ذلك"، يقول الأستاذ المحاضر في كلية الزراعة في الجامعة اللبنانية الدكتور بشر سكّرية. وحتى في المقارنة بين المزروعات العضوية والأخرى غير العضوية، لا دليلَ علمياً يؤكد وجود فرق في القيمة الغذائية بين المنتجين. فـ"الدراسات التي تنشر حول هذه المواضيع غالباً ما تتوافق نتائجها مع مصلحة ممول الدّراسة".

يضيف سكرية: "التنوع الغذائي موجود في كل المواسم. إذ يمكن لثمرة موجودة في فصل الشتاء أن تمنح الجسم المنفعة الغذائية نفسها التي تمنحها ثمرة تنبت في الصيف". بينما الأهم في تحديد القيمة الغذائية لأي منتج، هو معرفة الفترة بين تاريخ قطفه وتاريخ استهلاكه. فـ"كلما طالت هذه الفترة، يخسر المنتج من الفيتامينات والمواد المغذية التي يحتوي عليها".

ورغم أن تطور القطاع الزراعي، أتاح الحصول على مزروعات متنوعة في مختلف المواسم، إلا أن سعي المزارعين إلى الاهتمام بالنوعية على حساب النكهة، وإنتاج أنواع تملك فرص تصدير أكثر، كان عاملان أديا إلى خسارة كثير من الأنواع القديمة واختفائها.

ووفق سكرية، إنبات المزروعات في البيوت البلاستيكية لا يؤثر على قيمتها الغذائية في حال إلتزم المزارع بالمعايير. لكن في حالة لبنان الأمر مختلف وخطير. ففي البيوت البلاستيكية تحفز الحرارة المرتفعة والرطوبة على ظهور الأمراض التي تصيب النبات كالرمد والعفن. ما يدفع المزارع إلى استخدام كميات أكبر من الأسمدة والمواد الكيميائية، خشية خسارة المحصول. والمزارع لا يلتزم بفترة الأمان المسجلة على العبوات والتي تمنع قطف المحصول قبل مرور فترة معينة على رشه بالمبيدات. فيقوم أحياناً بقطف المحاصيل قبل انتهاء هذه الفترة. ما من شأنه أن يسبب تراكم هذه المواد في جسم الإنسان، أي زيادة احتمال اصابة المستهلك على المدى البعيد بأمراض في الجهاز العصبي أو أمراض سرطانية.

وبما أن الأدوية المستخدمة في رش المزروعات تختلف بحسب الأنواع المزروعة، ينصح سكرية بتنويع الغذاء، لا من أجل حصول الجسم على كامل العناصر الغذائية فحسب، بل أيضاً لتجنب تراكم مادة معينة موجودة في الدواء المستخدم، تتخطى النسبة المسموح بها في جسم الإنسان. فالتركيز على تناول نوع محدد من الفاكهة، يؤدي إلى تراكم نسبة ضارة من الدواء المستخدم، تتجاوز الحد المسموح به في جسم الإنسان، ما قد يسبب الأمراض. فيما يؤدي التنويع إلى توزع المواد الكيميائية المستخدمة والتقليل من ارتفاع تركيز إحداها في الجسم.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها