الأحد 2017/02/26

آخر تحديث: 10:08 (بيروت)

المكياج للرجال أيضاً

الأحد 2017/02/26
المكياج للرجال أيضاً
بدأت شركات مستحضرات التجميل التوجه إلى الرجال
increase حجم الخط decrease
يبدو أن التبرج قد بدأ يتحرك بعيداً من الصبغة الجندرية التي التصقت به طويلاً. هذا ما توحي به ظاهرة "الصبيان الجميلين" Beauty Boys، التي تضم شباناً قرروا وضع المكياج، وليس أي مكياج، بل ذاك الذي يصرخ بجرأته وبريقه وألوانه الفاقعة. هي ظاهرة جديدة- قديمة، لا يقودها هذه المرة مشاهير، بل رجال عاديون وفنانو تبرج Makeup Artists اتخذوا من إنستغرام ساحة لعرض أعمالهم.

يقوم هؤلاء الشباب بالتجريب في المكياج. يرسمون حواجبهم، يلونون خدودهم وجفونهم وشفاههم، ويضيفون الماسكار (أو ما بات يدعى Manscara) وEyeliner (الذي يدعى بدوره Guyliner حين يستعمل من قبل الرجال). ثم يلتقطون صوراً لأنفسهم، يقومون بنشرها على صفحاتهم، كل واحدة منها مرفقة بنصيحة معينة عن التبرج.

فنان المكياج غبريال زامورا، هو أحد وجوه هذه الحركة. دخل هذا المجال لسبب بسيط: أراد لعينيه أن تبدوان أوسع في صوره على تطبيق انستغرام. أجرى بحثاً على الإنترنت، فوجد نصيحة مفادها أن Eyeliner الأبيض يجعل العينين تبدوان أوسع، فاشترى أول مستحضر تجميل في حياته. يعتبر زامورا، الذي يتابعه أكثر من 181,000 شخص على إنستغرام، أن هذه الحركة هي "لكل رجل أراد أن يشعر بالثقة تجاه مظهره الخارجي، وانتابته فكرة ثورية مفادها أن التبرج ليس للنساء فحسب".


بدأت هذه الحركة غير المنظمة، تحظى باهتمام مجلات وشركات الموضة والمايك-آب، التي لم يسبق لها أن التفتت إلى الرجال من قبل. فزامورا، على سبيل المثال، أصبح سفير شركة MAC Cosmetics، وخبير التجميل Manny Gutierrez أصبح أول رجل يعين سفيراً لشركة Maybelline، بالإضافة إلى أسماء أخرى تملك قاعدة معجبين واسعة. وفي نيسان 2016، أخذ الناشط جايك جايمي على عاتقه مهمة كسر التنميط الجندري للمكياج، فأطلق حملة بعنوان Make Up is Genderless (المكياج ليس جندرياً). ويعتقد هذا الأخير أنه يوماً ما "ستكبر الأجيال المقبلة في عالم يمكّنهم من التمتع بالمكياج بصرف النظر عن نوعهم الاجتماعي، ومن دون أحكام أو أسئلة". ويرى ناشط آخر يدعى لويس بول أن هذا الأمر بدأ يحدث بالفعل، فـ"العالم الذي نعيش فيه أصبح أكثر تقبلاً للفردية". وينسب البعض هذه الظاهرة إلى العصر الرقمي الذي بات ممكناً خلاله تواصل متشابهي التوجهات بسهولة.


تأتي هذه الظاهرة في سياق حركة أكبر، تدعو إلى التحرر من الأعراف والقواعد الجندرية. وهي متصلة بظواهر السبعينات، التي ظهر فيها نمط موسيقى، إسمه Glamour Rock، من طقوسه صباغة الموسيقيين والمغنين لوجوههم بمستحضرات التجميل. ومن أبرز الفنانين الذين اشتهروا بوضع المايك-آب وبتغيير نظرتنا إلى الجمال، المغني البريطاني دايفيد بوي الذي كان يظهر على المسرح بمظهر رجل أحياناً، وبمظهر امرأة في أحيان أخرى.


من جهةٍ أخرى، اشتهر Drag Queens (رجال يتشبهون بالنساء من خلال مظهرهم الخارجي) بوضعهم مكياجاً مبالغاً فيه. ويشير زامورا إلى تعلم Beauty Boys من Drag Queens كيفية وضع المايك-آب وكيفية اخفاء شعر الوجه. لكن يشدد كثيرون على اختلاف الظاهرتين. فالرجال الذين يضعون المكياج هم رجال مع مكياج، في حين أن مؤدي Drag هو رجل بمظهر امرأة. وأحد مكامن الإختلاف هو أن مكياج Beauty Boys يصلح لكل يوم، وليس مبالغاً فيه، كما هو حال مايك-آب Drag Queens المخصص غالباً للأداء المسرحي أو الحفلات.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها